لا يقتصر النشاط الأميركي - الروسي حول تسوية الأزمة السورية على الجانب الدبلوماسي ولقاءات وزيري الخارجية كيري ولافروف، فقط، بل يشمل محادثات بين العسكريين من المنتظر أن تعقد قريبا في جنيف لتنفيذ الاتفاق الأخير الذي تم التوصل إليه في موسكو، ولم تتضح كامل تفاصيله حتى الآن.
ويعكف عسكريون من البلدين على وضع خرائط لتحديد مناطق انتشار مجموعات المعارضة، ومناطق انتشار المجموعات الإرهابية. غير أن كل تلك الخطوات التمهيدية قد لا تكون كافية لتنفيذ التوافقات الأخيرة، إذ يبدو أن الولايات المتحدة بحاجة إلى توفير ظروف في سوريا تساعدها على إنجاز «واجبها المنزلي» بالفصل بين الطرفين في سوريا.
في هذا السياق، أكد نائب وزير الخارجية الروسي جينادي غاتيلوف، الذي يشارك في المحادثات مع الجانب الأميركي حول سوريا في جنيف، أن خبراء عسكريين من روسيا والولايات المتحدة سيعقدون اجتماعًا في جنيف خلال الفترة القريبة القادمة، لبحث تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال محادثات لافروف - كيري في موسكو، بحسب تصريح غاتيلوف لوكالة «ريا نوفوستي» الروسية، مساء أول من أمس. وفيما يبدو أنه توضيح لمعلومات تناقلتها وسائل إعلام حول اجتماع عسكري روسي - أميركي مهم مرتقب في موسكو مطلع أغسطس (آب) المقبل، قال غاتيلوف إن الاتصالات بين العسكريين من الجانبين مستمرة وشبه يومية، لافتًا إلى أن الخطوات اللاحقة التي يجب أن يتخذها الجانبان «بحاجة إلى المزيد من البحث والتوافق»، مرجحًا أن يجري اللقاء في جنيف خلال أيام. و«سيركز العسكريون خلاله بصورة خاصة على تحديد مناطق الفصل بين جبهة النصرة والمعارضة المعتدلة»، وفق جينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي.
وأكدت مصادر متقاطعة من جنيف وفيينا لـ«الشرق الأوسط»، أن «العسكريين الروس والأميركيين يستعدون لاجتماع جنيف الذي سيكون غاية في الأهمية والتعقيد في آن، نظرًا لأن المجتمعين سيضعون الخريطة الميدانية (الآنية) لخطوط الفصل. والمقصود بكلمة (آنية) أو (راهنة)، مناطق انتشار المجموعات في الوقت الحالي والتي سيتم بموجبها توجيه الضربات الأولى ضد مواقع (جبهة النصرة)، على أن يتم تعديلها تباعا وفق للتغيرات على الأرض».
وأوضح المصدر من فيينا أن التعقيد في الأمر يعود إلى تضارب في المعطيات لدى الجانبين بسبب التداخل الشديد بين مواقع «جبهة النصرة» والمجموعات المعارضة، واصفًا العمل الذي سيكون على العسكريين إنجازه بأنه «أحجية غاية في التعقيد، وإيجاد حل لها، سيكون له تأثير كبير على مسار الجهود الروسية الأميركية المشتركة لصياغة اتفاق يؤدي إلى وقف أعمال العنف في سوريا ومواصلة التصدي للإرهاب، وإطلاق المفاوضات في جنيف».
في غضون ذلك وفي شأن متصل قالت صحيفة «كوميرسانت» الروسية إنه وبناء على معطيات متوفرة لديها، فإن «الولايات المتحدة تصر على إعلان هدنة مؤقتة في سوريا لمدة سبعة أيام كي تتمكن من الفصل بين مجموعات المعارضة المسلحة و(جبهة النصرة)، إلا أن موسكو (تنظر بارتياب إلى هذا الطلب الأميركي)»، بحسب «كوميرسانت» التي لم توضح ما إذا كان كيري قد بحث هذا الأمر مع لافروف خلال محادثاتهما في لاوس يوم أول من أمس، أم لا.
اجتماع عسكري روسي ـ أميركي في جنيف لبحث تنفيذ الاتفاق حول سوريا
واشنطن تطلب هدنة أسبوعاً لفصل {النصرة} عن المعارضة
اجتماع عسكري روسي ـ أميركي في جنيف لبحث تنفيذ الاتفاق حول سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة