الفلسطينيون يتهمون المستوطنين باستهداف قرية دوما

حريق ثالث استهدف منزلاً آخر لعائلة دوابشة التي فقدت 3 من أبنائها

جندي من قوات الاحتلال وفلسطينيون يتفقدون الأضرار في منزل دوابشة الذي تعرض للحرق ليلة أمس (أ.ف.ب)
جندي من قوات الاحتلال وفلسطينيون يتفقدون الأضرار في منزل دوابشة الذي تعرض للحرق ليلة أمس (أ.ف.ب)
TT

الفلسطينيون يتهمون المستوطنين باستهداف قرية دوما

جندي من قوات الاحتلال وفلسطينيون يتفقدون الأضرار في منزل دوابشة الذي تعرض للحرق ليلة أمس (أ.ف.ب)
جندي من قوات الاحتلال وفلسطينيون يتفقدون الأضرار في منزل دوابشة الذي تعرض للحرق ليلة أمس (أ.ف.ب)

عاشت قرية دوما القريبة من نابلس ليلة صعبة، مرة أخرى، بعدما شبت النيران في منزل أحد أفراد القرية بطريقة مشابهة لتلك التي أحرق فيها مستوطنون منازل أخرى في القرية البعيدة، في مرتين سابقتين، وتسبب ذلك بوفاة طفل ووالديه حرقًا حتى الموت وإصابة آخرين.
وقال محمد دوابشة، إنه سمع صوت انفجار في الساعة الثالثة فجرًا، أعقبه اشتعال النيران في غرفة النوم بطريقة سريعة، قبل أن يتمكن من إنقاذ زوجته وأطفاله الثلاثة «بأعجوبة».
وأضاف للصحافيين، أن «النيران أتت بسرعة على كامل محتويات غرفة النوم والمطبخ». وأردف: «ما حدث شبيه إلى حد كبير، بإحراق المستوطنين عائلة سعد دوابشة العام الماضي».
وعلى الرغم من أن محمد، أو أيًا من جيرانه، لم يشاهدوا مستوطنين بعد إحراق المنزل، إلا أن الفلسطينيين، اتهموهم، رسميًا وشعبيًا، بإحراق المنزل.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، إن الطريقة التي تمت فيها عملية الحرق، تشبه إلى حد كبير، الطريقة التي أحرقوا بها منزل عائلة الدوابشة قبل عام، من حيث التوقيت ونوع المادة المشتعلة، والزجاجات الحارقة. وعزز من هذا التوجه نتائج تحقيق الدفاع المدني الفلسطيني. وأظهر التحقيق الأولي لجهاز الدفاع المدني الفلسطيني، أن أسباب احتراق منزل محمد دوابشة في قرية دوما، ناجم عن استخدام مادة حارقة شديدة الاشتعال.
وبحسب بيان رسمي، فإن محققي الدفاع المدني، توصلوا إلى أن الحريق نتج عن «استخدام مادة شديدة الاشتعال، رافقها انفجار، حسب شهادة صاحب المنزل، والدلائل تشير إلى سرعة الحريق وانتشاره بشكل سريع في محتويات الغرفة، مع التأكد من استبعاد الفرضيات الأخرى لأسباب الحرائق في المنازل».
كما فند محققو الدفاع المدني، أي مزاعم تتحدث عن تماس كهربائي، بالكشف على التمديدات الكهربائية الداخلية ولوحة الكهرباء الرئيسية بالمنزل، والتأكيد بأنها لم تحتوِ على أي مؤشرات لوجود تماس كهربائي.
وفورًا دان المتحدث الرسمي باسم الحكومة، يوسف المحمود، جريمة إحراق منزل المواطن محمد دوابشة في قرية دوما. ووصف المتحدث الرسمي إحراق منزل المواطن بالعمل الوحشي والجبان، مشددًا على أن أصابع الاتهام تشير إلى ارتكاب مستوطنين إرهابيين هذه الجريمة، التي تعد حلقة أخرى من حلقات هذا النوع من الجرائم الوحشية، التي طالت قرية دوما التي شهدت كارثة إحراق عائلة دوابشة الرهيبة، حين أتت النيران عليهم وهم نيام في منزلهم، ولم ينج منهم سوى الطفل أحمد دوابشة الذي ما زال يعاني من آثار الحروق والآثار النفسية للجريمة. ثم إحراق منزل الشاهد الوحيد على تلك الجريمة. وها هي اليوم تنفذ جريمة حرق منزل المواطن محمد دوابشة.
وشدد المتحدث الرسمي، على اعتبار ما حدث، جريمة حرب يعاقب عليها القانون. وطالب مؤسسات المجتمع الدولي كافة، بتحمل مسؤولياتها، والإسراع بتوفير حماية دولية لأبناء الشعب الفلسطيني، والعمل الجاد والفاعل على إنهاء الاحتلال، والخروج من حالة الصمت إزاء الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية كافة. ولفت المتحدث الفلسطيني الرسمي، إلى أن صمت المجتمع الدولي هو الذي يشجع سلطات الاحتلال على التمادي في الاستهتار بحياة المواطنين، وإدارة الظهر للقوانين والشرائع الدولية.
وتركت الحادثة الجديدة آثارًا نفسية كبيرة على أهالي القرية التي باتت مستهدفة من قبل المستوطنين. ويتهم رئيس المجلس القروي، عبد السلام دوابشة، السلطة الفلسطينية بالتقصير في حماية القرية، وتقول السلطة إنها ترسل كل المساعدات المطلوبة لذلك.
ومعلوم أن السلطة ممنوعة من العمل في مناطق «ب» و«ج»، حيث توجد معظم القرى المستهدفة من قبل مستوطنين. كما أن أهالي القرية نفسها لا يأمنون تعرضهم لاعتقالات من قبل إسرائيل إذا ما اشتبكوا مع مستوطنين.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.