انتقاد كردي لعدم السماح للإقليم بالمشاركة في مؤتمر دول التحالف ضد «داعش»

بارزاني: أمام الأكراد طريقان إما المضي نحو الاستقلال وإما قبول الواقع

صورة أرشيفية لبرزاني يتوسط مسؤولاً كرديًا ومساعدة وزير الدفاع الأميركي أثناء توقيع مذكرات تعاون مشترك
صورة أرشيفية لبرزاني يتوسط مسؤولاً كرديًا ومساعدة وزير الدفاع الأميركي أثناء توقيع مذكرات تعاون مشترك
TT

انتقاد كردي لعدم السماح للإقليم بالمشاركة في مؤتمر دول التحالف ضد «داعش»

صورة أرشيفية لبرزاني يتوسط مسؤولاً كرديًا ومساعدة وزير الدفاع الأميركي أثناء توقيع مذكرات تعاون مشترك
صورة أرشيفية لبرزاني يتوسط مسؤولاً كرديًا ومساعدة وزير الدفاع الأميركي أثناء توقيع مذكرات تعاون مشترك

قال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إن الشعب الكردي يقف أمام طريقين، وهما إما القبول بهذا الواقع وبأي قرار يتخذه الآخرون، وإما الاتفاق على قرار مشترك وموحد والمضي نحو الاستقلال.
وجاءت انتقادات بارزاني للتحالف الدولي لعدم سماحه بمشاركة إقليم كردستان في مؤتمر دول التحالف ضد «داعش»، بطلب من وزير الخارجية العراقية إبراهيم الجعفري.
وقال بارزاني، في بيان له: شعب كردستان قدم في الحرب ضد إرهابيي «داعش» كثيرا من التضحيات بشريًا واقتصاديا، واستطاعت قوات البيشمركة بتضحياتها تحطيم أسطورة «داعش» لتصبح القوة الرئيسية في مواجهة الإرهاب في المنطقة. لكن وللأسف، لم يسمح وزير خارجية العراق بمشاركة وفد من إقليم كردستان في مؤتمر دول التحالف ضد «داعش» الذي انعقد في واشنطن، وللأسف أيضًا فإن الجهة المستضيفة للمؤتمر نفذت رغبة وزير خارجية العراق.
وأردف بارزاني أن هذا المثال ومثله كثير من الأمثلة الأخرى تظهر بأنه من السهل تجاهل حقوق وتضحيات شعب كردستان والتعامل معها بشكل غير لائق، وربطها بقرارات ومزاجات الآخرين، كما أشار إلى إن هذا الأمر مرفوض برمته وغير مقبول ولا يتناسب مع دور وموقع الشعب الكردي على حد قوله.
وقال بارزاني إن على الأكراد إما القبول بهذا الواقع وإما تقرير المصير والاتفاق على قرار مشترك وموحد نحو الاستقلال.
كما شدد على أن إرادة شعب كردستان، ستظهر قريبًا للجميع، وسيظهر من يريد أن يبقى تابعًا ومن سيختار سيادة القرار.
وأثار عدم دعوة الجانب الكردي في مؤتمر دول التحالف المشاركة في الحرب ضد «داعش» في العراق وسوريا الذي عُقد الأسبوع الماضي في واشنطن حفيظة إقليم كردستان الذي يحارب تنظيم داعش منذ أكثر من عامين، وتمكنت قوات البيشمركة الكردية خلال هذه المدة من هزيمة «داعش» واستعادة مساحات واسعة من الأراضي التي احتلها التنظيم في صيف 2014.
في غضون ذلك، شنت طائرات التحالف الدولي أمس غارات مكثفة على مواقع «داعش» في مدينة الموصل وأطرافها، وبين مسؤول الإعلام في مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، غياث سورجي، لـ«الشرق الأوسط» أن طائرات التحالف الدولي قصفت مواقع «داعش» في قرية باريمة الواقعة في منطقة الشلالات (شمال شرقي الموصل)، وأسفر القصف عن مقتل عدد من قادة التنظيم البارزين، وهم كل من قاض المحكمة الشرعية لـ«داعش»، شاكر محمود معيوف الحديدي، والقيادي في «داعش» سعد بطة الملقب بأبي زهراء، وقيادي آخر في التنظيم يُدعى علي أحمد محمد، وقتل أربعة مسلحين آخرين كانوا برفقتهم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.