الحوثيون يسابقون الوقت لـ«شرعنة» العملية الانقلابية

الحوثيون يسابقون الوقت لـ«شرعنة» العملية الانقلابية
TT

الحوثيون يسابقون الوقت لـ«شرعنة» العملية الانقلابية

الحوثيون يسابقون الوقت لـ«شرعنة» العملية الانقلابية

يسابق الحوثيون وحليفهم الاستراتيجي الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الوقت لشرعنة العملية الانقلابية في اليمن على الحكومة المنتخبة، وذلك بعد فشل مفاوضات الكويت وعودة قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية خلال ـ72 ساعة الماضية لدك معاقل الحوثيين، ومستودعات الأسلحة في عدد من المدن التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين.
فبعد إعلان الانقلابيين تأسيس «مجلس سياسي لإدارة البلاد»، سارع الرئيس المخلوع بدعوة مجلس النواب للانعقاد مطلع الأسبوع المقبل للتصويت على تشكيل «المجلس السياسي الأعلى» دون النظر في عدد الحاضرين للتصويت، ليتخذ الانقلابيون أمس قرارًا آخر بتعيين عدد من المحافظين في بعض المدن، ومنها العاصمة اليمنية «صنعاء»، وتحديد عدد من القيادات الحوثية في مناصب رفيعة.
وسارعت ميليشيا الحوثيين، وحليفها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بإتلاف السجلات والمعلومات الخاصة لعدد من الأجهزة الحكومية التي تتخذ من العاصمة اليمنية صنعاء مقرا لها، إضافة إلى إدراج أعداد كبيرة من أتباعها في قطاع «الشرطة» بجميع أقسامه التي تشمل «البحث، والتحقيق» وغيرهما من الأقسام الرئيسية، إضافة إلى قطاع الاتصالات، ووزارة المالية، إذ عمدت الميليشيا على إدراج أسمائهم في قوائم الوظائف في مركز المعلومات الرئيسي في العاصمة اليمنية صنعاء.
ويخشى مراقبون، أن تمتد يد عبث الميليشيا إلى الأنظمة الرئيسية في الدولة بعد عمليات القتل والنهب التي استمرت على مدار عامين، فسارعت بتعيين أفرادها من «أنصار الله» أو الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع في مجلس النواب، في حال رفض غير الموالين التصويت على سلامة الإجراءات في تأسيس «المجلس السياسي»، خاصة أن الحوثيين عمدوا إلى إتلاف كثير من سجلات المعلومات الرئيسية للدولة في العاصمة اليمنية.
وقال إبراهيم آل مرعي، المحلل السياسي، لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع منذ انقلابهم على السلطة الشرعية، أثبتوا أنهم غير جادين في العملية السلمية طيلة الفترة الماضية، وهو ما يؤكد أن هذه الجماعة لا تعرف سوى لغة الحرب والقوة. وأضاف آل مرعي، أن جميع الإجراءات التي اتخذتها الميليشيا لإضفاء الشرعية على العملية الانقلابية، مخالفة لجميع الأنظمة المحلية والدولية، وهي تسعى بإعلان مثل هذه الإجراءات التي تثبيت موقفها غير الشرعي، موضحا أن الجانب السياسي لا بد أن يسير بالتوازي مع العسكري، وأن لا يتوقف هذا المسار كي تتضح الصورة للمجتمع الدولي.
وتهدف الميليشيا من خلال هذه العمليات المتمثلة بإتلاف سجلات الأجهزة الحكومية وتعيين محافظين ووكلاء لهم في المدن غير المحررة، إلى خلخلة المجتمع اليمني بوجود أعضاء لها في القطاعات الرئيسية، بحيث يكون في المستقبل مصدر لهم في نقل المعلومات بشكل دائم ومستمر والتي من خلاله تعتمد قيادات الميليشيا في التحرك، إضافة إلى أن هذه العمليات ستكسب الميليشيا زخما في المفترة المقبلة إن دخلت البلاد في مشاورات السلام، أو التحرك العسكري لتحرير باقي المدن التي تسيطر عليها الميليشيا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.