رحيل رائد المسرح اللبناني.. تلميذ ستانسلافسكي وكريغ

منير أبو دبس عاش بين فرنسا والفريكة باحثًا عن الحداثة

منير أبو دبس
منير أبو دبس
TT

رحيل رائد المسرح اللبناني.. تلميذ ستانسلافسكي وكريغ

منير أبو دبس
منير أبو دبس

عن عمر يناهز 84 عامًا، رحل صباح أمس المسرحي اللبناني المؤسس منير أبو دبس. ويعتبر الرجل أول مسرحي لبناني حمل رؤية متكاملة عصرية لوضع أعماله على الخشبة في بلاد الأرز. وبالتالي فهو رائد حركة الستينات من القرن الماضي التي شهدت ولادة المسرح بمعناه الحديث.
ولد في الفريكة عام 1932. أحب الرسم، وذهب ليتخصص فيه في فرنسا، لكنه عاد مسرحيًا. درس في «المدرسة الوطنية للفنون الجميلة»، والتحق بمدرسة روجيه غايار للمسرح، وتعلم الموسيقى في «الكونسرفتوار»، وكذلك درس الأدب الكلاسيكي في «جامعة السوربون»، وانضم إلى فرقة مسرحية فيها، قام معها بجولات عدة، ومن ثم بدأ العمل بأدوار صغيرة في مدينة النور. حين تعرف إلى ستانسلافسكي تأثر به كما كثير من المسرحيين العرب، وكذلك كان لمعرفته بغوردون كريغ ما سيطبع مساره المسرحي، ليكون تلميذًا نجيبًا لهذين الكبيرين، سواء في طريقته في إعداد الممثل أو في فهمه لعالم الخشبة ككل، وهو ما سيبقى واضحًا في مساره الفني.
تمكن منير أبو دبس في نظرته المسرحية من أن يكون شموليًا في ربطه بين النص والسينوغرافيا وصقل أداء الممثل. كان أول مسرحي عربي يربط بين العمل المسرحي وتأسيس مدرسة، واتفق مع لجنة مهرجانات بعلبك الدولية على تأسيس مدرسة تكون نواة تقدم أعمالا أمام الجمهور. تعمقه في دراسة الحركات والمدارس المسرحية في أوروبا، خلال إقامته الطويلة هناك، هو ما مكنه من أن تبصر فكرته النور وتقطف ثمارها. على الأثر افتتح «معهد التمثيل الحديث» الذي أداره أبو دبس بنفسه، وذلك عام 1960. قدمت الفرقة «ماكبث»، و«الذباب»، و«الإزميل»، و«الملك يموت»، و«ملوك طيبة»، و«فاوست»، ومسرحيات أخرى، جالت في لبنان وخارجه. شراكته الفنية كانت مع ممثلين سيصبحون من كبار الأسماء مثل أنطوان كرباج، ورفعت طربيه، وأدهم الدمشقي، كما عمل مع الكبيرين أنطوان ولطيفة ملتقى، ومارك خريش.
عام 1970 أسس مسرحه الاختباري في بيروت، ومنذ عام 1977 كانت له ولعدة سنوات محترفات لتدريب الممثلين في باريس، بالتعاون مع اليونيسكو ووزارة الثقافة الفرنسية.
عام 1997 وكانت الحرب الأهلية قد وضعت أوزارها، عاد أبو دبس الذي لا يزال يحن لبلدته إلى لبنان، حيث أسس «مهرجان الفريكة» ومحترفه الذي سيبقى ناشطًا حتى عام 2013، وقدّم من المسرحيات «ساعة الذئب» و«دائرة سليمان».
ألف مسرحيات باللغتين العربية والفرنسية، ومن أعماله التي وضعت على الخشبة «وجه عشتار»، و«جبران»، و«العرس»، و«التمثال والحلم»، و«في ظلال الينابيع».
عاش متنقلا بين لبنان وفرنسا، ليسلم الروح بعيدًا عن بلاده وفي المكان الذي كان له ملجأ طوال فترة الحروب التي حاول أن يتفاداها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.