حيا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان موقف الشعب التركي ودوره في إحباط محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة ضد حكمه ومواجهة الانقلابيين ليلة الجمعة قبل الماضي، قائلا: «نحن لا ننحني لغير لله». وقال إردوغان في خطاب أمام جمع من المصلين عقب أدائه صلاة الجمعة، أمس، في مسجد «ميللت» الذي تعرض للقصف من قبل الانقلابيين في العاصمة أنقرة: «حلقوا (الانقلابيون) بالطائرات والمروحيات ضدكم، ووجهوا الدبابات تجاهكم، لكن قوتكم أوقفت كل هذه الإمكانيات التكنولوجية». وطالب الرئيس التركي المواطنين بمواصلة المسيرات والمظاهرات الداعمة للديمقراطية في الميادين والشوارع في كل الولايات التركية، قائلا: «نأمل أن تستمر مسيراتكم حتى نعلن لكم عن انتهائها». ورد إردوغان على هتافات الجماهير أمام المسجد الذين قالوا له: «قف شامخا ولا تنحني، فهذا الشعب معك» قائلا: «لا تقلقوا أبدا، فنحن لا ننحني لغير لله». وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، ليلة الجمعة قبل الماضي، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر من الجيش تقول السلطات التركية إنها تتبع منظمة «فتح الله غولن» (الكيان الموازي) الإرهابية، وحاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي لمدينة إسطنبول، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض مؤسسات الدولة الرسمية ووسائل الإعلام في أنقرة وإسطنبول.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية واسعة في معظم المدن والمحافظات التركية وتوجه المواطنون بالآلاف إلى البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة أنقرة، ومطار أتاتورك الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن تلبية لنداء من إردوغان، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وبالتالي الإسهام بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
وروى إردوغان في مقابلة مع وكالة أنباء «رويترز»، أول من أمس، أحداث ليلة الانقلاب عندما كان يقضي عطلة مع أسرته قرب منتجع مرمريس الساحلي، قائلا إنه لم يصدق في بادئ الأمر مكالمة هاتفية من صهره تبلغه بأن جنودا بدأوا يغلقون الشوارع في إسطنبول. وأضاف أنه لم يكون بمقدوره في بادئ الأمر الاتصال بقائد القوات المسلحة أو رئيس جهاز المخابرات الوطنية، وتمكن بعد صعوبة من الاتصال برئيس الوزراء. وبعد النداء الذي وجهه إلى مؤيديه عبر اتصال عن طريق هاتف محمول مع قناة (سي إن إن تورك) تلقى إردوغان تقارير بأن الناس يخرجون إلى الشوارع، وقرر أنه في حاجة إلى التحرك. وقال: «أصبح واضحا لي أنه يجب عليَّ أن أتحرك.. لم يعد من المناسب أن أبقى في مكاني». واستقل هو وأسرته طائرته عائدين إلى إسطنبول، لكن المطار كان تحت الهجوم وأطفئت أنوار ممر الهبوط.
وأضاف إردوغان: «كنت أتحدث إلى قائد طائرتنا، وأوجه إليه أسئلة عن الوضع في المطار.. سألته عن كمية الوقود التي كانت لديه، وأبلغني أن لديه وقودا يكفي لإبقائنا في الجو لثلاث أو أربع ساعات». وحطت طائرة إردوغان بعد أن استعادت قوات موالية له برج المراقبة في المطار وقامت بتأمين الممر، وسئل عما إذا كان قد شعر بالخوف من الطيران بينما محاولة الانقلاب تتداعى، فقال إنه يؤمن بقدره. وفسر إردوغان: «الإيمان هو أحد الشروط لكي تكون مسلما.. زوجتي وابنتي وأحفادي وزوج ابنتي وطاقم حراستي.. الجميع كانوا في الطائرة.. الله قدر لنا فيما يبدو أن نبقى أحياء، وألا نهلك في تلك الليلة».
الرئيس التركي يروى تفاصيل الساعات العصيبة ليلة الانقلاب
الرئيس التركي يروى تفاصيل الساعات العصيبة ليلة الانقلاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة