القوات العراقية تستعيد بلدة استراتيجية في الأنبار.. وهجوم جديد لـ«داعش» في الرطبة

ممثل ألمانيا في منظمة الأمم المتحدة يحذر من موجات نزوح متزايدة الفترة المقبلة

جندي عراقي على عربة مسلحة قرب قضاء مخمور أول من أمس في عملية عسكرية لاستعادة أجزاء من نينوى من "داعش" (أ.ف.ب)
جندي عراقي على عربة مسلحة قرب قضاء مخمور أول من أمس في عملية عسكرية لاستعادة أجزاء من نينوى من "داعش" (أ.ف.ب)
TT

القوات العراقية تستعيد بلدة استراتيجية في الأنبار.. وهجوم جديد لـ«داعش» في الرطبة

جندي عراقي على عربة مسلحة قرب قضاء مخمور أول من أمس في عملية عسكرية لاستعادة أجزاء من نينوى من "داعش" (أ.ف.ب)
جندي عراقي على عربة مسلحة قرب قضاء مخمور أول من أمس في عملية عسكرية لاستعادة أجزاء من نينوى من "داعش" (أ.ف.ب)

تمكنت القوات العراقية من السيطرة على بلدة استراتيجية، وتصدت لهجوم شنه تنظيم داعش قرب محافظة الأنبار أمس، حسب مصادر أمنية. وجاء في معلومات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش العراقي سيطر على بلدة الدولاب الاستراتيجية القريبة من حديثة، كما تصدت لهجوم التنظيم الإرهابي ضد مدينة الرطبة غرب بغداد.
وجاء في بيان لقيادة العمليات المشتركة أن عناصر من «الفرقة السابعة ولواء مغاوير الجزيرة وفوج 16 من شرطة الأنبار والحشد العشائري، حرروا منطقة الدولاب والقرى المحيطة بها بالكامل من عناصر (داعش)».
وأكد البيان أن «القوة رفعت العلم العراقي فوقها وأمنت الضفة الجنوبية لنهر الفرات من حديثة وإلى الرمادي بعد أن قتلت 69 إرهابيا». وتقع حديثة إلى الغرب من مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد).
وفي تصريحات له، قال قائد الفرقة السابعة بجيش العراق، اللواء الركن نومان عبد الزوبعي، إن عناصر القوات المسلحة تساندها قوات العشائر تمكنت من السيطرة على بلدة الدولاب واستعادتها بالكامل. وأضاف: «قوات من الجيش تمكنت بمساندة مقاتلي العشائر من تحرير كامل منطقة الدولاب (الواقعة إلى الغرب من هيت، 70 كلم غرب الرمادي) من تنظيم داعش وفرضت سيطرتها عليها»، مشيرا إلى أن «المنطقة كانت آخر معاقل (داعش)» قرب هيت.
وفي السياق نفسه، تمكنت الوحدات العراقية المتخصصة من إبطال مفعول سيارات مفخخة يقودها إرهابيون وعشرات العبوات الناسفة وتفكيك 500 عبوة زرعها مسلحو «داعش» في الطرق والمنازل والمقرات الحكومية.
وتمكنت القوات العراقية من استعادة السيطرة على قرى دويلية الشرقية وجنانية والكرية والعلية ومشكوكة والزراعة المحيطة بمنطقة الدولاب، وفقا للمصدر.
وحول ما يتعلق بالمواجهات المباشرة، فقد تصدت قوات الأمن العراقية لهجوم كبير شنه التنظيم المتطرف لاستهداف مدينة الرطبة، غرب الرمادي، وقتل خلاله ثلاثة من قوات الأمن.
وقال ضابط في الجيش إن عناصر «داعش» شنوا هجوما من أربعة محاور على مركز الرطبة.
وفي تصريحات له، قال العميد عزيز خلف الطرموز، المستشار الأمني لمحافظ الأنبار في تصريحات لوكالات الأنباء، إن «قوات الأمن ومقاتلي العشائر اشتبكوا مع عناصر (داعش)، وتمكنوا من إفشال الهجوم وقتل عدد من المسلحين بينهم انتحاريان يرتديان أحزمة ناسفة».
وأشار إلى أن «هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة وقع داخل مدينة الرطبة أدى إلى مقتل ثلاثة من منتسبي الشرطة وإصابة خمسة مدنيين بجروح».
وتقع الرطبة، التي تشهد معارك كر وفر، وسقوطها في يد «داعش»، ثم سيطرة القوات الأمنية عليها، منذ أشهر دون توقف. والرطبة سيطرت عليها جماعات إرهابية في يونيو (حزيران) 2014 غرب محافظة الأنبار قرب الطريق الرئيسي المؤدي إلى الأردن.
وتمكنت القوات العراقية بمساندة قوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش» من استعادة السيطرة على غالبية مناطق الأنبار، أكبر محافظات العراق مساحة والمحاذية للحدود العراقية - الأردنية والعراقية - السعودية.
وكان إرهابيو «داعش» بالغوا بعد سيطرتهم على الرطبة الحدودية قبل عامين، مهددين أنها البداية للهجوم على السعودية والأردن، وهو ما جاء مصحوبًا بهالة إعلامية دولية، قال مراقبون إن الوقت فقط كان كفيلاً بحسر ومحاصرة بروباغندا «داعش» الذي تساقطت مدنه، والذي سيطر عليها، التي يسميها التنظيم في أدبياته «الولايات».
وتشن القوات العراقية هجومًا عنيفًا هذه الأيام على مدينة الفلوجة ومحيطها، للقضاء على «داعش»، وسط قلق دولي من تزايد عمليات العنف الوحشية بحق المدنيين العزل، ورفع شعارات طائفية معادية واختطاف وقتل عدد من النازحين الذين لم يتورطوا بالقتال إلى جانب التنظيم المتطرف.
وحول ما يتعلق بالنازحين، قال ممثل ألمانيا في منظمة الأمم المتحدة بجنيف إن القلق الدولي فيما يتعلق بأزمة النزوح العراقية يتزايد، مشيرا إلى أن أكثر من مليوني عراقي يواجهون خطر النزوح، وأضاف: «الإجراءات الدولية ضد (داعش) أظهرت تأثيرا كبيرا على قدرات التنظيم»، مؤكدًا أن الطريقة الوحيدة لإضعاف قوة الإرهاب هي بكسب الحكومة العراقية مجددا ثقة المواطنين في المناطق المحررة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.