كشفت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن فشل لجنة المعتقلين المنبثقة عن مشاورات السلام اليمنية بالكويت، في التوافق على صيغة اتفاق قدمته الأمم المتحدة.
وقالت المصادر، أن الفريق الأممي أجرى تعديلات متكررة أكثر من مرة على صيغة توافقية، قبل أن تعرضها على الطرفين، وأضافت أن الأمر رفع إلى الوفدين للبت فيها والعودة بالمرئيات على الصيغة النهائية.
أمام ذلك، سلم وفد الشرعية للأمم المتحدة قائمة بأسماء 32 شخصًا من قيادات ومقاتلي ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، طالبت بإضافتهم إلى قائمة العقوبات المطلوب محاكمتهم جراء ما ارتكبوه من مجازر في محافظة تعز.
وقالت مصادر حكومية لـ«الشرق الأوسط» إن من القائمة متورطين في المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات الانقلابية في مدينة تعز في 3 يونيو (حزيران) الماضي، جراء استهدافها أسواقًا شعبية مكتظة، وأسفرت عن سقوط 20 قتيلاً من المدنيين، وإصابة 50 آخرين بينهم نساء وأطفال.
وتضمن القائمة عددًا من أسماء قيادات في وحدات عسكرية سابقة تتبع المخلوع علي عبد الله صالح، وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام، ومسلحين من ميليشيات الحوثي.
وكانت لجنة السجناء والأسرى والمعتقلين عقدت اجتماعا أمس الأحد لبحث خريطة طريق لإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين، بموجب الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف اليمنية خلال الجولة الأولى من المشاورات التي تستضيفها الكويت منذ 21 أبريل (نيسان) الماضي.
وستتابع اللجنة مناقشة تبادل الإفادات الأولية التي قدمتها الأطراف اليمنية إلى الأمم المتحدة في مطلع شهر يونيو الماضي عن عدد من المحتجزين الذين وردت أسماؤهم في الكشوفات المقدمة منها، تمهيدًا لصياغة مسودة اتفاق مبادئ مقبولة من الجميع لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في أقرب وقت ممكن.
وستناقش اللجنة كذلك أهمية احترام حقوق المحتجزين، ولا سيما سلامتهم الجسدية، والسماح للمنظمات الإنسانية المتخصصة بزيارة أماكن الاحتجاز للتحقق منها والعمل على تحسين الأوضاع فيها.
في غضون ذلك، يواصل فريق الأمم المتحدة لقاءاته مع الأطراف اليمنية لبحث القضايا الرئيسية المطروحة على جدول الأعمال، ولا سيما ما يتعلق بتثبيت وقف الأعمال القتالية بشكل كامل وشامل، وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية، إضافة إلى تشكيل اللجان العسكرية التي تشرف على الانسحاب وتسليم السلاح، وكذلك فتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق اليمنية.
ورحب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بالإفراج عن هؤلاء المحتجزين، مؤكدا أن من شأنه أن يحدث «أثرًا إيجابيًا» في المجتمع اليمني وفي مسار السلام.
ودعا ولد الشيخ أحمد الأطراف اليمنية إلى الاستمرار في الإفراج عن المحتجزين، ولا سيما الفئات المستضعفة منهم، والسجناء السياسيون وسجناء الرأي.
وكانت الحكومة اليمنية الشرعية أعلنت في السابع من يونيو الماضي الإفراج عن 54 طفلاً يمنيًا كانوا محتجزين لدى قوات التحالف العربي وتسليمهم إلى ذويهم، وذلك في إطار اتفاق تبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه في الكويت.
كما أعلن وفد الانقلابيين في 14 يونيو الماضي الإفراج عن 57 محتجزًا في مدينة عمران اليمنية، وذلك بعد يوم من إفراج الحركة عن 130 محتجزًا في مدينة إب.
لكن مصادر متعددة، أكدت في تصريحات سابقة، أن الانقلابيين يلتفون على الاتفاق بالإفراج عن الكثير من المدنيين المحتجزين، الذين لا يشاركون في الأعمال القتالية مع الشرعية، ويلتزمون موقفًا محايدًا أو داعمًا للشرعية، لكن من دون الخوض في ذلك سياسيا أو عسكريا.
ومن المرتقب أن يتجه المبعوث الأممي إلى نواكشوط للمشاركة في القمة العربية المنعقدة اليوم وغدا.
وأضاف البيان أن اللجنة الوزارية لاحظت تصعيدًا إيرانيًا كبيرًا وخطيرًا في حجم ومستوى تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية في الآونة الأخيرة، بما في ذلك تزايد حدة التصريحات العدائية والتحريضية والاستفزازية الصادرة من المسؤولين الإيرانيين إزاء الدول العربية.
وبحسب البيان فإن اللجنة أكدت إدانتها واستنكارها للتدخلات الإيرانية كافة في الشؤون الداخلية للدول العربية، وطالبت إيران بوقف هذه التدخلات، والكف عن دعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية والتخريبية، وكذلك الكف عن التصريحات العدائية والتحريضية والاستفزازية تجاه الدول العربية، مؤكدة أهمية أن تكون العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على احترام سيادة الدول ومبدأ حسن الجوار.
وكانت اللجنة الوزارية العربية طالبت إيران بوقف تدخلاتها في شؤون الدول العربية، والكف عن دعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية والتخريبية، والكف عن التصريحات العدائية والتحريضية والاستفزازية، مؤكدة إدانتها للتدخلات الإيرانية كافة في الشؤون الداخلية للدول العربية، وذلك في اجتماعها أول من أمس في نواكشوط.
وأوضحت اللجنة المكونة من السعودية والإمارات والبحرين ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية في بيان، أن اللجنة الوزارية لاحظت تصعيدًا إيرانيًا كبيرًا وخطيرًا في حجم ومستوى تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية في الآونة الأخيرة، بما في ذلك تزايد حدة التصريحات العدائية والتحريضية والاستفزازية الصادرة من المسؤولين الإيرانيين إزاء الدول العربية.
يشار إلى أن اليمن أبرز الدول التي تضررت من التدخلات الإيرانية في المنطقة، إذ لم تكتف طهران بمساعدة الحوثيين بإنجاح الانقلاب وحسب، بل دعمتهم بالسلاح الذي رفعوه في وجه الشرعية واليمن بأجمعه، وجلبوا الدمار وجففوا مصالح الشعب، تحقيقًا للأهداف الإيرانية.
تسليم الأمم المتحدة أسماء 32 قياديًا ومقاتلاً ارتكبوا مجازر في تعز
مصادر: لجنة المعتقلين والأسرى تفشل في الوصول لصيغة توافقية
تسليم الأمم المتحدة أسماء 32 قياديًا ومقاتلاً ارتكبوا مجازر في تعز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة