ترامب يثير زوبعة في أميركا بعد تحريضه على العنف

المرشح الجمهوري: وحدهم مؤيدو حيازة السلاح يمكنهم منع تقدم هيلاري كلينتون

المرشح الجمهوري دونالد ترامب يتسلم قلمًا من أحد الحضور للحصول على توقيعه (أ.ب)
المرشح الجمهوري دونالد ترامب يتسلم قلمًا من أحد الحضور للحصول على توقيعه (أ.ب)
TT

ترامب يثير زوبعة في أميركا بعد تحريضه على العنف

المرشح الجمهوري دونالد ترامب يتسلم قلمًا من أحد الحضور للحصول على توقيعه (أ.ب)
المرشح الجمهوري دونالد ترامب يتسلم قلمًا من أحد الحضور للحصول على توقيعه (أ.ب)

أثار دونالد ترامب زوبعة سياسية وإحراجًا جديدًا لحزبه بعد أن نوه في خطاب بأنه يحرض على العنف. وجاء ذلك بعد يوم من توقيع أكثر من 50 خبيرًا في السياسة الأميركية على رسالة نشرتها «نيويورك تايمز» حول افتقار المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية لأبسط القواعد الرئاسية والحنكة والقيم الأميركية، واعتباره «الأكثر استهتارًا في التاريخ الأميركي».
تصريحاته حول حق حمل السلاح أثارت جدلاً جديدًا في الحملة الانتخابية بعدما فسرها عدد من وسائل الإعلام والمراقبون على أنها دعوة إلى استخدام العنف لوقف كلينتون. وقال إن مؤيدي حيازة السلاح في الولايات المتحدة يمكنهم وقف تقدم منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، ومنع وصول القضاة الذين يتم تعيينهم من قبل الرئيس المنتخب إلى المحكمة الفيدرالية. وأضاف: «وحدها المحكمة العليا قادرة على تغيير التعديل الدستوري الذي يضمن حق حيازة السلام». جدير بالذكر أن أحد مقاعد المحكمة شاغر منذ وفاة أحد أعضائها التسعة في منتصف فبراير (شباط). وهي مقسومة بالتساوي حاليًا بين أربعة تقدميين وأربعة محافظين.
وثمة فرص كبيرة لمن سيخلف باراك أوباما لتعيين القاضي الجديد. وهذه واحدة من الرهانات الأساسية لهذه الانتخابات الرئاسية. ويتمتع هؤلاء القضاة الذين يعينون مدى الحياة بقوة كبيرة للتأثير في قضايا المجتمع.
وقال رجل الأعمال الثري في تجمع انتخابي في ويلمينغتون في ولاية كارولاينا الشمالية (جنوب شرق): «باختصار، كلينتون تريد إلغاء التعديل الثاني» للدستور الذي يضمن حق حيازة الأسلحة. وأضاف: «إذا كانت لديها إمكانية اختيار قضاتها، فلن تكونوا قادرين على فعل أي شيء»، مشيرًا إلى أنه «هناك حل مع التعديل الثاني (أي حق حيازة السلاح) ربما، لست أدري»، دون أن يضيف أي تفاصيل. وفسر المراقبون هذه الدعوة على أنها تحريض على ممارسة العنف ضد هيلاري كلينتون من أجل إيقافها ومنعها من تغيير التعديل الثاني للدستور، وذلك من خلال استخدام السلاح. لكن نفى معسكره أن يكون قد قصد هذا من كلامه، وقالوا إنها دعوة للتصويت ضد المرشحة الديمقراطية لإيقافها.
وفي مواجهة سيل الانتقادات لهذه التصريحات، لم تتأخر حملة الملياردير عن نشر «بيان لحملة دونالد ترامب حول وسائل الإعلام غير النزيهة»، موضحة أن ترامب يريد أن يقول إن مجموعة المدافعين عن حق حيازة السلاح المتماسكة جدا ستمنع انتخاب كلينتون إذا صوتت لمصلحته.
وكتب جيسون ميلر، كبير مستشاري ترامب، للإعلام أن «هذا يسمى القدرة على التوحيد»، مشيرًا إلى أن «مؤيدي التعديل الثاني يتمتعون بحيوية كبيرة، ومتحدون جدًا مما يمنحهم سلطة سياسية كبيرة».
ولقيت هذه التصريحات على الفور تأييد مجموعة الضغط النافذة لحيازة الأسلحة التي دعت في تغريدة على «تويتر» إلى التصويت لمصلحة التعديل الثاني، وبالتالي لدونالد ترامب. لكن بيان حملة ترامب لم تقنع معارضيه كما تبين من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما روبي موك، مدير حملة كلينتون، فقد رد بسرعة متهمًا ترامب باستخدام «لغة خطيرة». وقال إن «شخصًا يسعى لأن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة عليه ألا يطلق دعوة إلى العنف بأي شكل».
وخلال تجمع آخر للمرشح الجمهوري في كارولاينا الشمالية، أيد الرئيس السابق لبلدية نيويورك رودولف جولياني مواقف ترامب. وقال إن «ما أراد ترامب أن يقوله، هو أن لديكم القدرة على أن تصوتوا ضدها (كلينتون)».
