تنظيم سري معارض ينشط في العاصمة.. ويحدد أهدافه من ضباط النظام

اغتيال ضابط من الفرقة الرابعة وسط دمشق.. وبث شريط التصوير على يوتيوب

في سابقة إعلامية بث تنظيم عسكري سري معارض ينشط في مناطق سيطرة النظام السوري، فيديو يظهر عملية اغتيال ضابط من مرتبات الحرس الجمهوري بمسدس كاتم صوت. ومع أن عملية الاغتيال هذه تعد السادسة التي نفذها التنظيم السري في مناطق سيطرة النظام، إلا أنها أول عملية اغتيال بالرصاص بمسدس كاتم صوت يقوم بتصويرها منفذ الاغتيال أثناء التنفيذ، مع الإشارة إلى أنه سبق وبثت فصائل أخرى مقاطع مصورة لعمليات اغتيال أثناء التنفيذ، لكن بواسطة عبوات ناسفة، وكان التصوير يتم عن بعد.
وكان تنظيم يعرف نفسه باسم (سرايا ردع الظالمين)، قد أعلن قبل يومين عن تنفيذ عملية اغتيال الملازم أول طارق شريبة، من مرتبات الفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري، التي يقودها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد، في المبنى الذي يقطنه بالعاصمة دمشق.
ويظهر في مقطع الفيديو (23 ثانية) المصور للعملية، والذي تم بثه يوم أمس وتم تداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي مثل «يوتيوب»، سبطانة مسدس كاتم صوت، ودرج بناء ويسمع صوت خطوات لشخص يصعد الدرج، وصوت هامس يقول: «سرايا ردع الظالمين دمشق 7 / 22 / 2016»، ثم تعتم الصورة لأقل من ثانية، قبل أن يظهر رأس رجل وهو يصعد الدرج، وصوت انطلاق مكتوم لرصاصة، ثم جثة رجل بزي عسكري ملقى على الأرض ورأسه ينزف».
وذكرت السرايا في بيان لها أن إحدى خلاياها تعقبت الضابط شريبة، وهو أحد عناصر حاجز لقوات النظام، وتمت تصفيته عند عودته لمبيته في أحد أحياء العاصمة.
وأشار البيان إلى أن هذه العملية كانت «انتقامًا لأهلنا في حلب وداريا»، وكذلك انتقاما لمقتل عناصر سرية (الخال حمزة للتصنيع الحربي)، حيث قضى ثمانية من عناصر السرية، بينهم ضابطان منشقان، وذلك مطلع الشهر الحالي؛ جراء استهداف ورشة التصنيع في ريف إدلب.
وتعد هذه العملية السادسة من نوعها التي تحدث في دمشق، بحسب صفحة (لواء درع الساحل) التابع للفرقة الرابعة، حيث تبنت (سرايا ردع الظالمين) التي شكلت في أبريل (نيسان) 2015، اغتيال الرقيب الأول وسيم محمد ديوك، من مرتبات فرع التحقيق 227، التابع للأمن العسكري بدمشق، والذي ينحدر من محافظة اللاذقية، وتمت تصفيته في منزله بدمشق بمسدس كاتم للصوت في الأيام الأخيرة، بحسب بيان للسرايا.
وسبق هاتين العمليتين اغتيال الرقيب عبد الحميد كاوا، طعنا بالسكين، في منطقة شارع الجلاء وسط مدينة دمشق 19 أبريل 2016، والرقيب كاوا من كوادر مخابرات النظام العسكرية «فرع فلسطين»، كما نفذت السرايا اغتيال الملازم أول شرف سعيد بدران، من مرتبات الأمن السياسي.
وفي 2 مايو (أيار)، أكدت السرايا اغتيال النقيب علي خضر، من مرتبات فرع أمن الدولة، في قلب العاصمة دمشق.
يذكر أن تنظيم (سرايا ردع الظالمين) يختار أهدافه بعد دراسة أهمية الشخص المستهدف، فمن الممكن أن يحمل رتبة عالية ومنصبًا حساسًا في النظام، أو يكون من العناصر الفاعلة في الأجهزة الأمنية، وذلك بحسب بيانات سابقة لعناصر التنظيم، التي أشارت إلى ظروف العمل الصعبة للتنظيم في مناطق سيطرة النظام، حيث القبضة الأمنية للنظام قوية جدًا. وتهدف عمليات تنظيم (سرايا ردع الظالمين) إلى زعزعة أركان النظام ودب الذعر في قلوب أنصاره، ويعدّ مهمته الأساسية، «هدم أركان النظام واستهدافه من الداخل».
وتتكون (سرايا ردع الظالمين) من عدة خلايا نائمة في مناطق متفرقة من العاصمة دمشق، وستعمل في كل مناطق العاصمة من دون استثناء، بحسب بياناتها.
وينشط في دمشق عدد من الفصائل المعارضة المسلحة التي تنفذ عمليات الاغتيالات، كـ«لواء العاديات» الذي نفذ عددًا من العمليات المتباعدة وسط دمشق، كان آخرها عملية اغتيال الملازم أول حسين دلعوس طعنًا.
ويتحرك الضباط والمسؤولون في أجهزة النظام ضمن إجراءات حماية وحراسة مشددة تمنع الوصول إليهم بالطرق العادية، إلا أن ذلك لم يمنع التنظيمات السرية الناشطة في عمليات الاغتيال من تنفيذ عملياتها وسط العاصمة دمشق، ورغم القبضة الأمنية المشددة.