الدايمي: لا نية للمرزوقي في تأسيس حزب سياسي جديد

رئيس حزب المؤتمر يتهم المعارضين لقانون العزل السياسي بالوقوف وراء الخبر

عماد الدايمي
عماد الدايمي
TT

الدايمي: لا نية للمرزوقي في تأسيس حزب سياسي جديد

عماد الدايمي
عماد الدايمي

نفى عماد الدايمي، رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الحليف السابق لحركة النهضة، نفيا قاطعا، نية الرئيس التونسي المنصف المرزوقي تشكيل حزب سياسي جديد بعيدا عن حزب المؤتمر الذي يرأسه شرفيا. وعبر الدايمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن استغرابه من تسريب هذا الخبر في هذا الوقت بالذات، وتساءل عن مدى ارتباطه بتمسك حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بمبدأ العزل السياسي الوارد بالفصل الـ15 من القانون الانتخابي. وقال الدايمي، إن قيادات حزب المؤتمر عبرت بصراحة منذ أشهر عن ترشيح المرزوقي لخوض الانتخابات باسم الحزب نهاية السنة الحالية، وهي متمسكة بمرشحها للرئاسة. وطالبت بعض الأحزاب السياسية المرزوقي بالاستقالة في حال اعتزامه الترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، معللة هذا الموقف بـ«ضرورة ضمان تساوي الحظوظ أمام المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية». وفند الدايمي خبر تأسيس حزب جديد بالقول، إنه «لا يمت إلى الواقع بصلة»، وهو على حد تعبيره «من نسج خيال بعض الأطراف التي تسعى إلى شق حزب المؤتمر العصي عن الترويض». ورفض حزب المؤتمر الانخراط في مسار الحوار الوطني الذي أدى إلى خروج الترويكا من الحكم، وتمسك خلافا لحركة النهضة بمبدأ العزل السياسي لأنصار التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل ورموز النظام السابق، خلال مناقشة مشروع القانون الانتخابي.
وترددت أنباء عن تكليف الرئيس المرزوقي مستشاره السياسي عبد العزيز كريشان مباشرة ترتيبات تأسيس حزب جديد، وبالتالي فك ارتباط المرزوقي بحزبه القديم الذي أسسه سنة 2002. وحاز حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المركز الثاني بعد حركة النهضة الإسلامية بـ29 مقعدا في انتخابات المجلس التأسيسي (البرلمان) سنة 2011، وانتخب المرزوقي يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) 2011 رئيسا لتونس، وحصل على 153 صوتا من أصوات البرلمان، بينما صوتت المعارضة بأوراق بيضاء. ويعود قرار المرزوقي بتشكيل حزب جديد حسب تلك التسريبات، إلى ما سمته «سباحة حزب المؤتمر خارج سياق التطورات المتسارعة في الساحة السياسية الوطنية، وبعيدا عن التغيرات التي تشهدها المنطقة تعزيزا لمبادئ الوفاق والمصالحة الوطنية وبعيدا عن نوازع الإقصاء والانتقام والتشفي».
وكان كريشان استقال من المكتب التنفيذي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، ولمح في أحد تصريحاته إلى إمكانية تشكيل حزب سياسي جديد بعد أن استحال تواصله مع القيادة الحالية للمؤتمر. ويؤكد بعض المحللين السياسيين، أن تأسيس حزب سياسي جديد قد يكون المخرج الوحيد للرئيس المرزوقي بعد تراجع ورقة حزب المؤتمر من أجل الجمهورية داخل الساحة السياسية وتشتته إلى أكثر من أربعة أحزاب هي، حزب وفاء بقيادة عبد الرءوف العيادي، وحزب الإقلاع بزعامة الطاهر هميلة، وحزب التيار الديمقراطي بقيادة محمد عبو.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.