الجبوري: العبيدي أداة لتنفيذ صراع سني ـ سني بغطاء شيعي

قال لـ «الشرق الأوسط» إن العبادي استفاد تكتيكيًا من الأزمة.. وجرى تشكيل لجنة بمخالفاته

رئيس البرلمان سليم الجبوري متحدثا في مؤتمر صحفي سابق  مع  وزير الدفاع خالد العبيدي في بغداد (غيتي)
رئيس البرلمان سليم الجبوري متحدثا في مؤتمر صحفي سابق مع وزير الدفاع خالد العبيدي في بغداد (غيتي)
TT

الجبوري: العبيدي أداة لتنفيذ صراع سني ـ سني بغطاء شيعي

رئيس البرلمان سليم الجبوري متحدثا في مؤتمر صحفي سابق  مع  وزير الدفاع خالد العبيدي في بغداد (غيتي)
رئيس البرلمان سليم الجبوري متحدثا في مؤتمر صحفي سابق مع وزير الدفاع خالد العبيدي في بغداد (غيتي)

على الرغم من اختياره الصمت بعد صدمة استجواب وزير الدفاع في البرلمان العراقي، خالد العبيدي، قبل يومين، والتي وجه فيها تهما وصفت بالخطيرة إلى رئيس البرلمان، سليم الجبوري، فإنه اختار «الشرق الأوسط» ليكشف كثيرا من القضايا، خصوصا جلسة استجواب وزارة الدفاع خالد العبيدي الذي ينتمي إلى كتلة «تحالف القوى العراقية» التي ينتمي إليها الجبوري نفسه.
وفي منزله الكائن في المنطقة الخضراء بدا الجبوري، الذي بدأت تحاصره أسئلة الرأي العام بشأن مدى صلته بالاتهامات التي وجهها إليه وزير الدفاع، مرتاحا وهو يسرد وقائع ما جرى قائلا إن «ما حصل لم يكن مفاجئا بالنسبة لي حيث كنت أعلم أن وزير الدفاع سوف يتكلم بما يريد أن يتكلم به باستهداف طرف معين ومحدد (في إشارة إلى الكتلة السنية) لا سيما أنه كان طوال الأيام التي سبقت الاستجواب قد زار معظم الكتل الأخرى، لا سيما الشيعية بمختلف مكوناتها (التيار الصدري والمجلس الأعلى ودولة القانون) والتحالف الكردستاني، وقد أبلغهم تقريبا بما يريد أن يقوله على طريقة الاستهداف المقصود من خلال التغطية لكي يدعم من قبل هذه الجهات، ولكي يكون الاستهداف موجها ضدي بالتحديد ولكني كنت ومازلت واثقا من براءتي، ولكني أريد الإنصاف، لا سيما أنني تأكدت من وجود اتفاقات مسبقة».
وقال الجبوري: «إنني قرأت وجود كثير من أعضاء البرلمان من خلال محاولات التصعيد والصراخ بإفساح المجال أمامه بتوجيه الاتهامات ضدي». وحول الآليات التي اعتمدت بالاستجواب قال الجبوري: «إنني كنت مصرا على الاستجواب رغم معرفتي المسبقة بما سيحصل حيث كان قد تم تقديم ثلاثة طلبات تأجيل للاستجواب لكنني رفضت، خصوصا أنني قررت وضع كل شيء على الطاولة سواء على صعيد هذه القضية أو قضايا أخرى، منها عمليات رفع حصانة وغيابات وغيرها وتشريعات معطلة».
وعد الجبوري ما حصل أنه يأتي «في إطار الصراع السني - السني خصوصا أن السنة الآن في أضعف حالاتهم بعد احتلال مدنهم ومحافظاتهم من قبل (داعش) وتشريد الملايين منهم وبالتالي فإن وزير الدفاع خالد العبيدي هو مجرد أداة في هذا الصراع الذي ينفذ هذه المرة بغطاء شيعي، وإن العبيدي لم يكن في الواقع سوى عصا استخدمت لضرب الجبهة السنية وهي في لحظة ضعف وتفكك».
وردا على سؤال ما إذا كان زعيم ائتلاف «متحدون» الذي يتزعمه أسامة النجيفي وينتمي إليه العبيدي يعلم بذلك أو يستفيد مما يطرحه العبيدي؟ قال الجبوري: «في الحقيقة لم أعد أستبعد كل الفرضيات بما في ذلك هذه الفرضية ولعل الأهم هنا هو أنني بعد ما حصل في قبة البرلمان لم أكن أعلم أن الخلاف السني - السني بهذا العمق وهو ما يحصل لأول مرة وهو ما يستدعي منا وقفة جادة لإعادة تقييم ما حصل والعمل على ترميم وضع الساحة السنية وإعادة اللحمة إليها بعد أن ظهرت حقائق جديدة لم تكن منظورة في السابق أو على الأقل لم نكن نتصور أن بالإمكان استغلالها بهذه الطريقة لا سيما أن وزير الدفاع - لكي يخلط الأوراق وينجو من الاستجواب لا سيما بعد الأدلة القاطعة ضده في إطار الملفات التي قدمتها النائبة المستجوبة عالية نصيف - قد استثمر الخلافات داخل تحالف القوى العراقية، وبمعرفة من بعض القيادات السنية (في إشارة إلى النجيفي) قد وجه تهما باطلة ضدي».
وبشأن ما عبر عنه الجبوري بالغطاء الشيعي للخلافات السنية قال إن «الشيعة رغم الخلافات الموجودة بين كتلهم وأحزابهم وقواهم السياسية لكنهم حسموا أمرهم على المستوى الاستراتيجي فيما بينهم لكنهم نقلوا صراعاتهم داخل المناطق السنية أو المختلطة مما أدى إلى تفكك الجبهة السنية بما في ذلك مسألة البحث عن شريك لهم في بعض تلك المناطق بحيث يكون شريكا مسيطرا عليه حتى إن كان عنوانه سنيا».
وكشف الجبوري عن تقديم «عدد من النواب وعددهم 34 نائبا طلبا لاستجواب رئيس الوزراء حيدر العبادي وقد قدمته إلى اللجان المختصة لكي يستوفي الجوانب القانونية لكن الطلب في النهاية لم يكن قد استوفى الشروط القانونية لكن العبادي أبلغني انزعاجه بمجرد تحريك هذا الطلب قائلا إنك تتقصدني بهذا الاستجواب، كما أنني، في إطار سياسة الشفافية التي كنت قررت اتباعها لإعادة الهيبة للمؤسسة التشريعية، شكلت لجنة بقرارات العبادي المخالفة للقانون، لا سيما أنه كان هناك لغط على صعيد التفويض الذي منح له، ومن ثم سحب منه فيما بعد، حيث تبرع البعض بإيصال معلومات للعبادي بأني من يقوم بذلك فيما أعده واجبي التشريعي والرقابي».
وحول الظروف التي أحاطت باستجواب العبيدي، يقول الجبوري: «قبل تحديد موعد الاستجواب ولكي لا يفهم بأنه استهداف شخصي قمت بزيارة أسامة النجيفي الذي ينتمي العبيدي إلى كتلته (متحدون) وقد تحدثت معه عن هذا الأمر علما أنه أبدى تحفظا من منطلق أن الوقت ليس مناسبا لا سيما أننا الآن على أعتاب معركة حاسمة في الموصل».
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان العبادي استفاد من هذه الأزمة لصالحه، قال الجبوري: «العبادي استفاد تكتيكيا مما حصل، حيث إنه نقل الأزمة إلى داخل البرلمان علما أنه كان ضد الاستجواب». مبينا أن «هناك خلافات داخل البيت الشيعي حول ذلك إلى حد أن هناك أطرافا شيعية داخل الجلسة حاولت الضغط على الوزير لأن يتحدث عما بحوزته عن أسماء شيعية ولكنه أحجم عن الإشارة إليها ضمن الاتفاق المبرم مع أطراف قيادية في التحالف الوطني». مبينا أن رئيس الوزراء السابق وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي «اتصل بي صباح يوم الاستجواب وسألني عن مجريات ما سيحصل، لكنه بعد أن كان ضد الاستجواب، كان قد أبلغني أنه مع الذهاب إلى سحب الثقة من وزير الدفاع».
وحول الإجراءات التي قام بها للدفاع عن ساحته، قال الجبوري: «قمت بالاتصال بكل من رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود وأبلغته استعدادي للمجيء إلى القضاء للتحقيق، كما اتصلت برئيس هيئة النزاهة حسن الياسري وأبلغته بذلك، لكنهما أخبراني أن إجراءاتهما قد تتأخر يوما أو يومين لكني ذهبت إلى المحكمة ورفعت دعوى قضائية ضد العبيدي وأنتظر صدور أمر إلقاء القبض عليه». وبشأن قرار العبادي منعه من السفر، قال الجبوري: «كان هناك خطأ في الأمر وأبلغني العبادي أنني لست المقصود بالأمر وتم تسويته».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.