ضمن خطة انتشارها التوسعية في المدن الجنوبية المجاورة للعاصمة المؤقتة عدن، نفذت قوات الحزام الأمني حملة أمنية كبيرة امتدت من المنطقة العسكرية بمحافظة لحج إلى مديرية الحد في يافع والمتاخمة لمحافظة محافظة البيضاء بدعم وإسناد مباشر من قوات التحالف العربي بعدن.
وكانت قوات ضخمة وعربات عسكرية كثيرة مدججة بالسلاح ومئات الجنود قد وصلت إلى مناطق يافع فجر أمس الأحد قادمة من العاصمة عدن في مهمة تأمين المناطق الجبلية بمختلف مديريات يافع التابعة لمحافظة لحج، وكذا تعقب الجماعات الإرهابية وتأمين حدود يافع والمحافظة من تدفق أي عناصر إرهابية من جهة محافظة البيضاء عبر الحد لعبوس، لأن البيضاء أغلب مديرياتها تخضع لسيطرة الميليشيات وتنشط فيها «القاعدة» بحماية القبائل وتحالف الحوثي وصالح.
وأكد أركان «كتيبة سلمان الحزم»، العقيد محسن عبد الله الغلابي، لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الأمنية التي وصلت إلى يافع تضم عناصر «كتيبة سلمان» والمقاومة بيافع وقوات عسكرية أغلبهم من أبناء يافع ومحافظة لحج ويشكلون بمجملهم قوات «الحزام الأمني» وهم في مهمة رسمية من التحالف العربي لتأمين حدود يافع مع البيضاء وحفظ الأمن والاستقرار ومحاربة الجماعات الإرهابية.
وقال العقيد الغلابي إن قوات «الحزام الأمني» تقوم بمهمة أمنية واسعة؛ حيث ستمتد بنشر قواتها ونقاطها الأمنية من منطقة العسكرية، مرورًا بمديرية يهر، ثم لبعوس، حتى مديرية الحد المحاذية لمحافظة البيضاء، لحفظ الأمن والاستقرار بمناطق يافع، وتعقب أي جيوب إرهابية، وتأمين حدود يافع مع محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح.
وكشف أركان «كتيبة سلمان الحزم» أن قوام القوة المشاركة في الحملة الأمنية يفوق ألف جندي وأكثر من 60 عربة عسكرية حديثة سلمها التحالف العربي بعدن للحملة، لافتًا إلا أن الآليات العسكرية ستصل إلى مائة آلية خلال الأيام المقبلة ضمن خطة التحالف في تجفيف منابع الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار بمناطق يافع، لأنها تشكل خط دفاع لمحافظتي لحج وعدن، ولسد أي اختراقات للجماعات الإرهابية في البيضاء للتسلل ناحية يافع ومن ثم إلى لحج وعدن.
وتأتي تلك التوسعات الأمنية لقوات «الحزام الأمني» بعد النجاحات الكبيرة التي حققها في تطهير عدن ولحج من الجماعات الإرهابية؛ حيث بدأت تنتشر في عموم لحج، ثم الحبيلين ردفان، لتستكمل انتشارها بالمحافظة بنشر قوات جديدة تشمل مناطق ومديريات يافع العسكرية - يهر - لبعوس – الحد، لتتوقف على مشارف محافظة البيضاء جنوب شرقي صنعاء، وسط ارتياح شعبي كبير.
وعلق المتخصص الأمني العميد صالح اليافعي حول انتشار «قوات الحزام الأمني» بمناطق يافع، خصوصًا المحاذية لمحافظة البيضاء، بأنه يأتي ضمن خطة محكمة ودقيقة للتحالف العربي بعدن لملاحقة الجماعات الإرهابية وتثبيت الأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية المجاورة لعدن، ومن شأن ذلك تعقب أي جماعات إرهابية متسللة من محافظة البيضاء التي تعد الآن المعقل الرئيسي للإرهابيين بحماية الحوثيين والمخلوع صالح، على حد قوله.
وأشار اليافعي في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مناطق يافع تعد مناطق استراتيجية، لأنها تضم سلسلة جبلية كبيرة ومترامية، ولديها منافذ مع 3 محافظات رئيسية كان وما زال للجماعات الإرهابية فيها وجود كبير، وهي محافظات لحج، وأبين، والبيضاء، مشيرًا إلى أن «انتشار تلك القوات الضخمة بمناطق يافع هو لتأمينها من أي تسلل للجماعات الإرهابية من محافظة البيضاء، ولتشديد الخناق على الجيوب الهاربة مستقبلاً عند تطهير أبين الذي سيكون بعد إحكام السيطرة على مناطق يافع وتأمين حدودها مع البيضاء.
من جهة ثانية، جدد طيران التحالف العربي غارته الجوية على الجماعات الإرهابية في مناطق مديرتي زنجبار وشقرة بمحافظة أبين، حيث أكدت مصادر محلية وعسكرية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الغارات الجوية استهدفت عناصر من جماعة «أنصار الشريعة»، جناح «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» بمناطق الطرية والشيخ إسحاق شرق عاصمة المحافظة زنجبار.
وأكدت المصادر ذاتها أن الغارات حققت أهدافها وأسفرت عن مصرع وجرح عدد من عناصر التنظيمات الإرهابية، لافتين إلى أن غارات أخرى استهدفت عربات نقل أخرى في منطقة شقرة الساحلية كانت تحمل أسلحة وذخائر للجماعات الإرهابية من زنجبار بمحافظة أبين إلى مدينة عزان بمحافظة شبوة، التي تخضع لسيطرة الميليشيات منذ أكثر من عام.
وتأتي تلك الغارات بعد إعلان قوات التحالف العربي تنشيط عملياتها العسكرية ضمن حملة «إعادة الأمل»، وذلك بعد فشل مشاورات السلام اليمنية – اليمنية في الكويت بعد إعلان توقف المفاوضات.
وتواصل قوات التحالف العربي حملاتها العسكرية ضد الجماعات الإرهابية بعد أن نجحت في تطهير عدن ولحج وحضرموت من العناصر الإرهابية، حيث قامت بإنشاء قوات «الحزام الأمني» التي تنتشر في محافظتي عدن ولحج لتعقب الإرهابيين بدعم وتنسيق مباشر مع قوات التحالف بعدن.
إلى ذلك، استهدف مجهولون في وقت متأخر من مساء أمس مجموعة من «قوات الحزام الأمني» في يافع بحافلة مفخخة، وقالت مصادر في «قوات الحزام الأمني» لـ«الشرق الأوسط» إن الحادثة وقعت في إحدى مدارس منطقة الحد في يافع وسط سقوط قتلى وجرحى، ولم يتسن التأكد من دقة الأرقام حتى لحظة إعداد التقرير في السابعة بتوقيت غرينتش.
وأوضحت المصادر أن عناصر القوات الأمنية تمكنت من قتل منفذ العملية الإرهابية أثناء محاولته الهرب وتفجير الحافلة عن بعد؛ إذ تم إطلاق النار عليه وقتله على الفور.
ألف جندي من «قوات الحزام الأمني» لتأمين «يافع» من الإرهابيين
مصادر: سقوط قتلى وجرحى إثر تفجير حافلة مفخخة.. ومصرع المنفذ

ألف جندي من «قوات الحزام الأمني» لتأمين «يافع» من الإرهابيين

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة