إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

رأرأة العين
> يُعاني والدي من حركة اهتزاز العينين، والطبيب ينصح بالعملية الجراحية، هل هناك علاج دوائي؟
رشيدة خ. - المغرب.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. ولاحظي أننا حينما ننظر إلى شيء ما، فإن أعيننا تستخدم عدة عضلات كي تحرك العينين بغية التركيز على الشيء الذي نراه. وحينما لا تعمل العضلات تلك بكفاءة فإن العينين لا تعملا بكفاءة ولا تعطينا دقة الرؤية المطلوبة.
وهناك عدة أنواع من اضطرابات حركة العينين، وأهمهما نوعان. النوع الأول هو الحول، وهو عندما لا تكون العينان متطابقتين في التوجه نحو اتجاه واحد. وهناك نوع آخر يُترجم إلى العربية بكلمة «الرأرأة» وبالإنجليزية «نيستاغمس»، وهي حركة لا إرادية سريعة ومتكررة في العينين تجعل الإنسان يرى أن عيني الشخص ترقصان. وما وصفتيه في سؤالك هو «الرأرأة»، التي منها نوعان، نوع أفقي ونوع رأسي. وفي النوع الأفقي تتحرك العين سريعًا وبشكل متكرر من اليمين إلى اليسار ثم إلى اليمين وهكذا دواليك، وفي النوع الرأسي إلى أعلى وأسفل. وهناك نوع دائري الحركة أقل شيوعًا.
المُصابون بهذا النوع من اضطرابات الحركة لا يشعرون بالأمر، والأشياء التي يرونها لا تبدو لهم وهي تهتز كما هو الاهتزاز الحاصل في أعينهم، ولكن قد يفضلون النظر إلى الأشياء بطرف أعينهم عبر تحويل اتجاه الرأس إلى أحد الجانبين لأن هذا يُساعد في تخفيف «الرأرأة» لديهم. كما قد يشكون من الدوار أو الدوخة، أو يشكون من الحساسية لرؤية الضوء أو صعوبة الرؤية عند انخفاض الضوء بالليل. وهناك نوعان من الرأرأة، نوع خلقي ينشأ في الفترة ما دون سن ثلاثة أشهر، وثمة أسباب متعددة لذلك. وهناك نوع مكتسب ينشأ في مراحل تالية من العمر، وهنا تتأثر الرؤية وقد يرى الشخص أن ما يراه يهتز.
ولاحظي أن الدماغ يتحكم في حركة العينين كي نتمكن من رؤية الأشياء بوضوح، وعند المُصابين بالرأرأة تكون ثمة مشكلة في هذا التحكم العصبي. وهناك أسباب عصبية كالجلطات الدماغية والتصلب اللويحي وغيرها من الأمراض العصبية، وهناك أسباب تتعلق بتناول بعض أنواع الأدوية العصبية أو تناول الكحول، وهناك أسباب تتعلق باضطرابات مرضية في الأجزاء الداخلية للأذن، وهناك حالات لا يُعرف لها سبب.
المعالجة تعتمد على معرفة السبب، مثل وقف تناول الأدوية أو الكحول المتسبب بالرأرأة. وفي حالات معينة قد تفيد العملية الجراحية للتعامل مع بعض العضلات المرتبطة بالعينين، وهذا النوع من الجراحة يتطلب خبرة ودقة في إجرائها، وقد تخفف هذه العملية الجراحية من شدة الرأرأة ولكن ربما لا تزيلها. ولا توجد حتى اليوم أدوية تعالج هذه الحالة بكفاءة.