وأثارت تصريحاته جدالاً في الأسابيع الأخيرة وخصوصًا بين المرشح الجمهوري وأقرباء جندي أميركي مسلم قتل في العراق، والتي تسببت بصدمة حتى لدى الفريق الجمهوري. والنتيجة هي تراجع شعبية ترامب في استطلاعات الرأي التي تعطي هيلاري كلينتون تقدمًا مريحًا من سبع إلى تسع نقاط في انتخابات الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وفي استطلاع أجرته («رويترز» / أبسوس) الأسبوع الماضي تجاوزت كلينتون منافسها ترامب بنحو ثماني نقاط مئوية.
قالت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية إنها سترفع الضرائب على الأغنياء، على النقيض من منافسها دونالد ترامب الذي زعم أن خططه ترمي لإعفاءات ضريبية للأغنياء.
وكانت كلينتون تتحدث في مؤتمر انتخابي في مدينة سان بطرسبرغ في ولاية فلوريدا بعد ساعات من مخاطبة ترامب للنادي الاقتصادي في ديترويت، حيث تحدث عن إعفاءات ضريبية واسعة، والحد من القوانين الفيدرالية، وإعادة إحياء مشروع خط أنابيب النفط «كيستون إكس إل» المتوقف.
وقالت كلينتون «إن السياسات الاقتصادية التي تدعم الأغنياء بهدف أن يعم الخير على الفقراء لا تساعد اقتصادنا على النمو. إنها لا تساعد الغالبية العظمى من الأميركيين لكنها تصب جيدًا في مصلحة الأغنياء. لن أرفع الضرائب على الطبقة المتوسطة. لكنني بمساعدتكم سنرفعها على الأغنياء لأن لديهم الأموال». كما سخرت كلينتون من قائمة المستشارين الاقتصاديين التي أعلنها ترامب الأسبوع الماضي.
وأعرب كريس مورفي، السيناتور الديمقراطي عن كونكتيكوت (شمال شرق)، حيث قتل عشرون طفلاً في مدرسة على يد مختل عقلي مسلح ببندقية رشاشة في 2012، عن اشمئزازه. وكتب النائب الديمقراطي دايفيد سيسيلين في تغريدة: «هذه ليست لعبة، يسمعك أشخاص متوترون ومسلحون بأسلحة نارية ويحقدون على هيلاري كلينتون. أعترض على تصريحاتك». وتزايدت النقمة أيضا في المعسكر الجمهوري. فالمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، مايكل هايدن، وصف هذه التصريحات بأنها «مفاجئة ومستهجنة».
وهو في عداد خمسين جمهوريًا مارسوا وظائف مهمة في الجهاز الأميركي للأمن القومي، وانتقدوا جهل دونالد ترامب وعدم كفاءته. وفي رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» اعتبروا أن ترامب سيكون «أخطر رئيس في التاريخ الأميركي».
وذهبت سوزان كولنز، عضو مجلس الشيوخ، في الاتجاه نفسه، مؤكدة لصحيفة «واشنطن بوست» أنه «لا يستحق» البيت الأبيض وأنها لن تدعمه. وقال الجهاز السري الذي يؤمن الحماية للشخصيات الكبيرة وخصوصًا للمرشحين للرئاسة، إنه «على علم» بتصريحات ترامب، دون أن يوضح ما إذا كان ينوي فتح تحقيق.
وقالت حملة هيلاري كلينتون يوم الاثنين الماضي في بيان إن المرشحة الديمقراطية لن تشارك في المناظرات الثلاث التي حددتها لجنة المناظرات.
ومن جانب آخر، أعربت الممثلة الأميركية الشهيرة ميريل ستريب عن صدمتها إزاء تصريح زميلها الممثل الأميركي الشهير كلينت إيستوود بعزمه التصويت لصالح مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.
وقالت ستريب، 67 عامًا، في تصريحات لمجلة «فاريتي» الأميركية: «أنا مصدومة. أنا فعلاً كذلك»، مضيفة أنها كانت تعتبر إيستوود شخصية «حساسة».
وكان المخرج والممثل الأميركي صرح قبل نحو أسبوع لمجلة «إسكواير» الأميركية بأنه يشعر بأن الانتخابات بين ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون «صعبة»، موضحًا أنه سيصوت في النهاية لصالح ترامب في الانتخابات الرئاسية. كما انتقد إيستوود الضجة المثارة حول تصريحات ترامب التي تنم عن عنصرية، داعيًا المواطنين إلى تجاوزها. يذكر أن ستريب الحائزة على ثلاث جوائز أوسكار مثلت أمام إيستوود عام 1995 في فيلم «جسور مقاطعة ماديسون». كما قام إيستوود بإنتاج وإخراج الفيلم.
وينشغل كلا النجمين بالسياسة، حيث ظهر إيستوود من قبل في فعاليات حزبية للجمهوريين، كما روجت ستريب قبل أسبوعين لكلينتون خلال المؤتمر العام للديمقراطيين، وسخرت قبلها من ترامب في عرض فني.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».