«حماس» تقرر اليوم شكل مشاركتها في الانتخابات المقبلة

ترى فيها بروفة لانتخابات أوسع وأهم.. لكنها تحتاج إلى أجوبة عن أسئلة محددة

«حماس» تقرر اليوم شكل مشاركتها في الانتخابات المقبلة
TT

«حماس» تقرر اليوم شكل مشاركتها في الانتخابات المقبلة

«حماس» تقرر اليوم شكل مشاركتها في الانتخابات المقبلة

قالت مصادر في حركة حماس لـ«الشرق الأوسط» إن مشاركة الحركة من عدمه في الانتخابات المحلية المقررة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، سيتحدد بعد لقاء الحركة مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، الذي يفترض أن يصل إلى قطاع غزة اليوم.
وأكدت المصادر ذاتها أن الحركة بحاجة إلى إجابات حول أسئلة محددة حول الانتخابات، تتعلق بحرية الحركة في إجراء دعاية انتخابية وضمان سلامة عناصرها أثناء وبعد الانتخابات، وحجم لجان الرقابة والمشاركة فيها، وتحديد الجهة القضائية المسؤولة عن الطعون في الضفة وقطاع غزة كذلك، والتوافق حولهم وحول أي قرارات تتخذ، ومصير البلديات التي يمكن أن تفوز بها «حماس» من ناحية الاعتراف بها ودعمها، وتسهيل مهماتها في الضفة أو غزة، إضافة إلى التعهد بعدم المس بالمنتخبين من «حماس»، سواء بالإقالة أو الاعتقال كما جرى في سنوات سابقة.
وبحسب المصادر فإن «هذه القضايا ستكون على طاولة الحوار مع لجنة الانتخابات المركزية ومن ثم سنرى»، موضحة أن «بعض الإجابات تحتاج إلى تعهد من الحكومة الفلسطينية كذلك».
وكانت حركة حماس قد أكدت ضرورة إجراء الانتخابات المحلية في الضفة والقطاع وأهميتها، من دون أن تقول إنها ستشارك بها أو لا. وثمة من سرب أن الحركة قد تلجأ إلى دعم قوائم وطنية وإسلامية، وليست بالضرورة مشكلة من حماس.
وقالت حماس في بيان إنها ستعمل على «إنجاح الانتخابات وتسهيل إجرائها بما يخدم مصلحة شعبنا وقضيتنا، وعلى أساس توفير ضمانات النزاهة وتكافؤ الفرص لهذه الانتخابات واحترام نتائجها»، وأضافت موضحة أن الانتخابات مهمة لتجديد الهيئات المحلية «استنادا إلى الإرادة الشعبية الحرة عبر صناديق الاقتراع، بما يؤدي إلى تطوير الخدمات المقدمة لشعبنا الفلسطيني وتحسينها».
ونبهت الحركة إلى أهمية العملية الديمقراطية الفلسطينية من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني، وأضافت أن هذه الخطوة تأتي انطلاقا من حرص «حماس» على ترتيب البيت الفلسطيني وترسيخ مبدأ الشراكة وتحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة التي يجتازها شعبنا وقضيتنا الوطنية.
وفورا، رحبت لجنة الانتخابات المركزية التي ستتولى الإشراف على الانتخابات المحلية ببيان حركة حماس، وقالت اللجنة في بيان صحافي إن رئيس اللجنة حنا ناصر ووفدا من اللجنة توجها إلى القطاع صباح اليوم للقاء الفصائل والأحزاب السياسية ولإطلاعهم على خطط اللجنة لتنفيذ الانتخابات المحلية بالتزامن بين الضفة والقطاع.
وإذا سمحت «حماس» للانتخابات فعلا في غزة فستكون هذه المرة الأولى التي تجري فيها انتخابات في القطاع منذ سيطرت «حماس» عليه في 2007. وأول مشاركة للحركة في الضفة كذلك.
وأجريت الانتخابات في الضفة في 2012 لكن من دون مشاركة حماس، التي اشترطت آنذاك التوصل إلى اتفاق مصالحة قبل إجراء الانتخابات المحلية، وقالت إن الانتخابات المحلية هي ثمرة للمصالحة وليس العكس.
وكانت آخر انتخابات أجريت بشكل مشترك بين الضفة وغزة، في العامين 2004 و2005 على 3 مراحل، ثم أعلنت السلطة أنها تريد إجراء الانتخابات 3 مرات في الأعوام 2010 و2011 من دون أن تجريها فعلا على أمل تحقيق المصالحة، قبل أن تقوم بإجراءئها فعلا في 2012 في الضفة من دون غزة حيث منعتها حركة حماس.
والشهر الماضي أعلنت السلطة أنها ستجري الانتخابات في الضفة وغزة والقدس في أكتوبر المقبل، وتأخر رد «حماس» حتى الجمعة الماضية.
وقالت مصادر مطلعة إن حماس تريد إجراء بروفة عبر الانتخابات المحلية تقيس فيها شعبيتها والأداء، وتختبر المشكلات في الضفة وغزة وردة فعل السلطة وإسرائيل والعالم.
وأقر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، بأن الانتخابات البلدية في الضفة والقطاع والقدس تعكس الإرادة الشعبية وتعزز الشراكة الوطنية، داعيا للعمل جميعًا على توفير ضمانات النزاهة وتكافؤ الفرص للانتخابات المحلية، ثم احترام نتائجها.
وكانت حركة فتح طالبت من حكومة التوافق الفلسطينية، بصفتها مسؤولة عن الضفة الغربية وقطاع غزة، بإجراء انتخابات مجالس الهيئات المحلية (البلديات) في القطاع كذلك، وألا تقتصر على الضفة الغربية فقط كما حدث في الانتخابات الأخيرة.
وترى فتح أن مشاركة حماس في الانتخابات يشعل التنافس ويحافظ على الخيار الديمقراطي، ويكشف عن توجهات حقيقية لدى الناخب.
وسيسمح إجراء الانتخابات في الضفة وغزة إذا ما تمت، بالاتفاق على إجراء الانتخابات الأكثر أهمية، وهي انتخابات المجلس التشريعي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».