استأنف الجيش التركي قصف مواقع منظمة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بعد إعلان رئاسة هيئة أركانه زوال خطر عملية الانقلاب الفاشلة، التي قام بها فصيل من الجيش يوم الجمعة الماضي.
وقصفت الطائرات الحربية التركية بعض مواقع «العمال الكردستاني» مساء أول من أمس في هاكورك شمال العراق، وأعلنت مصادر عسكرية مقتل 20 من عناصر المنظمة في القصف. وذكرت المصادر أمس أن عملية القصف نفذت بعد أن رصدت طائرات من دون طيار 20 من عناصر المنظمة في منطقة هاكورك في شمال العراق، وأن طائرات حربية من طراز «إف 16» تابعة للقوات المسلحة التركية نفذت القصف. وكان الجيش التركي أعلن في وقت سابق أن المحاولة الانقلابية الفاشلة لن تؤثر على قدرات الجيش التركي أو عملياته ضد منظمة حزب العمال الكردستاني، في شرق وجنوب شرقي تركيا وشمال العراق، أو على مشاركة تركيا في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق.
وانهارت هدنة بين تركيا ومنظمة حزب العمال الكردستاني في يوليو (تموز) من العام الماضي، توقف خلالها القتال أثناء مفاوضات لحل المشكلة الكردية. ومنذ الإعلان عن وقف هذه المحادثات عادت الاشتباكات بين القوات التركية وعناصر المنظمة الكردية.
وينفذ الجيش التركي عمليات مستمرة في شرق وجنوب شرقي تركيا وشمال العراق، تستهدف مواقع المنظمة، وتحولت مناطق بأكملها في جنوب شرقي تركيا ذات الغالبية الكردية، ولا سيما في ديار بكر وشيرناق، إلى ساحة حرب بين الجيش والمنظمة، وفرض حظر التجول في كثير من البلدات والمدن، وغادر عشرات الآلاف قراهم إلى مناطق أكثر أمنا. وأسفرت هذه العمليات عن سقوط مئات القتلى من المدنيين وعناصر المنظمة التي بدأت قتالها منذ عام 1984 للانفصال بمناطق جنوب شرقي البلاد عن الحكومة المركزية في تركيا، وإعلان الحكم الذاتي فيها، في حرب سقط فيها أكثر من 40 ألف قتيل من الجانبين.
وأثار موقف حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، الممثل في البرلمان بـ58 نائبا، من محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت الجمعة الماضي في تركيا، لغطا كبيرا، لا سيما بعد أن أعاد رئيسه صلاح الدين دميرطاش التذكير بتحذير زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان من وقوع انقلاب عسكري، حال فشل المفاوضات السياسية لحل المشكلة الكردية.
لكن الرئيسة المشاركة للحزب فيغان يوكسكداغ، أعلنت موقف حزبها من هذه المحاولة الانقلابية أمام اجتماع الكتلة البرلمانية للحزب بالبرلمان التركي، أول من أمس، قائلة إن الحزب يرفض هذه المحاولة الفاشلة التي استهدفت الديمقراطية في البلاد، لكنه يرفض أيضا المناخ الذي مهد الأرضية لهذه المحاولة. وقالت: «إن الشعب التركي لا يستحق انقلابات عسكرية، كما لا يستحق أيضا أنظمة حكم تعادي الديمقراطية»، مؤكدة أن الشعب التركي سيواصل طريقه ضد كل من الانقلابيين ومن يسعون إلى تطبيق نظام حكم غير ديمقراطي في البلاد. وتابعت يوكسكداغ: «إن إحباط محاولة انقلابية لا يعني أن الديمقراطية فازت بعد، فقد شهدت تركيا 4 انقلابات عسكرية من قبل، ومع ذلك لم نشهد بنية ديمقراطية في هذا البلد حتى الآن».
تركيا تعاود قصف شمال العراق ومقتل 20 من «العمال الكردستاني»
الأكراد يرفضون محاولة الانقلاب والمناخ الذي قاد إليها
تركيا تعاود قصف شمال العراق ومقتل 20 من «العمال الكردستاني»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة