تكليف بعثة أممية شرطية بفرض احترام حقوق الإنسان في بوروندي

رغم امتناع عربي اعتبر القرار مضرًا بالجهود المبذولة لضمان الاستقرار

تكليف بعثة أممية شرطية بفرض احترام حقوق الإنسان في بوروندي
TT

تكليف بعثة أممية شرطية بفرض احترام حقوق الإنسان في بوروندي

تكليف بعثة أممية شرطية بفرض احترام حقوق الإنسان في بوروندي

قرر مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية إنشاء بعثة في بوروندي قوامها 228 شرطيا أمميا، من أجل المساهمة في إعادة الهدوء إلى البلاد وفرض احترام حقوق الإنسان.
ونص القرار على أن يتم نشر هذه القوة «لفترة أولية مدتها عام»، يمكن تمديدها أو تعديلها إذا اقتضت الحاجة بهدف «مراقبة الوضع المتعلق بالأمن» واحترام حقوق الإنسان، إلى جانب التنسيق مع المراقبين والخبراء العسكريين التابعين للاتحاد الأفريقي والمنتشرين أصلا في هذا البلد، وعددهم بضع عشرات.
وأيدت القرار الذي يحمل الرقم «2303» 11 دولة، فيما لم تعارضه أي جهة. في المقابل، امتنعت 4 دول عليه وهي مصر والصين وأنغولا وفنزويلا. وحسب المندوب المصري في مجلس الأمن، فإن بلاده تعاونت مع مجموعة من الدول الأعضاء بالمجلس المشتركة معها في الموقف، بحثا عن حلول وسط لتحقيق الإجماع داخل مجلس الأمن.
وأوضح المندوب المصري الدائم لدى الأمم المتحدة، والعضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، عمرو أبو العطا، سبب التصويت بالامتناع بأنه «وعلى الرغم من الجهود الحثيثة، فإن القرار الذي تم التصويت عليه اليوم لم يأخذ شواغلنا بعين الاعتبار.. بل تعمد فرض بديل لا يحظى بموافقة السلطات البوروندية. بل وأكثر من ذلك، فقد تعامل بانتقائية مع مقترحات الأمين العام (..)، بما يغامر برفض بوروندي التعاون في تنفيذ القرار وبما يضع مصداقية مجلس الأمن على المحك. ونتخوف من أن يخلق هذا القرار أجواء سلبية يكون لها انعكاسات غير مواتية تضر بالجهود المتفانية التي يقوم بها كل من الاتحاد الأفريقي ووساطة تجمع شرق أفريقيا».
وحث قرار مجلس الأمن حكومة بوروندي وجميع الجهات المعنية على التعاون التام مع نشر عنصر شرطة الأمم المتحدة وأنشطته، والسماح بوصول أفراد الأمم المتحدة بشكل كامل ودون عوائق إلى أماكن الاحتجاز «ووقف ورفض أي نوع من العنف، وإدانة أي بيانات عامة تحرض على العنف أو الكراهية».
كما طالب القرار «جميع الجهات في بوروندي بالامتناع عن القيام بأي عمل من شأنه تهديد السلم والاستقرار، أو تقويض الحوار بين الأطراف البوروندية»، معربا عن بالغ القلق إزاء استمرار العنف والمأزق السياسي في البلاد، وما يصاحب ذلك من عواقب إنسانية وخيمة، مؤكدا «أن الحالة السائدة في بوروندي يمكن أن تقوض بشكل خطير المكاسب الكبيرة التي تحققت من خلال اتفاق أروشا للسلام والمصالحة بتاريخ 28 أغسطس (آب) عام 2000».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.