أهداف التنمية المستدامة 2015 - 2030.. أكثر ارتباطًا بالعالم

الأهداف الـ17 غيرت وجهة نظر العالم عن التنمية

أهداف التنمية المستدامة 2015 - 2030.. أكثر ارتباطًا بالعالم
TT

أهداف التنمية المستدامة 2015 - 2030.. أكثر ارتباطًا بالعالم

أهداف التنمية المستدامة 2015 - 2030.. أكثر ارتباطًا بالعالم

اتفق العالم في سبتمبر (أيلول) الماضي على أهداف جديدة للتنمية المستدامة، تبدأ خطة تحقيقها من 2015 حتى عام 2030، لكنَّ ما يمر به العالم من أحداث عنف ربما يؤخر تحقيق هذه الأهداف، وخير شاهد على هذا أن مناطق النزاع في الشرق الأوسط، استطاعت دفع المنطقة للتأخر في مؤشرات التنمية المستدامة رغم تحسن أوضاع باقي مناطق العالم.
وفي مقال نُشر على المدونات المرتبطة بموقع البنك الدولي بقلم بولا كاباليرو، المديرة المسؤولة عن تقييم الممارسات العالمية الخاصة بالبيئة والموارد الطبيعية بالبنك، تقول: «إننا سنتذكر عام 2015 بوصفه معْلَما على ذروة التعاون الدولي»، وأنها تجد ما يبعث على الأمل حينما ترى تنفيذ أهداف التنمية المستدامة يكتسب المزيد من الزخم.
وتشير كاباليرو إلى أنه على عكس الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة التي تمت ما بين 2000 و2015، وكانت سخية وتتسم بحُسْن النية وسلامة القصْد، لكنها تركَّزت على البلدان النامية فحسب، فأهداف 2015 - 2030 تتفهم أن التنمية طيف واسع وليست مجرد حالة؛ إذ إن في البلدان الفقيرة جيوبا للثراء الفاحش، وفي البلدان الغنية جيوب للفقر المدقع، وبات التفاوت في مستويات الدخل في صدارة المناقشات والتحرُكات السياسية في كثير من البلدان في السنوات الأخيرة لأسباب وجيهة.
وفي البنك الدولي، يتضمَّن هدف إنهاء الفقر حاليا التركيز على تحقيق الإنصاف أو «الرخاء المشترك»، وهو إقرار مُستحب بحقيقة أن متوسط نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي في بلد ما لا يكشف عن الحقيقة الكاملة في هذا البلد.
وتنظر أهداف التنمية المستدامة إلى كوكب الأرض ككل باعتباره منفعة عامة يجب إدارتها بطريقة استراتيجية مُنسَّقة ذات رؤية طويلة الأمد، ومن المحيطات إلى الغابات، ومن الأوبئة إلى التلوُث، فإن ما يحدث على الصعيد المحلي في بلد ما قد تكون له تداعيات وآثار هائلة على رفاهة جيرانه وأوضاع الفقر في المستقبل، ومما يبعث على التفاؤل تصوُر أننا اتفقنا على نحو جماعي على التصدِّي لهذه التحديات من بانكوك إلى باماكو، أو من لندن إلى ليما.
وعلى سبيل المثال فيما يخص قضية الجوع، مع أن الأهداف الإنمائية للألفية ترمي إلى خفض معدلات الجوع بمقدار النصف، فإنها تسكت عن سوء التغذية أو النُظُم الغذائية، ولكن أهداف التنمية المستدامة الحالية تُتيح الكثير من المداخل لمعالجة سوء التغذية، وفهم الصلات بين كفاية إمدادات الغذاء والصحة، وتنمية الطفولة المبكرة، وقدرة البلد على المنافسة، والنمو على الأمد الطويل، وفي البنك الدولي أيضا، ثمة إدراك متنام بأن هذه القضايا مترابطة، وأن حلها سيستلزم اتباع نُهُج متعددة القطاعات.
ويصدُق الأمر نفسه على حماية الغابات. وثمة إدراك متزايد بأنه إذا أردنا إبطاء وتيرة تغير المناخ، فيجب توفير مياه نظيفة وكافية للاستخدامات المتعددة، والحفاظ على التنوع الإحيائي، ويجب تخطيط مرافق البنية التحتية للنقل وتوسيع الزراعة على نحو لا يكون على حساب الغابات، ويجب إدارة المفاضلات بما يكفل نمو الاقتصادات على نحو أكثر استدامة دون تقويض النمو في المستقبل، وهذه أجندة أثارها البنك الدولي أيضا بوضوح أكبر هذا العام باعتماد خطة العمل من أجل الغابات التي تساند جهود البلدان للقيام باستثمارات «تراعي مصالح الغابات» في مختلف القطاعات.
إذن بفضل أهداف التنمية المستدامة الـ17 أصبح العالم ينظر الآن إلى التنمية من منظور أوسع كثيرا، وبدأت تتغيَّر طبيعة الحوار بشأن التنمية، وكان ذلك واضحا في أروقة الأمم المتحدة أثناء المنتدى السياسي رفيع المستوى عن التنمية المستدامة الذي أقيم في نيويورك في الآونة الأخيرة.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.