تركيا تبدد إمكانية التقارب مع القاهرة بعد عرقلة مصر بيان مجلس الأمن

مسؤول مصري لـ«الشرق الأوسط»: أنقرة لم تتعلم الدرس

عائلة عربية سائحة تنتظر في شارع «الاستقلال» بالقرب من ساحة «تقسيم» في إسطنبول أمس (إ.ب.أ)
عائلة عربية سائحة تنتظر في شارع «الاستقلال» بالقرب من ساحة «تقسيم» في إسطنبول أمس (إ.ب.أ)
TT

تركيا تبدد إمكانية التقارب مع القاهرة بعد عرقلة مصر بيان مجلس الأمن

عائلة عربية سائحة تنتظر في شارع «الاستقلال» بالقرب من ساحة «تقسيم» في إسطنبول أمس (إ.ب.أ)
عائلة عربية سائحة تنتظر في شارع «الاستقلال» بالقرب من ساحة «تقسيم» في إسطنبول أمس (إ.ب.أ)

بددت تركيا إمكانية تقارب سعت إليه مؤخرا مع القاهرة بعد أن وجهت انتقادا لاذعا لمصر على خلفية اعتراض مندوبها في مجلس الأمن على بند في مشروع قرار بخصوص محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا. وقال مسؤول مصري لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «الأتراك لم يتعلموا شيئا.. فما حدث يثبت أنه ما من أحد يستطيع أن يقف في وجه الإرادة الشعبية.. والشعب المصري أظهر إرادته في 30 يونيو».
وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلغيج اعتراض مصر على بند في مشروع قرار لمجلس الأمن يصف الحكومة التركية بأنها «منتخبة ديمقراطيا»، وقال إن هذا الرفض أمر «ذو مغزى».
وصبيحة يوم الانقلاب الفاشل في تركيا، الجمعة الماضي، جرى لقاء نادر بين مسؤولين أتراك ومصريين في مسعى لرأب الصدع وبناء الثقة بين البلدين، لكن تلك الجهود تبددت على ما يبدو خلال اليومين الماضيين.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية التركية، في تصريح أوردته وكالة الأناضول التركية أنه «من الطبيعي بالنسبة لأولئك الذين وصلوا إلى السلطة من خلال انقلاب الامتناع عن اتخاذ موقف ضد محاولة الانقلاب التي تستهدف الحكومة ورئيسنا، الذي تولى السلطة من خلال انتخابات ديمقراطية»، على حد قوله.
وعرقل اعتراض مصر على بند يطالب بـ«احترام الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في تركيا» في مشروع بيان لمجلس الأمن لإدانة أعمال العنف التي وقعت في تركيا، وعللت مصر رفضها للبند قائلة إنه لا يحق لمجلس الأمن وصف أي حكومة بأنها منتخبة ديمقراطيا.
وقال مسؤول مصري إن «القاهرة لم تعد تلقي بالا للتصريحات الصادرة من أنقرة.. كان عليهم أن يتعلموا الدرس مما جرى.. فما حدث يثبت أنه ما من أحد يستطيع أن يقف في وجه الإرادة الشعبية.. والشعب المصري أظهر إرادته في 30 يونيو».
وتوترت العلاقات بين مصر وتركيا منذ عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، على خلفية مظاهرات شعبية حاشدة، وهو الأمر الذي وصفته تركيا بـ«الانقلاب على الشرعية»، ما أدى إلى تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.
ودأب المسؤولون الأتراك على انتقاد مصر خلال العامين الماضيين، لكن الحكومة التركية الجديدة برئاسة بن علي يلدريم سعت على ما يبدو لتحسين العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة.
وقال هيثم سعد الدين، المتحدث باسم وزارة العمل المصرية، لـ«الشرق الأوسط» أمس إن وزير العمل والضمان الاجتماعي التركي سليمان صويلو التقى نظيره المصري محمد سعفان على هامش الاجتماع الوزاري للعمل والتوظيف لدول مجموعة العشرين الذي عقد في العاصمة الصينية بكين.
وأكد سعد الدين أن اللقاء بين الوزيرين في بكين جاء بناء على طلب من الوزير التركي الذي أبدى رغبة بلاده في «استعادة العلاقات بين القاهرة وأنقرة لمواجهة التحديات الموجودة في المنطقة، مؤكدا أن البلدين بلدا الحضارات وضرورة أن تعود العلاقات قوية كما كانت».
وأشار المتحدث باسم وزارة العمل المصرية إلى أن الوزير سعفان أبدى «للوزير التركي ترحيبه بالاستثمارات التركية في مصر واستعداد وزارة القوى العاملة المصرية لتوفير العمالة اللازمة لهذه المشروعات».
ويعد اللقاء أولى الخطوات الجادة التي تبديها أنقرة لتحسين علاقتها بالقاهرة، قبل أن تخيم مجددا أجواء عدم الثقة بين البلدين على خلفية الموقف من الانقلاب الفاشل في تركيا.
وقالت مصر إنه لا يوجد لديها اعتراض على مجمل بيان مجلس الأمن ولكنها طرحت تعديلا طفيفا في إحدى الصياغات. ويتطلب إصدار بيان من المجلس موافقة جميع ممثلي الدول الأعضاء به والبالغ عددهم 15 عضوا. ومصر العضو العربي الوحيد حاليا به.
وتستضيف تركيا قادة في جماعة الإخوان المسلمين، من بينهم قيادات صدرت بحقهم أحكام قضائية، كما قدمت السلطات التركية تسهيلات لأنصار الجماعة من بينها إلحاق الطلاب المفصولين من الجامعة المصرية بالجامعات التركية.
ورغم التوتر البادي في العلاقات بين البلدين على خلفية التصريح التركي، رجح مصطفى زهران الباحث في الشؤون التركية أن تواصل أنقرة سعيها لرأب الصدع في العلاقة مع القاهرة.
وقال زهران لـ«الشرق الأوسط» إن «تركيا ستواصل سعيها لتحسين العلاقات مع مصر.. هناك إرادة سياسية تركية تجلت مؤخرا وعززها شعور القيادة التركية بأن الغرب والولايات المتحدة لم يكونوا واضحين كفاية في إدانة ما جرى.. قابله موقف عربي واضح في إدانته لتمرد الجيش».
وأضاف زهران: «رغم المعالجة الإعلامية المصرية البائسة للانقلاب الفاشل يبدو أن تركيا ترغب في مد جسر من التعاون مع مصر وما جرى لن يعرقل هذه الرغبة».
وقتل نحو 295 شخصا وأصيب المئات مساء الجمعة الماضي، فيما ألقي القبض على الآلاف من الجيش ورجال القضاء في تركيا منذ ذلك الحين بعد محاولة انقلاب قام بها عناصر من الجيش، لكنها فشلت بعد أن لبت الجماهير دعوة الرئيس التركي للنزول إلى الشوارع للتعبير عن تأييدهم له.



أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

قال 4 أشخاص مطلعين، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً بعد اجتماع كارثي في ​​المكتب البيضاوي، يوم الجمعة، الذي تم فيه طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المبنى.

وقال 3 من المصادر إن ترمب أبلغ مستشاريه بأنه يريد الإعلان عن الاتفاق في خطابه أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، محذرين من أن الصفقة لم يتم توقيعها بعد، وأن الوضع قد يتغير.

تم تعليق الصفقة يوم الجمعة، بعد اجتماع مثير للجدل في المكتب البيضاوي بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن رحيل الزعيم الأوكراني السريع من البيت الأبيض. وكان زيلينسكي قد سافر إلى واشنطن لتوقيع الصفقة.

في ذلك الاجتماع، وبّخ ترمب ونائب الرئيس جي دي فانس زيلينسكي، وقالا له إن عليه أن يشكر الولايات المتحدة على دعمها بدلاً من طلب مساعدات إضافية أمام وسائل الإعلام الأميركية.

وقال ترمب: «أنت تغامر بنشوب حرب عالمية ثالثة».

وتحدث مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين في كييف بشأن توقيع صفقة المعادن على الرغم من الخلاف الذي حدث يوم الجمعة، وحثوا مستشاري زيلينسكي على إقناع الرئيس الأوكراني بالاعتذار علناً لترمب، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.

يوم الثلاثاء، نشر زيلينسكي، على موقع «إكس»، أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع الصفقة، ووصف اجتماع المكتب البيضاوي بأنه «مؤسف».

وقال زيلينسكي، في منشوره: «اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض، يوم الجمعة، لم يسر بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم».

ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة قد تغيرت. ولم يتضمن الاتفاق، الذي كان من المقرر توقيعه الأسبوع الماضي، أي ضمانات أمنية صريحة لأوكرانيا، لكنه أعطى الولايات المتحدة حقّ الوصول إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا. كما نصّ الاتفاق على مساهمة الحكومة الأوكرانية بنسبة 50 في المائة من تحويل أي موارد طبيعية مملوكة للدولة إلى صندوق استثماري لإعادة الإعمار تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا.

يوم الاثنين، أشار ترمب إلى أن إدارته لا تزال منفتحة على توقيع الاتفاق، وقال للصحافيين إن أوكرانيا «يجب أن تكون أكثر امتناناً».

وأضاف: «وقف هذا البلد (الولايات المتحدة) إلى جانبهم في السراء والضراء... قدمنا لهم أكثر بكثير مما قدمته أوروبا لهم، وكان يجب على أوروبا أن تقدم لهم أكثر مما قدمنا».