صعوبة البلع

> أصيبت والدتي بجلطة في الدماغ، ولديها صعوبات في بلع الطعام، كيف تكون المعالجة؟
هالة ك. - جدة.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. ولاحظي معي أن عملية بلع الطعام تتطلب القيام بعدة خطوات، وذلك بدءًا من مضغ الطعام جيدًا لمزجه وجعله لزجًا شبه سائل، ثم دفع اللسان لكتلة الطعام هذه إلى خلفية الفم، ثم دفعها للدخول إلى المريء، وليس إلى القصبة الهوائية، كي يتم دفعها فيه وصولاً إلى المعدة. وصحيح أننا لا نشعر غالبًا بعملية بلع الطعام، إلا أنها عملية معقدة ويتطلب النجاح في هذه العملية اشتراك عدة أعصاب وعضلات في الفم والحلق والمريء كي تعمل بتناغم وتجانس وتوازن وتتابع. وهناك عدة أجزاء في الفم والحلق تعمل سويًا، وهي اللسان والأسنان واللهاة والمريء. والدماغ هو الجزء المسيطر على تناغم وتجانس وتوازن وتتابع حركات الأعصاب والعضلات المتممة لنجاح هذه العملية.
الجلطات الدماغية أحد مسببات الاضطراب في إتمام عملية البلع بنجاح. كما لاحظي معي أن التوتر النفسي والقلق قد يتسببان في الشعور بالخنقة في الحلق وكأنما شيء ما عالق في الحلق، ولكن هذا الشعور لا علاقة له بعملية بلع الأكل. والجفاف والتهابات الحلق هما أيضًا من أسباب صعوبات البلع. كما أن ثمة عدة اضطرابات في المريء قد تتسبب في صعوبات في البلع للطعام وربما للسوائل، وقد يكون لدى الشخص الواحد عدة أسباب لحصول صعوبات البلع. ولذا فإن من الضروري معرفة أن هناك أعراضًا متعددة لصعوبات البلع، وإضافة إلى الشعور بأن ثمة إعاقة في الحلق للبلع، هناك أعراض أخرى مثل الشعور بألم في الصدر أو ثقل على الصدر أو الرقبة أو ألم الحرقة خلف مقدمة الصدر أو الغثيان أو الشعور بالمرارة بالفم أو السعال.
والمهم في التعامل مع هذه الحالات هو جعل وقت تناول الطعام وقتًا مريحًا دون أي منغصات للشخص المُصاب بصعوبات البلع نتيجة للجلطة الدماغية، وأن يكون جالسًا باعتدال وانتصاب الظهر ما أمكن، وإعطائه الطعام أو تناول الطعام على هيئة قطع صغيرة الحجم، بحجم ما يملأ ملعقة الشاي، وحثه على مضغ الطعام جيدًا إذا كان يستجيب، وإلاّ تقديم الطعام له بهيئة سائلة أو شبه سائلة، أي كالشوربة أو مهروسة جيدًا. ولو كان الضعف لديه في جهة واحدة من الوجه، يُطلب منه مضغ الطعام بأسنان الجهة القوية من الوجه. كما يُنصح بعدم التكلم أثناء مضغ وبلع الطعام، وأن يبقى جالسًا بشكل معتدل لمدة نصف ساعة بعد الفراغ من تناول الطعام.
وتجدر مراجعة الطبيب لو حصل انخفاض في الوزن أو أن مشكلة البلع لا يُمكن التحكم فيها من قبل الأسرة أو أن ثمة سعال وارتفاع في حرارة الجسم. وهناك حالات من صعوبات البلع قد تتطلب تثبيت أنبوب للتغذية عبر الفم أو التدخل العلاجي بأشكال أخرى تسهيلاً لوصول الطعام إلى المعدة ومنعًا لأي مضاعفات قد تضر صحة المُصاب بالعموم والرئة لديه على وجه الخصوص.

غسل البيض

> هل غسل البيض قبل وضعه في الثلاجة صحي؟
أم سهام - الرياض.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. والنصيحة هي عدم غسل البيض إلاّ مباشرة قبل كسره، على الرغم من حرص كثير من ربات البيوت على غسله بعد الشراء وقبل وضعه في الثلاجة. ويُمكن وضعه في الثلاجة في وعاء خاص لا يتسبب بتلوث بقية أنواع الأطعمة الأخرى في الثلاجة. والسبب وفق ما تذكره المصادر الطبية أن الغسل قد يتسبب بنفاذ البكتيريا، وخصوصا نوع السالمونيلاً، عبر مسام قشرة البيض أثناء الغسل، مما يجعلها تتكاثر في داخل البيضة طوال فترة البقاء داخل الثلاجة، وتتسبب بالنزلات المعوية عند تناول ذلك البيض. ولذا إن أرادت ربة المنزل غسل البيض فإن ذلك يكون قبيل كسر البيض كي تزول أي أوساخ عالقة وفي نفس الوقت لا يكون ثمة مجال لنفاذ الميكروبات إلى داخل البيضة وتكاثرها في داخلها.



التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
TT

التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد ماكس بلانك للطب النفسي بألمانيا، أنّ الشبكية بمنزلة امتداد خارجي للدماغ وتشترك في الجينات عينها، ما يجعلها طريقة سهلة للعلماء للوصول إلى دراسة اضطرابات الدماغ بمستويات أعلى من الدقة.

وأفادت النتائج بأنّ العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً، وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية وبطريقة فائقة السهولة؛ «لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ»، وفق الباحثين. وهم أكدوا على أن فهم الآليات البيولوجية حول هذا الأمر من شأنه مساعدتهم على تطوير خيارات علاجية أكثر فاعلية وأكثر شخصية.

وحلَّل باحثو الدراسة المنشورة في دورية «جاما سيكاتري»، الارتباط الجيني بين خلايا الشبكية وعدد من الاضطرابات العصبية النفسية. ومن خلال الجمع بين البيانات المختلفة، وجدوا أنّ جينات خطر الفصام كانت مرتبطة بخلايا عصبية محدّدة في شبكية العين.

وتشير جينات الخطر المعنيّة هذه إلى ضعف بيولوجيا المشابك العصبية، وبالتالي ضعف قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض. ويرجح الباحثون أن يكون هذا الضعف موجوداً أيضاً في أدمغة مرضى الفصام.

وبناءً على تلك الفرضية، أظهر الباحثون أنّ الاتصال العصبي يبدو معوقاً في شبكية العين لدى مرضى الفصام بالفعل.

وأوضحوا، في بيان، الجمعة أنّ «العثور على هذا الخلل في العين يشير إلى أنّ العمليات في الشبكية والدماغ متشابهة جداً؛ وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية، لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ».

في دراستهم السابقة، وجد باحثو معهد ماكس بلانك للطب النفسي، برئاسة فلوريان رابي، تغيّرات في شبكية العين لدى مرضى الفصام أصبحت أكثر حدّة مع زيادة المخاطر الجينية. وبناءً على ذلك، اشتبهوا في أنّ التغيرات الشبكية ليست نتيجة لأمراض مصاحبة شائعة مثل السمنة أو مرض السكري فحسب، وإنما قد تكون ناجمة عن آليات أمراض مدفوعة بالفصام بشكل مباشر.

إذا كانت هذه هي الحال، فإنّ معرفة مزيد عن هذه التغيّرات قد تساعد الباحثين على فهم الآليات البيولوجية وراء الاضطراب. وبالإضافة إلى الفصام، لوحظت تغيرات في الشبكية لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب والتصلّب المتعدّد ومرض ألزهايمر ومرض باركنسون والسكتة الدماغية.

باستخدام بيانات من دراسات كبيرة سابقة، دمج رابي والمؤلّف الأول إيمانويل بودريوت من معهد ماكس بلانك للطب النفسي وجامعة لودفيغ ماكسيميليان ميونيخ في ألمانيا، بيانات المخاطر الجينية من الاضطرابات العصبية النفسية مع بيانات تسلسل الحمض النووي الريبي للشبكية.

أظهرت النتائج أنّ جينات المخاطر كانت مرتبطة بخلايا شبكية مختلفة في الاضطرابات المذكورة أعلاه.

كما ارتبط الخطر الجيني للإصابة بالتصلّب المتعدّد بخلايا المناعة في الشبكية، بما يتماشى مع الطبيعة المناعية الذاتية للاضطراب. وكذلك ارتبطت جينات الخطر للإصابة بالفصام بفئة محددة من الخلايا العصبية الشبكية تشارك في الوظيفة المشبكية، وتحدّد قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض.