قوات «البنيان المرصوص» تعلن إطلاق العد التنازلي لاستعادة سرت

بريطانيا تشارك بسلاح «المعاقب» في المعركة ضد «داعش»

قوات «البنيان المرصوص» تعلن إطلاق العد التنازلي لاستعادة سرت
TT

قوات «البنيان المرصوص» تعلن إطلاق العد التنازلي لاستعادة سرت

قوات «البنيان المرصوص» تعلن إطلاق العد التنازلي لاستعادة سرت

قالت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا إن ما وصفته بـ«المرحلة الأخيرة» من العمليات العسكرية ضد فلول «داعش» في مدينة سرت قد بدأت، فيما شنت الطائرات الأميركية غارات جوية جديدة وسط معلومات عن مشاركة قوات أميركية وبريطانية في هذه العملية بتجربة أسلحة جديدة.
في غضون ذلك، طالبت الحكومة الانتقالية التي ترأسها عبد الله الثني في شرق ليبيا، محكمة الجنايات الدولية بوقف الملاحقة القضائية بحق سيف الإسلام النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي، لكونه يخضع لمحاكمات أمام القضاء المحلي. وتأتي هذه الرسالة لتضيف المزيد من الغموض حول مصيره.
وكشفت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس النقاب عن مهمة جديدة نفذتها القوات الخاصة البريطانية في ليبيا ضد «داعش» باستخدام سلاح مطور يدعى «المعاقب»، مشيرة إلى أن القوات البريطانية نفذت عملاً هجوميًا منتصف الشهر في حي 700 جنوب مدينة سرت، في واحدة من أطول العمليات التي شاركت فيها هذه القوات.
ونقلت الصحيفة عن خبراء عسكريين أن سلاح «المعاقب» تم اختباره في أفغانستان من قبل الجيش الأميركي، ويغطي مساحة 770 يارد (704 أمتار) يطلق وابلاً من القنابل لتنفجر في الهواء فوق خنادق أو مواقع تمركز العدو.
ولم يصدر على الفور أي توضيح من غرفة عمليات البنيان المرصوص التي أعلنت في المقابل أن المرحلة الأخيرة للعمليات العسكرية التي تشنها قوات الحكومة والتي يترأسها فائز السراج، قد بدأت عدها التنازلي، مشيرة إلى عقد «اجتماعات مكثفة لقادة العملية استعدادًا للمعارك الأخيرة والحاسمة لاجتثاث (داعش) من ‫‏سرت»، على حد تعبيرها.
وأوضحت الغرفة في بيان مقتضب لها بثته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن قوات الدعم الدولي لعملية البنيان المرصوص، في إشارة إلى القوات الأميركية، قد شنت مساء أول من أمس أربع غارات على مواقع لفلول «داعش» وسط مدينة سرت، مما أدى إلى تدمير موقع يتمركز فيه مجموعة من المقاتلين، وقناصة بالقرب من مصرف الوحدة شرق عمارات الشركة الهندية.
كما أوضحت أن الطائرات الأميركية شنت غارتين في محيط قصور الضيافة، الأولى استهدفت تمركزًا لقناصة «داعش»، لافتة إلى أن غارة أخرى أسفرت عن تدمير آلية مسلحة ثقيلة شرق حي الدولار، بالإضافة إلى مقتل مجموعة من «الدواعش».
ووزع المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص»، صورة تظهر مجموعة من الجنود حول خارطة للمدينة المتوسطية الواقعة على بعد نحو 450 كيلومترًا شرق العاصمة طرابلس. وتحاول القوات الحكومية منذ يوم الخميس الماضي الوصول إلى مجمع قاعات واغادوغو، المقر الرئيسي لتنظيم داعش، الذي يسيطر علي سرت منذ منتصف العام الماضي.
وتحظى القوات الحكومية بمساندة القوات الأميركية التي بدأت الأسبوع الماضي شن غارات، مستهدفة مواقع لتنظيم داعش في المدينة بطلب من حكومة السراج المدعومة المجتمع الدولي. ومنذ انطلاقها في شهر مايو (أيار) الماضي، قتل في عملية «البنيان المرصوص» أكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية، وأصيب أكثر من 1800 بجروح.
من جهة أخرى، طالبت الحكومة الانتقالية التي ترأسها عبد الله الثني في شرق ليبيا، محكمة الجنايات الدولية بوقف الملاحقة القضائية بحق سيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي، لكونه يخضع لمحاكمات أمام القضاء المحلي.
وتأتي هذه الرسالة لتضيف المزيد من الغموض حول مصير ابن القذافي، علما بأن العقيد العجمي العتيري،آمر كتيبة أبو بكر الصديق المكلفة بحمايته، قد أعلن قانون العفو العام على سيف الإسلام القذافي، لكن دون تأكيد رسمي بالإفراج عنه من عدمه. ونفت السلطات المحلية والعسكرية في بلدية الزنتان التي تبعد نحو 180 كيلومترًا جنوب غرب طرابلس، إطلاق سراح نجل القذافي، مشيرة إلى أن ذلك لو حدث سيتم وفق الإجراءات القانونية التي تضمن حقوق الشعب والمتهم، تحقيقًا للعدالة.
وقال منير عصر، وزير العدل بحكومة الثني، في رسالة إلى المحكمة الدولية إن وجود نجل القذافي في مؤسسة الإصلاح والتأهيل بمدينة الزنتان، كان بناءً على أوامر السجن الصادرة عن مكتب النائب العام، معتبرًا أن محاكمة الشخص عن ذات الفعل مرتين، أمر مخالف للأعراف والمواثيق الدولية.
واعتقل نجل القذافي في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2011، بعد محاولاته الفرار إلى خارج ليبيا، باتجاه النيجر، حيث أصدرت محكمة في طرابلس العام الماضي، حكمًا بالإعدام غيابيًا بحقه، لاتهامه بقمع الثورة الليبية التي اندلعت في 7 فبراير (شباط) 2011.
من جانب آخر، استبق رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، اجتماعات وشيكة في القاهرة مع رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة فائز السراج، بالتأكيد على أن المجلس ما زال يناضل من أجل تسليم السلطة التشريعية إلى جسم دستوري منتخب من الشعب، لا إلى جسم تقافز إلى السلطة، في إشارة إلى حكومة السراج.
واعتبر عقيلة في تصريحات بثتها «وكالة الأنباء الليبية» أن هذا «الجسم» حاول أن يكرر مشهدًا سبق وأن أكل عليه الدهر وشرب، في انتقاد معلن للمؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق الموجود في العاصمة الليبية طرابلس.
وأضاف: «المجلس الذي اتفق عليه كل الليبيين، ظل رغم محاولة المؤتمر الوطني ولايته اغتصاب السلطة منه، يعمل على أنه الجسم الشرعي الوحيد والممثل لكل الليبيين، باعتراف دولي وإقليمي منقطع النظير».
وتأتي تصريحات عقيلة قبل اجتماعات ستعقد خلال الأيام المقبلة في القاهرة بين البرلمان وحكومة السراج بوساطة مصرية، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين لحل الأزمة الليبية. ولم يعرف بعد ما إذا كانت هذه الاجتماعات سيشارك فيها عقيلة والسراج شخصيًا، أم ستعقد على مستوى أقل، علمًا بأن القاهرة استضافت قبل نحو أسبوعين اجتماعًا بين الجانبين، لكنه لم يسفر عن أي تغيير في مواقفهما المتعارضة.
ووصل، مساء أول من أمس إلى القاهرة بشكل مفاجئ، وفد مجلس النواب الليبي برئاسة محمد شعيب النائب الأول لرئيس المجلس، حيث كان مقررًا أن يجتمع في وقت لاحق مع سامح شكري وزير الخارجية المصري.
ويرفض البرلمان، الذي يستعد لعقد جلسة بكامل أعضائه في مقره الجديد بمدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، الاعتراف بحكومة السراج قبل منحها الثقة. وعجز البرلمان الذي يعتبر أعلى سلطة دستورية وسياسية في البلاد عن عقد جلسة للتصويت على منح الثقة لحكومة السراج، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني اللازم، فيما تحدث بعض أعضاء البرلمان في السابق عن تلقيهم تهديدات بعدم الحضور والمشاركة في جلسات المجلس المكون من 200 عضو.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.