تمكنت القوات العراقية من التقدم صوب المحور الشرقي (محور الحضر) باتجاه الموصل، بعد سيطرتها على قاعدة القيارة، وشرعت في البدء في تحرير القرى التابعة لناحية القيارة، وهو ما يؤدي إلى التقاء القوات مع رصيفاتها على ضفتي نهر دجلة، بعدما كانت الأخرى تتقدم من المحور الجنوبي، وهو محور الحضر. ويجد التنظيم الإرهابي «داعش» نفسه لأول مرة، أمام حالة تمرد داخلي من أبناء الموصل.
واستنادا لما أفاد به «الشرق الأوسط» وزير الزراعة العراقي فلاح الزيدان الذي يقود أحد فصائل الحشد الوطني من أبناء الموصل، فإن «فصائل الحشد العشائري من أبناء الموصل رفعوا العلم العراقي فوق القرى المحررة جنوب المدينة»، مشيرا إلى أن «ذلك تم بعد قتال شرس تمكنا خلاله من طرد عناصر تنظيم داعش الذين بدأوا يفقدون القدرة على مواصلة القتال بعد شعورهم بالهزيمة جراء رفض الناس لهم ولممارساتهم طوال السنتين الماضيتين». وبشأن المدة التي يمكن أن تستغرقها معركة الموصل، قال الزيدان: «من الصعب تحديد سقف زمني لها لكن من خلال مجريات القتال الذي نقوم به وسرعة تحرير القرى التي تشكل مقربات للموصل فإننا نتقدم بشكل أسرع مما كنا توقعناه».
مشيدا في الوقت نفسه بـ«الضربات الجوية الفاعلة لطيران التحالف الدولي، لا سيما الطيران الأميركي الذي بات يلعب دورا محوريا في معركة تحرير الموصل». من جهته، أكد محافظ نوفل حمادي تمرد أهالي الموصل على أوامر قيادات «داعش». وقال حمادي إن «العلم العراقي رُفع بمناطق متفرقة من الموصل إثر ضعف وانكسار عصابات (داعش) الإرهابية». وأضاف أن «أهالي المدينة وشبابها أخذوا يتمردون على أوامر (داعش)، وعدم الامتثال له، حيث إنه منع السجائر وارتداء البنطال، إلا أن الأهالي بدأوا بمخالفة تلك الأوامر بشكل علني».
وأشار إلى أن «تطهير قاعدة القيارة يعد نقطة تحول في مسار المعركة حيث ترتب على ذلك انهيار كبير بين صفوف (داعش)».
وفي سياق استمرار المعارك الجارية هناك فقد تمكنت كتيبة تجسير المقر العام التابعة للهندسة العسكرية من نصب جسر بسرعة كبيرة بين القيارة ومخمور خلال العمليات العسكرية لتحرير مدينة الموصل.
وقال بيان لخلية الإعلام الحربي: «تمكنت كتيبة تجسير المقر العام من رجال الهندسة العسكرية من نصب الجسر على نهر دجلة بين القيارة ومخمور بين ضفتي قرية الحاج علي شرقا وقرية أجحلة غربا».
وعدت الخلية نصب الجسر «إنجازا عالميا كبيرا وذلك لنصب جسر بهذه السرعة أثناء العمليات العسكرية». من جهته، أكد الناشط المدني من أهالي الموصل، موفق العبيدي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «تنظيم داعش بات يزرع الآن ما حصده لدى أبناء الموصل طوال السنتين الماضيتين الذين يعرفون بأنهم مجتمع مدني، لا سيما على صعيد التوبة وموالاته وحضور كل الأنشطة المدنية والتضييق على الحريات وغيرها من الممارسات التي وصلت حد منع التدخين وارتداء بعض أنواع البناطيل مما ولد انتفاضة جماهيرية كاسحة باتت تعتمل داخل الموصل»، مشيرا إلى أن «عناصر تنظيم داعش باتوا يدركون ذلك جيدا حيث بدأنا نلمس كثيرا من البوادر بهذا الاتجاه، مثل القيام بعمليات بطولية داخل المدينة وكتابة لافتات على الجدران تندد بممارسات تنظيم داعش».
وبشأن مستقبل مدينة الموصل التي كانت رفضت الجيش العراقي خلال السنوات الماضية وترفض سلوك «داعش» اليوم، قال العبيدي إن «أهالي الموصل مدنيون ويرفضون أي سلوك يقوم على الانتقام والطائفية والتعصب»، مشيرا إلى أن «أهالي الموصل لم يرفضوا الجيش العراقي لأنهم أصلا يحبون المؤسسة العسكرية بدليل أنهم يرحبون اليوم بدخول الجيش العراقي ولكنهم كانوا يرفضون سلوكيات خاطئة كان وراءها أهداف وأجندات خاصة لبعض قيادات تلك المرحلة».
من جانب آخر، أعلنت قيادة عمليات صلاح الدين، أن «والي الشرقاط» في تنظيم (داعش) واثنين من مساعديه قتلوا بقصف للتحالف الدولي. وقال مصدر في قيادة العمليات، في تصريح صحافي، إن «طيران التحالف تمكن من استهداف عجلة لتنظيم (داعش) قرب قرية المرير، شمال قضاء الشرقاط، مما أسفر عن مقتل ما يسمى والي الشرقاط في تنظيم داعش (موفق حويجة)، واثنين من مساعديه». وأضاف المصدر أن «القصف تم وفق معلومات استخبارية أفادت بوجود 12 عجلة للتنظيم تتجول في القضاء».
«داعش» يواجه انتفاضة داخلية وتمردًا في الموصل
القوات العراقية تتكاتف على ضفتي نهر دجلة
«داعش» يواجه انتفاضة داخلية وتمردًا في الموصل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة