النظام يوسّع قصفه على إدلب للتشويش على تقدم المعارضة بحلب

عبد الرحمن: معركة اللاذقية تهدف إلى رفع معنويات جنوده وبيئته الموالية

استهداف تلة الذهبية جنوب حلب بصواريخ الكاتيوشا.. وتحقيق إصابات مباشرة للنظام والقوات الموالية (غرفة عمليات فتح حلب)
استهداف تلة الذهبية جنوب حلب بصواريخ الكاتيوشا.. وتحقيق إصابات مباشرة للنظام والقوات الموالية (غرفة عمليات فتح حلب)
TT

النظام يوسّع قصفه على إدلب للتشويش على تقدم المعارضة بحلب

استهداف تلة الذهبية جنوب حلب بصواريخ الكاتيوشا.. وتحقيق إصابات مباشرة للنظام والقوات الموالية (غرفة عمليات فتح حلب)
استهداف تلة الذهبية جنوب حلب بصواريخ الكاتيوشا.. وتحقيق إصابات مباشرة للنظام والقوات الموالية (غرفة عمليات فتح حلب)

وسعت قوات النظام السوري دائرة القصف في مدن وبلدات الشمال بالتزامن مع المعارك المشتعلة في مدينة حلب، وذلك في محاولة لإشغال قوات المعارضة التي دفعت بتعزيزات إلى محيط مدينة حلب، بغرض استكمال تقدمها، في حين ساهم هذا التقدم بدفع قوات المعارضة في عدة مدن سورية، للاستعداد لإطلاق هجمات، أهمها في جنوب البلاد.
وشهدت المناطق الشمالية التي تعتبر امتدادًا لمعارك حلب قصفًا جويًا، أسفر عن مقتل عدة أشخاص، إذ قتل 5 مواطنين على الأقل وأصيب أكثر من 10 آخرين بجراح، بينهم عدد من عناصر فرق الدفاع المدني، جراء تنفيذ الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في مدينة إدلب، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مشيرًا إلى أن الطائرات الحربية قصفت مناطق في مدينة معرة النعمان ومناطق في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي.
وتعتبر تلك المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة امتدادًا حيويًا لقوات المعارضة التي نقلت تعزيزات منها إلى مدينة حلب، بغرض مواصلة معركة السيطرة على المدينة، فضلاً عن إطلاق قوات النظام معركة للسيطرة على بلدة كنسبا بريف اللاذقية، التي خسرتها قبل أسابيع أمام تقدم قوات المعارضة وحلفائها في «جيش الفتح».
لكن معركة اللاذقية لا تراها المعارضة متصلة بمعركة حلب. وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، أن معركة اللاذقية «منفصلة، حيث يقاتل النظام فيها بهدف إحراز تقدم ورفع معنويات جنوده وبيئته الموالية»، مشيرًا إلى أن معركة اللاذقية «هي معركة روسية في الأصل، بالنظر إلى أن معظم المقاتلين الموالين الذين يقاتلون فيها، هم من المدربين على يد الروس وأبرزهم (صقور الصحراء)».
ووصف عبد الرحمن الضربات الجوية في إدلب بأنها «مجرد عمليات تصعيدية»، نافيًا أن يكون النظام قد حقق أي تقدم على الأرض. وقال إن القصف الجوي «يهدف إلى إيهام المعارضة بعزمه على الاقتحام كي يدفع جيش الفتح للانسحاب من حلب». وبموازاة التصعيد الجوي، قصفت الطائرات الحربية مناطق في بلدتي مورك واللطامنة بريف حماه الشمالي، بالتزامن مع ضربات للطائرات الحربية على قرية عطشان بالريف الشمالي الشرقي لحماه، دون معلومات عن خسائر بشرية، كما قصفت الطائرات الحربية مناطق في قرية الزارة ومحيطها بريف حماه الجنوبي.
وتأتي تلك المعارك في ظل اشتباكات متواصلة في مدينة حلب على محور غرب المدينة وريفها الجنوبي، من دون أن يحقق أي من الطرفين خرقا جديدا، وفق ما أكده المرصد السوري، وسط معلومات عن حشد النظام قوات على جبهة الراموسة، تحضيرًا لعملية عسكرية. واستهدفت قوات النظام المواقع التي سيطرت عليها الفصائل خلال الأيام الماضية، وتحديدا الراموسة والكليات العسكرية، كما تعرضت الأحياء الشرقية لقصف عنيف من قبل الطيران الحربي، ما أسفر عن مقتل «ثلاثة مدنيين».
وإثر تقدم قوات المعارضة في الشمال، أعلنت كبرى الفصائل العسكرية في الجنوب الاستعداد لمعركة في مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي الغربي.
وقال ناشطون إن معارك اندلعت فجر أمس على محور الشيخ مسكين، إثر هجوم شنته قوات المعارضة انطلاقًا من مدينة نوى، تخلله قصف مدفعي وصاروخي، لكن لم يعلن عن تحقيق أي تقدم.
وقال عبد الرحمن إن المعركة التي توعدت بها قوات المعارضة في الشمال «غير قادرة على تحقيق أهداف كبيرة»، موضحًا أن «ضعف الإمكانيات وغياب الإمدادات العسكرية، يحول دون قدرة الفصائل المقاتلة على شن هجمات كبيرة».
وكانت وكالة «آرا نيوز» أشارت إلى أن فصائل المعارضة المسلحة في ريف درعا، وعلى رأسها «حركة أحرار الشام الإسلامية» بدأت عملية عسكرية واسعة ضد تجمعات قوات النظام في مدينة الشيخ مسكين، حيث بدأت العملية بتمهيد مدفعي وصاروخي منذ ساعات الصباح الباكر.
وفي السياق ذاته، قتل مدني وأصيب خمسة آخرون، إثر قصف فصائل المعارضة بقذائف الهاون مناطق خاضعة لسيطرة القوات النظامية في مدينة درعا، بحسب ما ذكر «مكتب أخبار سوريا» المعارض.
وطال القصف حيي المطار والسبيل، إذ سقطت القذائف على منازل وشوارع حيوية قرب بناء فرع حزب البعث الاشتراكي ومنزل محافظ درعا ومواقع وحواجز عسكرية نظامية، فيما أخلى معظم السكان الشوارع المستهدفة خشية تكرار القصف وسقوط مزيد من الضحايا.
وقصفت القوات النظامية ظهر أمس، بقذائف المدفعية الثقيلة والهاون أحياء منطقة درعا البلد والسهول الجنوبية الغربية لدرعا الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما أدى إلى إصابة مدنيين بجروح متفاوتة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.