ميردوخ: بعد إيلز.. فوكس ستظل محافظة

ابناه لن يتمردا.. لكنهما تخلصا من عدوهما اللدود

جدل حول التعيينات الجديدة في مجلس إدارة تلفزيون «فوكس» (نيويورك تايمز)
جدل حول التعيينات الجديدة في مجلس إدارة تلفزيون «فوكس» (نيويورك تايمز)
TT

ميردوخ: بعد إيلز.. فوكس ستظل محافظة

جدل حول التعيينات الجديدة في مجلس إدارة تلفزيون «فوكس» (نيويورك تايمز)
جدل حول التعيينات الجديدة في مجلس إدارة تلفزيون «فوكس» (نيويورك تايمز)

يوم الأربعاء الماضي، خلال اجتماع مجلس إدارة مجموعة شركات «نيوز كورب» في نيويورك، التي تملك تلفزيون «فوكس»، وصحفا، وإذاعات داخل وخارج الولايات المتحدة، اتصل تليفونيا روبرت ميردوخ، المؤسس الملياردير الأميركي الأسترالي، وقال إنه يريد من «فوكس» أن تسير على خطى «روجر».
هذا هو روجر إيلز، الذي، بدعم وأموال ميردوخ، أسس تلفزيون «فوكس» قبل أكثر من عشرين عاما. أسس تلفزيونيا يمينيا محافظا ومثيرا في الوقت نفسه، ومحافظا في اتجاهاته السياسية (يعتبر اليوم قلعة اليمين الأميركي الإعلامية)، ومثيرا في برامجه ومسلسلاته (بالتركيز على النساء، والرياضة).
لكن، تجرع إيلز من كأس نسائه، وذلك لأن عددا من مذيعات «فوكس» والعاملات فيه تقدمن بشكاوى بأنه كان يتحرش بهن جنسيا. دافع ميردوخ العجوز (85 عاما) عن شريكه وصديقه، لكن لم يدافع عنه الابنان: لاشلان (44 عاما)، وجيمس (43 عاما) لأكثر من سبب:
أولا: كانا يريانه من الجيل القديم، جيل والدهما.
ثانيا: لم يرضيا عن أسلوبه شبه الديكتاتوري في الإدارة.
ثالثا: لا يتحمسان لاتجاه «فوكس» نحو أقصى اليمين.
لكن، كان، ولا يزال، الولدان يعرفان أن «فوكس» ستظل يمينية ما دام والدهما حيا، أو، على الأقل، ما دام يقدر على إدارة المؤسسة.
في الحقيقة، في يوم استقالة إيلز، عين الوالد نفسه رئيسا لشركة «فوكس نيوز» (التي تملك تلفزيون «فوكس»). وعين إيلز المستقيل مستشارا له. وكان وضعا غريبا أن رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات «نيوز كورب» صار رئيسا لشركة فرعية في المجموعة: «فوكس نيوز». لكن، كان واضحا أن الوالد لا يريدها أن تنحرف عن الخط اليميني.
في الأسبوع الماضي، وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» هذا الخط بقولها: «تميل كل إمبراطورية ميردوخ نحو اليمين في ثلاث قارات (أميركا وأوروبا وأستراليا). وتستعمل أساليب شعبية (لا فكرية)، لهذا صار واضحا أن تلفزيون (فوكس) يريد أن يغرس التقاليد الأميركية التي يتبعها عدد كبير من البيض المحافظين والكبار في السن (لا الخط الليبرالي)».
وسألت الصحيفة عما سيحدث لهذه التقاليد في «فوكس نيوز» بعد رحيل ميردوخ. وتوقعت تغييرات «ليست كبيرة» عندما يسيطر الأخوان (أصغر من والدهما بنصف قرن تقريبا) على الشركة، وعلى مجموعة الشركات.
في الوقت الحاضر، يدير الابن الأكبر لاشلان مجموعة شركات «فوكس القرن21» (تتبع لها شركات سينما، وإخراج، ومسلسلات. وتتبع لها، أيضا، شركة «فوكس نيوز» التي يديرها الأخ الأصغر جيمس. لهذا، يقف كل من الابنين على مسافة قريبة جدا من السيطرة على كل شيء. لكن، ليس الآن.
في اجتماع يوم الأربعاء الماضي، وقف الابنان إلى جانب والدهما. وقالا إن استقالة إيلز لن تغير المسار اليميني المحافظ.
لماذا فعلا ذلك؟
لأن والدهما يظل يدير الشركات، بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة. لهذا، صرح لاشلان لتلفزيون «فوكس»: «ليس هناك من يقدر على إدارة هذه القناة بقدرة وتفان مثل مؤسسها نفسه (الوالد)».
وهناك سبب أهم: لماذا يغيران خط «فوكس» المحافظ وهي تربح مليار دولار كل عام؟ لهذا، إذا غيرا شيئا بعد غياب والدهما، ربما سيكون «ليس كبيرا»، كما قالت صحيفة «نيويورك تايمز».
في الشهر الماضي، وصفت صحيفة «واشنطن بوست» إيلز بأنه «واحد من أقوى الشخصيات الإعلامية الأميركية، وهو الذي أسس تلفزيون (فوكس)، وطوره، وجعله ركيزة الإعلام المحافظ. وحوله، ليس فقط إلى رائد ذي نكهة خاصة وسط بقية القنوات التلفزيونية، ولكن، أيضا، إلى منافس تفوق، ربما، عليها كلها».
وتحدثت الصحيفة عن «اتهامات التحرش الجنسي» التي قدمتها في قضايا في محاكم بعض مذيعات «فوكس»، التي جعلت صديقه القديم روبرت ميردوخ لا يرفض (في غير حماس) استقالته.
في ذلك الوقت، نشرت صحيفة «بيست» (الوحش) الإلكترونية، أن واحدة من «محاسن» و«مشكلات» إيلز، في الوقت نفسه، هو «حبه النساء الشقراوات» وأن تلفزيون «فوكس»، خصوصا «فوكس نيوز» (أخبار فوكس) ما كان سينجح لولا تركيزه على المذيعات الشقراوات. هذا بالإضافة إلى تأسيس برامج، ومسلسلات، ومنافسات تلفزيونية يكاد يغيب عنها الممثلون والممثلات غير الشقراوات (ناهيك عن السمراوات والسوداوات).
منذ ذلك الوقت، صار صحافيون ومعلقون وخبراء إعلاميون يطلقون على تلفزيون «فوكس» أوصافا مثل: «بلوندز فوكس» (فوكس الشقراوات)، و«هوايتز فوكس» (فوكس البيض). وصار إيلز يلقب بصاحب «السلاح الشقراوي». لهذا، يبدو أن سلاحه عاد وقضى عليه.
في بيان مردوخ الأب عن استقالة إيلز، يوجد ود واضح بين الرجلين. وجاء في البيان: «منذ البداية، شاركنى روجر في رؤيتي لشبكة تلفزيونية عالمية عملاقة، ومستقلة، ومجددة، ومبدعة. وفعلا عملنا معا لعشرين عاما، حتى وصلت (فوكس نيوز) إلى ما وصلت إليه اليوم... جعل روجر «فوكس نيوز» صوتا للذين تتجاهلهم القنوات التلفزيونية التقليدية». ولا توجد في البيان أي إشارة إلى تهم التحرش الجنسي، شقراوات أو غير شقراوات.
في بيان الأخوين، لا توجد إشارة مباشرة إلى هذا الموضوع. لكن، توجد إشارة غير مباشرة، عندما تحدث البيان عن «أهمية وجود مناخ عمل محترم».
في كل الأحوال، ربما لن يغير الأخوان الخط المحافظ لتلفزيون «فوكس» الذي صار ربما أهم شبكة تلفزيونية في تاريخ الولايات المتحدة (وأكثرها ربحا). لكنهما، على أي حال، تخلصا من عدوهما اللدود إيلز.



تغييرات البحث على «غوغل» تُثير مخاوف ناشرين

شعار شركة «غوغل» (رويترز)
شعار شركة «غوغل» (رويترز)
TT

تغييرات البحث على «غوغل» تُثير مخاوف ناشرين

شعار شركة «غوغل» (رويترز)
شعار شركة «غوغل» (رويترز)

تحدثت شركة «غوغل» عن خطتها لتطوير عملية البحث خلال عام 2025، وأشارت إلى تغييرات مرتقبة وصفتها بـ«الجذرية»؛ بهدف «تحسين نتائج البحث وتسريع عملية الوصول للمعلومات»، غير أن الشركة لم توضح كيفية دعم الناشرين وكذا صُناع المحتوى، ما أثار مخاوف ناشرين من تأثير ذلك التطوير على حقوق مبتكري المحتوى الأصليين.

الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل»، سوندار بيتشاي، قال خلال لقاء صحافي عقد على هامش قمة «ديل بوك» DealBook التي نظمتها صحيفة الـ«نيويورك تايمز» خلال ديسمبر (كانون الأول) الحالي: «نحن في المراحل الأولى من تحول عميق»، في إشارة إلى تغيير كبير في آليات البحث على «غوغل».

وحول حدود هذا التغيير، تكلّم بيتشاي عن «اعتزام الشركة اعتماد المزيد من الذكاء الاصطناعي»، وتابع أن «(غوغل) طوّعت الذكاء الاصطناعي منذ عام 2012 للتعرّف على الصور. وعام 2015 قدّمت تقنية (رانك براين) RankBrain لتحسين تصنيف نتائج البحث، غير أن القادم هو دعم محرك البحث بتقنيات توفر خدمات البحث متعدد الوسائط لتحسين جودة البحث، وفهم لغة المستخدمين بدقة».

فيما يخص تأثير التكنولوجيا على المبدعين والناشرين، لم يوضح بيتشاي آلية حماية حقوقهم بوصفهم صُناع المحتوى الأصليين، وأشار فقط إلى أهمية تطوير البحث للناشرين بالقول إن «البحث المتقدم يحقق مزيداً من الوصول إلى الناشرين».

كلام بيتشاي أثار مخاوف بشأن دور «غوغل» في دعم المحتوى الأصيل القائم على معايير مهنية. لذا، تواصلت «الشرق الأوسط» مع «غوغل» عبر البريد الإلكتروني بشأن كيفية تعامل الشركة مع هذه المخاوف. وجاء رد الناطق الرسمي لـ«غوغل» بـ«أننا نعمل دائماً على تحسين تجربة البحث لتكون أكثر ذكاءً وتخصيصاً، وفي الأشهر الماضية كنا قد أطلقنا ميزة جديدة في تجربة البحث تحت مسمى (إيه آي أوفرفيوز) AI Overviews، وتعمل هذه الميزة على فهم استفسارات المستخدمين بشكل أفضل، وتقديم نتائج بحث ملائمة وذات صلة، كما أنها توفر لمحة سريعة للمساعدة في الإجابة عن الاستفسارات، إلى جانب تقديم روابط للمواقع الإلكترونية ذات الصلة».

وحول كيفية تحقيق توازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين البحث وضمان دعم مبتكري المحتوى الأصليين وحمايتهم، قال الناطق إنه «في كل يوم يستمر بحث (غوغل) بإرسال مليارات الأشخاص إلى مختلف المواقع، ومن خلال ميزة (إيه آي أوفرفيوز) AI Overviews المولدة بالذكاء الاصطناعي، لاحظنا زيادة في عدد الزيارات إلى مواقع الناشرين، حيث إن المُستخدمين قد يجدون معلومة معينة من خلال البحث، لكنهم يريدون المزيد من التفاصيل من المصادر والمواقع».

محمود تعلب، المتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي بدولة الإمارات العربية المتحدة، رأى في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن التغييرات المقبلة التي ستجريها «غوغل» ستكون «ذات أثر بالغ على الأخبار، وإذا ظلّت (غوغل) ملتزمة مكافحة المعلومات المضللة وإعطاء الأولوية لثقة المُستخدم، فمن المرجح أن تعطي أهمية أكبر لمصادر الأخبار الموثوقة وعالية الجودة، والذي من شأنه أن يفيد مصادر الأخبار الموثوقة».

أما فادي رمزي، مستشار الإعلام الرقمي المصري والمحاضر في الجامعة الأميركية بالقاهرة، فقال لـ«الشرق الأوسط» خلال حوار معه: «التغيير من قبل (غوغل) خطوة منطقية». وفي حين ثمّن مخاوف الناشرين ذكر أن تبعات التطوير «ربما تقع في صالح الناشرين أيضاً»، موضحاً أن «(غوغل) تعمل على تعزيز عمليات الانتقاء للدفع بالمحتوى الجيد، حتى وإن لم تعلن بوضوح عن آليات هذا النهج، مع الأخذ في الاعتبار أن (غوغل) شركة هادفة للربح في الأساس».