«الحر» يعلن سيطرته على مواقع في ريف حمص.. والنظام يقصف حلب وحماه

منسقة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية تؤكد تعاون دمشق

رئيسة فريق تفتيش الأسلحة الكيماوية في سوريا الهولندية سيغريد كاغ تتحدث للصحافيين في دمشق أمس (أ.ب)
رئيسة فريق تفتيش الأسلحة الكيماوية في سوريا الهولندية سيغريد كاغ تتحدث للصحافيين في دمشق أمس (أ.ب)
TT

«الحر» يعلن سيطرته على مواقع في ريف حمص.. والنظام يقصف حلب وحماه

رئيسة فريق تفتيش الأسلحة الكيماوية في سوريا الهولندية سيغريد كاغ تتحدث للصحافيين في دمشق أمس (أ.ب)
رئيسة فريق تفتيش الأسلحة الكيماوية في سوريا الهولندية سيغريد كاغ تتحدث للصحافيين في دمشق أمس (أ.ب)

أعلن «الجيش السوري الحر» بدء معركة جديدة في ريف حمص الشرقي محكما سيطرته على كتيبة الهجانة في بلدة مهين، في حين أكدت منسقة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة، المكلفة الإشراف على تطبيق قرار مجلس الأمن القاضي بنزع الترسانة الكيماوية السورية سيغريد كاغ «تعاون دمشق بشكل كامل مع المفتشين».
وأثنت كاغ، التي وصلت قبل يومين إلى دمشق، على «تعاون الحكومة السورية بشكل كامل حتى الآن، في دعم عمل الفريق المتقدم والبعثة المشتركة»، معتبرة أن «الأطر الزمنية تشكّل تحديا بالنظر إلى أن الهدف هو التخلص من الأسلحة الكيماوية في سوريا في النصف الأوّل من عام 2014».
وكانت منظمة حظر الأسلحة أعلنت الاثنين أن «عمليات التفتيش شملت 17 موقعا، وقام المفتشون في 14 موقعا بأنشطة مرتبطة بتدمير معدّات أساسية بهدف جعل المنشآت غير قابلة للاستخدام».
في غضون ذلك، أفاد الناطق الإعلامي لفوج المغاوير الأول في حمص التابع للجيش الحر حسين زيدان عن بدء معركة جديدة ضد القوات النظامية في ريف حمص الشرقي، أطلق عليها اسم «أبواب الله لا تغلق»، وأوضح زيدان في تصريحات نقلتها عنه صفحات معارضة أن «قوات المغاوير المعارضة تمكنت حتى الآن من تحقيق انتصارات كبيرة فأحكمت السيطرة على السيطرة على كل من بلدات صدد وحوارين ومهين، إضافة إلى تدمير حاجزي بئر الغاز وحاجز المشفى الوطني، والسيطرة على كتيبة الهجانة القريبة من بلدة مهين وعلى مفرزة الأمن العسكري». وأكد زيدان أن «الجيش الحر استطاع إسقاط طائرة حربية من طراز ميغ، وإعطاب دبابتين وعربة شيلكا وعدد من السيارات الأمنية وقتل وجرح عدد من عناصر القوات النظامية واغتنام أسلحتهم». وردا على تقدم الجيش الحر في ريف حمص، قصفت القوات النظامية بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ قرى مهين وحوارين حيث سقط عدد من القتلى وجرح العشرات.
في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «وحدات من الجيش النظامي لاحقت مجموعات إرهابية مسلحة تسللت إلى قرية صدد بريف حمص ودمرت لهم عتادا وأسلحة وذخيرة». ونقلت «سانا» عن مصدر مسؤول أن «عددا من الإرهابيين قتل أثناء العملية». في موازاة ذلك، تعرضت مدينة السفيرة في ريف حلب الشرقي إلى قصف عنيف من قبل الجيش النظامي بعدد كبير من الصواريخ، بحسب ما أفاد ناشطون. كما ألقت مروحيات عسكرية ثمانية براميل متفجرة عليها، ما أدى إلى وقوع دمار هائل في الأبنية السكنية. من جهة أخرى، أعلن الجيش الحر عن استهداف تجمعات القوات النظامية في منطقتي الواحة ومعامل الدفاع بهدف تخفيف الحصار عن السفيرة، فيما لا تزال الاشتباكات بين الطرفين مستمرة في المنطقة. وتسعى القوات النظامية إلى السيطرة على مدينة السفيرة بعد أن فرضت عليها حصارا كاملا منذ منتصف الشهر الحالي.
وفي ريف دمشق، شن الطيران الحربي النظامي غارة جوية على بلدة دير العصافير، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى وحدوث دمار كبير في منازل المدنيين. وأفاد ناشطون بـ«استهداف المقاتلات الحربية النظامية لبلدة حتيتة التركمان بعدة غارات بالتزامن مع قصف صاروخي عليها، في ظل استمرار القوات النظامية بمحاولة اقتحام البلدة لليوم الثاني على التوالي». وتزامن ذلك مع قصف القوات النظامية لمحيط معمل تاميكو على أطراف بلدة المليحة في الغوطة الشرقية بصواريخ (أرض - أرض) إثر تجدد الاشتباكات بينها وبين الجيش الحر تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي. وتحاول القوات النظامية استعادة السيطرة على المنطقة بعد أن باتت تحت سيطرة المعارضة الأسبوع الماضي. وفي ريف مدينة حماه الشرقي، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية قرب قرية المفكر. وأفاد ناشطون بتجدد الاشتباكات في الريف الشمالي في محيط حاجزي المداجن والسمان العسكريين والمحاصرين، في حين شن الطيران الحربي غارة جوية على منطقة زور الحيصة في محاولة لفك الحصار.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.