البنك الدولي: غيرنا سياستنا في اليمن.. ونعد لما بعد الصراع

قال لـ «الشرق الأوسط» إن استراتيجيته لم تعد تنتظر وقف الحروب قبل التحرك للمشاركة الفعالة

يمنيتان تمران عبر جسر في صنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)
يمنيتان تمران عبر جسر في صنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

البنك الدولي: غيرنا سياستنا في اليمن.. ونعد لما بعد الصراع

يمنيتان تمران عبر جسر في صنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)
يمنيتان تمران عبر جسر في صنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)

قال البنك الدولي لـ«الشرق الأوسط» إنه لن ينتظر توقف القتال قبل أن التحرك نحو المشاركة، والاستمرار رغم وجود صراعات، وذلك في معرض رده حول تساؤلات اقتصادية حول مستقبل اليمن، لافتا إلى تغيير سياسته في اليمن بعد أن كان علق أنشطته في العام 2015.
وأكد متحدث باسم البنك إن استراتيجيته الجديدة ركزت على دعم قدرة البلاد على الصمود من خلال الحفاظ على قدرة مؤسسات الخدمة المدنية على توفير خدماتها، مع الاستعداد في الوقت ذاته لفترة التعافي بعد انتهاء الصراع.
وأضاف المتحدث بالقول: «فيما مضى، تمثل رد فعلنا حيال الصراعات والمواقف الهشة في محاولة العمل على تسويتها، أما استراتيجيتنا الإقليمية الجديدة، التي أطلقت نهاية العام الماضي، فترمي نحو التناول المباشر لأسباب الصراعات، ودعم الدول في جهودها لتعزيز صلابتها، بحيث تتمكن من الصمود في وجه كثير من التأثيرات الناجمة عن الصراعات، ويتمثل مجمل هدفنا في تعزيز السلام والاستقرار، اللذين يشكلان بدوريهما شرطا أساسيا للتنمية»، مردفا أن البنك لم يعد ينتظر توقف القتال قبل أن التحرك نحو المشاركة: «وإنما السعي إلى إيجاد سبل جديدة للبناء وتعزيز شراكات للاستمرار في المشاركة رغم الصراع. وبالتوافق مع الاستراتيجية الإقليمية، أعلن البنك الدولي في 19 يوليو (تموز) استراتيجيته بخصوص اليمن».
ولفت المتحدث أن مكتب البنك الدولي في صنعاء ما يزال مغلقا، لكنه يستدرك بأنه منذ تجميد نشاط المكتب في 11 مارس (آذار) 2015، استمر البنك في العمل مع شركاء يمنيين للاستجابة للأوضاع المتردية بالبلاد، في ديسمبر (كانون الأول) 2015، وبالنظر إلى الاحتياجات الصحية الجوهرية على الأرض، نجح البنك الدولي في المضي في تمويل مشروعين صحيين محورين بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة المعروفة اختصارا باسم «يونيسيف»، ومنظمة الصحة العالمية.
واستطرد قائلا: «نجح مشروع دعم الحملة الوطنية اليمنية لمكافحة شلل الأطفال في الوصول إلى أكثر من 1.5 مليون طفل يمني دون الخامسة من العمر يشكلون قرابة 30 في المائة من إجمالي الفئة السكانية المستهدفة»، وزاد بالقول: «من الضروري حماية صحة الأطفال؛ لأنهم يشكلون مستقبل أي أمة».
واستعرض المتحدث صدور الموافقة على توفير منحة طارئة بقيمة 50 مليون دولار بهدف تقديم خدمات أساسية عاجلة إلى غالبية اليمنيين المتضررين في 19 يوليو (تموز) الماضي، وذلك عبر التشارك مع البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة. وقال: «ما نزال ملتزمين بمعاونة أبناء اليمن على التكيف مع تداعيات الصراع، والعمل مع شركاء لتوفير دعم مستمر رغم الصراع، والإعداد لجهود إعادة بناء متناغمة خلال فترة ما بعد الأزمة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.