محكمة القضاء الإداري تعيد محافظ الأنبار المقال صهيب الراوي

كتلة الإصلاح في المجلس ستستجوبه وقد تتم إقالته مجددًا

محكمة القضاء الإداري تعيد محافظ الأنبار المقال صهيب الراوي
TT

محكمة القضاء الإداري تعيد محافظ الأنبار المقال صهيب الراوي

محكمة القضاء الإداري تعيد محافظ الأنبار المقال صهيب الراوي

تجدد الخلاف في المشهد السياسي لمحافظة الأنبار بعد أن قررت محكمة القضاء الإداري رد قرار مجلس المحافظة بإقالة المحافظ صهيب الراوي، وعودته للمنصب وممارسة صلاحياته بالكامل، وقال مصدر في مجلس محافظة الأنبار في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «محكمة القضاء الإداري ردت القرار، معتبرةً الإقالة خطأ، على اعتبار أن الراوي تم إعفاؤه من منصبه خلال جلسة واحدة وهذا مخالف للقانون».
وأضاف المصدر «أن إقالة محافظ الأنبار صهيب الراوي تم خلال جلسة واحدة، وتم إرسال محاضر في ذلك إلى المحكمة الإدارية، وأكد المصدر أن كتلة الإصلاح في مجلس الأنبار عقدت اجتماعًا طارئًا وعاجلاً لاتخاذ الرد المناسب على قرار المحكمة الإدارية».
إلى ذلك قال عضو كتلة الإصلاح في مجلس محافظة الأنبار أركان خلف الطرموز إن كتلة الإصلاح عقدت اجتماعًا عاجلاً، وقرر أعضاء الكتلة البالغ عددهم 17 عضوا من أصل 30 عضوا في مجلس المحافظة إعادة استجواب المحافظ المقال صهيب الراوي بعدد قرار المحكمة الإدارية إعادته لمنصبه، وذلك خلال الأسبوع القادم، وسوف تتم إقالته مجدًا ما لم يثبت عدم وجود قضايا فساد.
وأضاف الطرموز «أن قرار الإقالة جاء خلال جلستين، وتم خلالهما قرار الإقالة بإجماع الأعضاء الحاضرين، ونحن نحترم قرار المحكمة الذي لم يصلنا حتى الآن، كما ستقوم الكتلة بإعلان موقفها من القرار خلال مؤتمر صحافي، ورغم وجود محاولات من قبل الحزب الذي ينتمي إليه الراوي بالإبقاء على المنصب فإن المجلس وكتلة الإصلاح يسعون لعدم قبول المخالفات الإدارية وقضايا الفساد المالي التي كانت السبب الرئيسي لإقالة الراوي».
من جانبهِ قال محافظ الأنبار صهيب الراوي خلال مؤتمر صحافي إنه مع أي ممارسة ديمقراطية في مجلس المحافظة، وأن ثقته كاملة في القضاء العراقي.
يذكر أن مجلس الأنبار صوت نهاية الشهر الماضي بالأغلبية على إقالة المحافظ صهيب الراوي لوجود مخالفات إدارية وفساد مالي بحقه.
ميدانيًا، أعلن مجلس محافظة الأنبار، عن العثور على مقبرة جماعية تضم رفات 25 شخصًا أعدمهم تنظيم داعش، وسط مدينة الفلوجة 60 كلم غرب العاصمة بغداد.
وأشار العيساوي إلى أنه «تم تشكيل لجنة تحقيق مختصة سوف تعمل على التوصل إلى هويات الضحايا، ومن ثم تسليم الجثث إلى ذويهم».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».