لبنان: الحوار يتجاوز الرئاسة.. وقانون الانتخابات إلى مجلس الشيوخ

فرعون لـ«الشرق الأوسط»: الخلافات الإقليمية تحول دون حل الأزمة الرئاسية

لبنان: الحوار يتجاوز الرئاسة.. وقانون الانتخابات إلى مجلس الشيوخ
TT

لبنان: الحوار يتجاوز الرئاسة.. وقانون الانتخابات إلى مجلس الشيوخ

لبنان: الحوار يتجاوز الرئاسة.. وقانون الانتخابات إلى مجلس الشيوخ

لم تحدث جلسة الحوار في يومها الثاني، أمس، أي خرق في بنودها الثلاثة الأساسية، وهي رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات والتركيبة الحكومية الجديدة، ويبدو أن العجز عن إتمام أي اتفاق على الملفات الرئيسية، نقل الحوار إلى مواضيع أخرى غير مدرجة أصلاً على جدول الأعمال، منها ما يتصل بإنشاء مجلس للشيوخ واللامركزية الإدارية اللذين نصّ عليهما اتفاق الطائف، ولم ينفذا حتى الآن.
وعلى الرغم من إشاعة أجواء تفاؤلية حول النقاشات التي سادت الجلسة، وخلوّها من السجالات والمشادات الكلامية بين المتحاورين، فإن أوساط المشاركين في الحوار تخوفت من تهريب الحوار إلى ملفات عقيمة تحتاج أشهرًا طويلة من النقاش، على حساب الاستحقاقين الداهمين، وهما انتخاب رئيس للجمهورية وإنجاز قانون الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في شهر مايو (أيار) المقبل.
وفي غياب أي توافق على القضايا الملحّة، حذّر وزير السياحة ميشال فرعون، من «ربط الاستحقاقات الداهمة، مثل الرئاسة والانتخابات البرلمانية، بإصلاحات يحتاج لأشهر طويلة لبتّها». وشدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بعد مغادرته جلسة الحوار، على وجوب «عدم ربط قانون الانتخابات بالاتفاق على إنشاء مجلس الشيوخ الذي تلزمه ظروف ملائمة للاتفاق عليه».
ومع خروج السلّة الحوارية في يومها الثاني خالية الوفاض، اعتبر الوزير فرعون، وهو أحد الأعضاء الدائمين لطاولة الحوار، أن «إيجابية الحوار أنه يجري تحت سقف الالتزام بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني أي اتفاق الطائف». وقال: «إذا كانت رئاسة الجمهورية والاستراتيجية الدفاعية الوطنية، لهما تعقيداتهما الإقليمية والداخلية، ويحتاجان إلى تفاهم وطني واسع، فإن القانون الانتخابي يجب أن يحسم في مجلس النواب، لأنه لا يحتاج إلى ثلثي أعضاء المجلس للتصويت عليه وإقراره»، موضحًا أن الجلسة «لم تناقش بشكل مباشر صيغ القانون الانتخابي».
وعلى قاعدة أن كل القضايا التي تهمّ اللبنانيين باتت تحتاج إلى حوار، قال فرعون «ركزت في مداخلتي خلال الحوار على ضرورة إنجاز قانون الانتخابات والموازنة العامة بأسرع وقت ممكن»، مستبعدا أن يكون هناك «إمكانية للاتفاق غدًا (اليوم) على الرئاسة أو على قانون الانتخابات، لكن ذلك لا يعني أننا ننعى الحوار، لأن لبنان قائم على الحوار، والتعثّر في موضوع ما، يمكن أن نتقدم فيه غدًا»، لافتًا إلى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري «شبّه الحوار القائم الآن بحوار الدوحة (2008)، لكن ما ينقصه الغطاء السياسي الخارجي، وهذا الغطاء موجود في الأمن»، معتبرًا أن «الخلافات السياسية الإقليمية ما زالت تحول دون الاتفاق السياسي الداخلي خصوصًا على رئاسة الجمهورية».
أما وزير الشؤون الاجتماعية، رشيد درباس، المشارك في الحوار إلى جانب رئيس الحكومة تمام سلام، فأوضح أن «الرئيس بري لديه رغبة صادقة كأكثرية المتحاورين، بفتح ثغرة في جدار الأزمة، لكن النقاشات لم تتوصل إلى نتيجة».
وكشف درباس، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «ملف الانتخابات الرئاسية ظلّ مقفلاً، خصوصًا بعد الطرح الذي قدمه وزير الخارجية جبران باسيل (صهر النائب ميشال عون) الذي وضع المتحاورين أمام ثلاثة خيارات، الأول انتخاب العماد عون رئيسًا بحجة أنه يحظى بتفويض مسيحي، والثاني إجراء استفتاء أو استطلاع رأي شعبي عمّن يختاره اللبنانيون رئيسًا، والثالث إجراء انتخابات نيابية قبل الانتخابات الرئاسية، ومن ثم الذهاب إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الموقف حظي بتأييد ما يسمى «حزب الله» ممثلاً بالنائب محمد رعد، مؤكدًا أن الوزير بطرس حرب «اعترض على طرح باسيل، واعتبر أن هذا الأمر يحتاج إلى تعديل دستوري». وأقرّ وزير الشؤون الاجتماعية بأن «مسألتي مجلس الشيوخ واللامركزية الإدارية، طرحتا بوصفهما وسيلة تمهّد الطريق للاتفاق على رئيس الجمهورية وقانون الانتخابات».
وأعرب درباس عن اعتقاده أن تصل الجلسة الحوارية الأخيرة اليوم إلى «اتفاق شكلي، ينتج عنه تشكيل ورشات عمل جانبية لدرس قانون الانتخابات ومجلس الشيوخ، على أن يوضع ملف الرئاسة جانبا».
وفي تعليقه على عقم الحوار، رأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في تصريح له، أن «ما يجري في جلسات الحوار يتراوح بين مأساة كبيرة وملهاة صغيرة». وقال: «أعان الله الشعب اللبناني على ذلك وأعطاه القوة لتمكينه من اجتياز هذه المرحلة الصعبة والوصول إلى شاطئ الأمان الذي لا أشك لحظة أننا واصلون إليه».
من جهته، أراد وزير المال، علي حسن خليل، التخفيف من نسبة الإحباط، فأشار إلى أن هذه الجلسة الحوارية «هي من أهم الجلسات التي انعقدت في تاريخ جلسات الحوار، حيث أرست أسلوبا إصلاحيا جديدا في الحوارات، ومنها تطبيق ما تبقى من بنود اتفاق الطائف». وقال: «نحن لا نستطيع الحديث عن توافق كامل ولكن هناك نسبة من التوافق تسمح بالاستمرار بالبحث، والحديث اليوم كان حول مجلس الشيوخ وإقرار قانون على أساس جديد معتمد على وجود مجلس شيوخ يضع البلد على سكة إصلاحات مهمة». ولفت خليل إلى أن بري «ركّز على الإصلاحات العامة دون إلغاء أولوية موضوع انتخاب الرئيس»، معتبرًا أن «عدم تفعيل عمل الحكومة يجب ألا ينعكس على الحوار».
وتحدث رئيس حزب «الكتائب»، النائب سامي الجميل، عن «إنجاز مهم حصل في جلسة الحوار، وهو التعاطي مع مشروع اللامركزية الإدارية حيث تمت إحالته إلى مجلس النواب لبحثه». وفي موضوعي رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب، عبّر الجميل بعد الجلسة عن أسفه لـ«التهرّب من الديمقراطية التي ميزت لبنان». وقال: «الحلول موجودة وواضحة، الرئيس لا يُعيّن ولا يتم الاتفاق عليه على طاولة، بل يتم انتخابه بالاقتراع السري في مجلس النواب، وفي موضوع قانون الانتخاب هناك اقتراحات قوانين موجودة في المجلس النيابي، وعلينا أن نقرر إما أن نطبق الدستور أو نظل نربط مصيرنا بالتوافق والإرضاء».



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.