واشنطن تسلم الجيش اللبناني آليات عسكرية بقيمة 50 مليون دولار

السفيرة الأميركية: ستساعد في خوض المعركة ضد المتطرفين

عسكري لبناني يقف أمام جانب من الآليات العسكرية الأمريكية بعد وصولها أمس إلى بيروت (أ ب أ)
عسكري لبناني يقف أمام جانب من الآليات العسكرية الأمريكية بعد وصولها أمس إلى بيروت (أ ب أ)
TT

واشنطن تسلم الجيش اللبناني آليات عسكرية بقيمة 50 مليون دولار

عسكري لبناني يقف أمام جانب من الآليات العسكرية الأمريكية بعد وصولها أمس إلى بيروت (أ ب أ)
عسكري لبناني يقف أمام جانب من الآليات العسكرية الأمريكية بعد وصولها أمس إلى بيروت (أ ب أ)

سلّمت واشنطن الجيش اللبناني يوم أمس شحنة عسكرية كبيرة ضمّت آليات مدرعة ومدافع وصواريخ وذخيرة بقيمة 50 مليون دولار، وقالت السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيث ريتشارد إن هذه المعدات «من شأنها أن تساعد الجيش في خوض المعركة ضد المتطرفين والدفاع عن حدود الوطن»، لافتة إلى أن بعضها «ستساعد جنود لبنانيين في التحرك بأمان ضمن نطاق مسؤوليتهم، وبعضها سيسمح بنقل المعركة إلى أرض العدو، ما يساعد على الانتقال إلى الهجوم».
وشملت الشحنة، بحسب بيان للجيش، 50 آلية هامفي مدرعة مجهزة بقاذفات رمانات، و40 مدفعًا عيار 155 ملم، وكميات من الصواريخ والذخائر الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، بالإضافة إلى أعتدة عسكرية مختلفة.
ووزعت السفارة الأميركية بيانا أشارت فيه إلى تسليم شحنة كبيرة من المساعدات العسكرية الأميركية إلى الجيش اللبناني في مرفأ بيروت، تبلغ قيمتها خمسين مليون دولار. وقالت السفيرة ريتشارد في كلمة لها خلال حفل التسليم: «هذا العام ساهمنا بأكثر من 221 مليون دولار من المعدات والتدريب للقوى الأمنية اللبنانية»، لافتة إلى أن لبنان «هو خامس أكبر متلق للتمويل العسكري الأجنبي للولايات المتحدة في العالم، وهذا ما يدل على مستوى التزامنا».
وبالتزامن، تفقد قائد الجيش العماد جان قهوجي يوم أمس الوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة طرابلس ومحيطها، حيث جال في معسكر عرمان للتدريب وافتتح فيه غرفة عمليات متقدمة، ثم جال في قيادة المنطقة في القبة وافتتح فيها مستوصفا ومجمعا رياضيا.
وأثنى قهوجي خلال لقائه الضباط والعسكريين على «الجهود والتضحيات التي يبذلونها لضبط الحدود اللبنانية - السورية، والحفاظ على استقرار منطقة طرابلس والشمال عموما»، لافتا إلى أن «الكفاءة القتالية للجيش كثيرا وسلاحا وتدريبا، باتت اليوم أكثر تحققا وفاعلية من أي وقت مضى». وأضاف: «بهذه الكفاءة المميزة والروح المعنوية العالية لدى ضباطه وأفراده، استطاع الجيش أن يكسر شوكة الإرهاب، ويحمي لبنان رغم احتدام الأحداث الدامية في محيطه، ويثبت أنه من أفضل جيوش العالم أداء ومناقبية واستعدادا للتضحية»، وأكد أن «هذه المؤسسة ستبقى العمود الفقري للوطن، وبمنأى عن أي تجاذبات سياسية أو فئوية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.