4 رسائل محور اجتماع محمود عباس في باريس مع وزيري خارجية أميركا وفرنسا

الطرف الفلسطيني يشدد على التكامل بين المبادرتين الفرنسية والمصرية

4 رسائل محور اجتماع محمود عباس في باريس مع وزيري خارجية أميركا وفرنسا
TT

4 رسائل محور اجتماع محمود عباس في باريس مع وزيري خارجية أميركا وفرنسا

4 رسائل محور اجتماع محمود عباس في باريس مع وزيري خارجية أميركا وفرنسا

أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاءين رئيسيين أمس في باريس مع وزيري خارجية الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا جون كيري وجان مارك أيرولت، بعد أن تأجلا قبل أيام بسبب وفاة شقيقه في قطر واضطراره لمغادرة العاصمة الفرنسية بعد أن التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
وبموازاة ذلك عقد الوزيران كيري وأيرولت لقاء في مقر الخارجية الفرنسية خصصا جانبا منه لبحث الملف الفلسطيني، ومساعي باريس لعقد مؤتمر سلام دولي قبل نهاية العام الجاري، فيما المؤشرات المتوافرة لا تدل على أن البحث فيه قد تقدم.
والجدير بالذكر أن السفير الفرنسي السابق بيار فيمون مكلف بمتابعة الاتصالات واستكشاف إمكانية الدعوة إليه. ووفق مصادر فرنسية رسمية، فإن اجتماعا تحضيريا سيعقد على هامش أعمال الأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر (أيلول) القادم لتقييم ما تحقق على صعيد التحضيرات.
ولم يصدر عن المسؤولين الثلاثة أي تصريحات. لكن صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عقد لقاء صحافيا عصر أمس، تحدث فيه عن مجريات اجتماعي الرئيس محمود عباس المذكورين، بهدف إيصال أربع رسائل، أولاها التأكيد على «تكاملية» الجهود السياسية المبذولة حاليا في إشارة إلى المبادرتين الفرنسية والمصرية وإلى ما يقوم به الوزير كيري من نشاطات. وأكثر من مرة عاد عريقات إلى هذه النقطة ليبدد اللغط الذي أثير هنا وهناك حول «تنافس» مزعوم بين ما تقوم به باريس والقاهرة. وسبق لمصادر فرنسية ومصرية أن أكدت لـ«الشرق الأوسط» أنها تعمل «معا» لا رغبة عند أي طرف في أن يأخذ مكان الطرف الآخر.
أما الرسالة الثانية التي أراد عريقات إيصالها فهي التأكيد على أن الولايات المتحدة ما زالت منخرطة في جهود السلام رغم مشارفة ولاية الرئيس أوباما على الانتهاء. وقال عريقات لـ«الشرق الأوسط» إن كيري «أكد بأوضح العبارات أنه والرئيس أوباما يسعيان وبكل جهد ممكن لإحياء عملية السلام، والتأكيد على بقاء خيار الدولتين (الإسرائيلية والفلسطينية) قائما. واللافت في العبارة الأخيرة أن غرض الإدارة الأميركية ليس التوصل إلى حل، بل ترك أبواب الحل مفتوحة.
وتتمثل الرسالة الثالثة فيما نقله الرئيس الفلسطيني لكيري وأيرولت بخصوص المؤتمر الدولي. وبحسب ما قاله عريقات فإن أبو مازن قد طالب بالحاجة إلى تحديد سقف زمني لمفاوضات السلام التي يمكن أن تنجم عن المؤتمر الموعود. لكن عريقات رفض تحديد المهلة التي يريدها الطرف الفلسطيني. وعندما ألحت «الشرق الأوسط» بالسؤال عن المهلة ذكرها بأن كيري في جهوده السابقة حددها بتسعة أشهر. وإلى جانب ذلك، أصر عباس على المطالبة بجدول زمني لتنفيذ الاتفاقيات التي قد يتم التوصل إليها والحاجة إلى «جسم دولي» للإشراف على التنفيذ، وإلزام الطرفين بالقيام بذلك.
ويستوحي الطرف الفلسطيني من تجاربه السابقة والحالية مع إسرائيل التي لا تنفذ من الاتفاقيات المبرمة معها «إلا ما يعجبها».
ولم يفت عريقات التأكيد على أن ما يتعين توافره لتكون للمفاوضات مصداقيتها هو أن توقف إسرائيل الاستيطان، بما في ذلك في الضفة الغربية. لكن المفاوض الفلسطيني لم يجعل من ذلك شرطا للدخول إليها.
أما الرسالة الأخيرة للمسؤول الفلسطيني فقوامها تشديد أبو مازن على رفض أي تعديلات على مبادرة السلام العربية، وهو ما جاء في بيان القمة العربية الأخيرة في نواكشوط. وبحسب الجانب الفلسطيني فإن إسرائيل تسعى لتغيير طبيعة المبادرة حيث تطلب إقامة العلاقات مع الدول العربية قبل الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، وهي إلى جانب المناطق الفلسطينية الجولان السوري، وعدد من القرى اللبنانية التي ما زالت تحتلها إسرائيل.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.