مقتل وإصابة 22 في هجوم انتحاري مزدوج لـ«حركة الشباب» في مقديشو

الجيش الصومالي يلاحق فلول تنظيم القاعدة في الجنوب

شرطي صومالي يتوجه نحو موقع الهجوم الانتحاري المزدوج الذي شنته «حركة الشباب» المتطرفة على القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي أمس (رويترز)
شرطي صومالي يتوجه نحو موقع الهجوم الانتحاري المزدوج الذي شنته «حركة الشباب» المتطرفة على القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي أمس (رويترز)
TT

مقتل وإصابة 22 في هجوم انتحاري مزدوج لـ«حركة الشباب» في مقديشو

شرطي صومالي يتوجه نحو موقع الهجوم الانتحاري المزدوج الذي شنته «حركة الشباب» المتطرفة على القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي أمس (رويترز)
شرطي صومالي يتوجه نحو موقع الهجوم الانتحاري المزدوج الذي شنته «حركة الشباب» المتطرفة على القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي أمس (رويترز)

لقي أمس 13 شخصا مصرعهم وأصيب 9 آخرون في أحدث هجوم انتحاري مزدوج شنته «حركة الشباب» المتطرفة على القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، بالقرب من مطار العاصمة الصومالية مقديشو.
وتم الهجوم باستخدام بسيارتين مفخختين، حيث أعلن الناطق باسم محافظة بنادر، عبد الفتاح عمر، أن إحدى السيارتين انفجرت بينما كانت تحاول استهداف مقر بعثة مؤسسات الأمم المتحدة، في حين حاولت السيارة الأخرى اقتحام نقطة تفتيش، لافتا إلى أن قوات الأمن تصدت للإرهابيين، مما أسفر عن مصرع 13 شخصا، وإصابة 9 آخرين من بينهم جنود، هم حراس المؤسسات الأممية في مقديشيو.
وقال نور عثمان، وهو ضابط في الشرطة برتبة ميجر جنرال: «طوقت قوات الاتحاد الأفريقي المنطقة. كان هناك كثير من الصوماليين خارج البوابة وقوات تابعة للاتحاد الأفريقي عند البوابة». وقالت الشرطة وشهود إن قوة الانفجارين حطمت نوافذ في المطار القريب وأمطرت الركاب الوافدين بقطع الزجاج وتسببت في تعليق رحلات جوية. وقال ضابط شرطة يدعى عبد القادر عمر لوكالة رويترز إن الهجوم وقع في حين كان الحراس يرافقون موظفي الأمم المتحدة إلى داخل القاعدة التي تعرف باسم هالاني. وقالت «حركة الشباب» التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة وتسعى للإطاحة بالحكومة الصومالية إنها مسؤولة عن الهجوم، في حين قالت القوة التابعة للاتحاد الأفريقي بالصومال عبر «تويتر» إنها تدين «الهجمات الحمقاء التي تهدف إلى عرقلة حياة المواطن الصومالي العادي». ولم يصدر تعليق من الأمم المتحدة.
إلى ذلك، أعلنت وكالة الأنباء الصومالية أن الجيش الصومالي نفذ، بالتعاون مع قوات حفظ السلام الأفريقية، عمليات عسكرية ضد ميليشيات «حركة الشباب» المتشددة في منطقة «أودطيغلي التابعة لإقليم شبيلي السفلى، مشيرة إلى أن الجيش تمكن من تدمير مواقع للميليشيات في المنطقة ما أدى إلى فرار الخلايا الإرهابية تاركة وراءها الجثث والجرحى. وتسعى القوات الوطنية الخاصة التابعة للجيش المعروفة باسم «دنب» إلى تصفية ميليشيات تنظيم قاعدة القرن الأفريقي بعدما شنت سلسلة هجمات في العاصمة وغيرها في إطار سعيها للإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب. وكانت طائرات حربية مجهولة الهوية قد قصفت مركزا تابعا لميليشيات حركة الشباب في منطقة «عيل عدي» بإقليم «غذو» بجنوب غربي البلاد. وقال رئيس الإقليم، أحمد بولي، إن الطائرات التي نفذت الهجوم كبدت خسائر كبيرة في الموقع المستهدف الذي كان الإرهابيون ينطلقون منه لتهديد السكان المحليين. لكن مصادر صحافية محلية تحدثت في المقابل عن سيطرة مقاتلين من حركة الشباب على منطقة غرسويني التي تبعد نحو 50 كيلومترا من مدينة حدر، عاصمة إقليم بكول، جنوب غربي الصومال، بعد انسحاب القوات الإثيوبية التابعة للاتحاد الأفريقي منها لأسباب مجهولة. وتهاجم حركة الشباب قوة الاتحاد الأفريقي من حين لآخر، علما بأن هذه القوة تضم نحو 22 ألف عسكري من أوغندا وكينيا وإثيوبيا ودول أفريقية أخرى وتساعد على دعم الحكومة والجيش في الصومال.
من جهة أخرى، عينت المفوضية الأوروبية ضابطة بالشرطة الرومانية، ماريا كريستينا، رئيسة لبعثة الاتحاد الأوروبي المكلفة ببناء القدرات البحرية الإقليمية في منطقة القرن الأفريقي. وتشكل البعثة جزءا من مقاربة الاتحاد الأوروبي الشاملة لمكافحة القرصنة في منطقة القرن الأفريقي برفقة قوة الاتحاد الأوروبي البحرية في الصومال، وبعثة الاتحاد الأوروبي للتدريب في الصومال. وتسعى هذه البعثة إلى تعزيز قدرات الصومال على الإدارة الفعلية لمياهها الإقليمية، ومحاربة القرصنة عبر توجيه وتدريب خفر السواحل.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.