تكتّم «حزب الله» على عدد قتلاه والأسرى في معركة حلب يثير بلبلة

مصادر تتحدث عن أسر 23 مسلحًا تابعين له في حي الحمدانية

تكتّم «حزب الله» على عدد قتلاه والأسرى في معركة حلب يثير بلبلة
TT

تكتّم «حزب الله» على عدد قتلاه والأسرى في معركة حلب يثير بلبلة

تكتّم «حزب الله» على عدد قتلاه والأسرى في معركة حلب يثير بلبلة

لا يزال موقف ما يسمّى «حزب الله» ملتبسًا حيال مصير عدد من مقاتليه الذين وقعوا بين قتيل وأسير في جنوب حلب، على أيدي مقاتلي فصائل المعارضة المسلّحة التي تخوض معركة فكّ الحصار عن المدينة منذ ثلاثة أيام.
وبينما اقتصر الأمر على نفي الإعلام الحربي للحزب وقوع أسرى أو قتلى في هذه المعركة، تناقل ناشطون قريبون من الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية، بيانات نعي لبعض المقاتلين، وهو ما أثار بلبلة في بيئة الحزب التي اعتبرت أن توزيع هذه الرسائل يعدّ جسّ نبض وتهيئة الأجواء لإعلان لاحق للخسائر.
وكانت شبكة «سوريا مباشر» المعارضة، أفادت بأن مجموعات من كتائب الثوار في فصائل المعارضة السورية المسلحة، تمكنت خلال المرحلة الثالثة من معركة «الغضب لحلب»، من أسر 23 مسلحًا من ميليشيا ما يسمى «حزب الله» خلال تقدمهم في حي الحمدانية في مدينة حلب. وأضافت الشبكة في بيان لها: «تمكن الثوار من أسر مجموعة من ميليشيا حزب الله، كما استسلمت مجموعة أخرى من قوات النظام وجرى أسر مجموعة من العناصر داخل منطقة الراموسة»، مشيرة إلى أن «عناصر من جيش النظام والميليشيات المساندة له، قتلوا خلال تصدي مقاتلي الثوار لهجوم لهم على مشروع الـ1070 شقة في مدينة حلب».
وفي غياب أي موقف رسمي للحزب، تولى إعلام الحربي نفي هذه المعلومات، بعد 24 ساعة على نشرها. واعتبر أنه «لا صحة لما تروجه بعض تنسيقيات المسلحين عن أسر 23 مجاهدًا في معارك حلب». وقال: «إن اختلاق هذه الأخبار يأتي للتغطية على الخسائر الكبيرة التي تكبدتها المجموعات الإرهابية والتي لم تحقق إلى الآن هدفها المعلن منذ بدء الهجوم».
وفي ظلّ التكتم الشديد عن خسائر معركة جنوب حلب، قبل انتهاء المواجهة وإحصاء القتلى والأسرى المفترضين، أوضح الباحث والناشط السياسي لقمان سليم، أن «هناك الكثير من المعلومات المتداولة في الساعات الأخيرة عن خسائر لحزب الله في حلب، لكن هذه المعلومات غير معروفة المصدر». ورأى أنه «من الطبيعي خلال معركة حلب ومحاولة استرداد بعض المناطق التي خسرها النظام والحزب، أن يسقط قتلى، لكن استبعد أن يتم الإعلان عن حجم هذه الخسائر قبل ظهور نتيجة العملية العسكرية».
وأكد سليم وهو سياسي شيعي مناهض لما يسمّى «حزب الله»، أنه «جرى خلال الساعات الماضية نعي بعض الأسماء، من قبل ناشطين مقربين من الحزب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من دون يصدر نعي رسمي من الحزب». وقال: «أعتقد أن الهدف من نشر هذا النعي بشكل غير رسمي، هو وضع الجمهور بأجواء معلومات، أو أنه مجرّد تمرين يليه إعلان أسماء في وقت لاحق، وهذا ما شهدناه خلال مواجهات سابقة».



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.