شبهات حول امتلاك «داعش» أسلحة دفاع جوي بعد إسقاطه 5 طائرات

خبير: تقارير تثبت امتلاكه صواريخ تطلق من على الكتف.. ولم يوثق استخدامها بعد

صورتان تبينان مخلفات طائرة جرى إسقاطها بالقرب من دير الزور من طرف «داعش» (رويترز)
صورتان تبينان مخلفات طائرة جرى إسقاطها بالقرب من دير الزور من طرف «داعش» (رويترز)
TT

شبهات حول امتلاك «داعش» أسلحة دفاع جوي بعد إسقاطه 5 طائرات

صورتان تبينان مخلفات طائرة جرى إسقاطها بالقرب من دير الزور من طرف «داعش» (رويترز)
صورتان تبينان مخلفات طائرة جرى إسقاطها بالقرب من دير الزور من طرف «داعش» (رويترز)

ضاعف إسقاط تنظيم «داعش» طائرة عائدة للنظام السوري في محافظة دير الزور بشرق سوريا، أمس، الشكوك حول امتلاك التنظيم أسلحة مضادة للطائرات، نظرًا لأن الطائرة هي الخامسة التي يسقطها التنظيم في مناطق سيطرته في سوريا خلال 3 أشهر، في حين كشف باحث سياسي لبناني عن اطلاعه على تقارير تفيد بأن التنظيم «يمتلك صواريخ حرارية مضادة للطائرات تطلق من على الكتف، لكن لم يستخدمها بعد».
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» ذكر أمس أن «داعش» استهدف طائرة حربية خلال تحليقها في سماء منطقة جبل الثردة المطل على مدينة دير الزور، وقصفها لمناطق في الجبل القريب من مطار دير الزور العسكري. وتابع أن الطائرة الحربية سقطت فوق جبال الثردة قرب مطار دير الزور العسكري، وتحطمت وقتل قائدها، كما قام التنظيم المتطرف بـ«صلب» جثة الطيار في حي الكنامات بمدينة دير الزور. وتعد هذه الطائرة، الخامسة التي أسقطها تنظيم داعش في مناطق سيطرته خلال الأسابيع الأخيرة في شرق سوريا، وتُضاف إلى طائرة رابعة من دون طيار (درون) أسقطها فوق مطار الطبقة العسكري.
رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري قال لـ«الشرق الأوسط» شارحًا إن التنظيم المتطرف أسقط خمس طائرات منذ 22 أبريل (نيسان) الماضي، وإن تلك الطائرات هي: طائرة من دون طيار أميركية الصنع أسقطت فوق مطار الطبقة العسكري، ومقاتلة حربية سورية في 22 أبريل الماضي أسقطت فوق منطقة بئر القصب في البادية السورية شرق دمشق، وأخرى في المكان ذاته في 2 يوليو (تموز) الحالي، إضافة إلى هليكوبتر حربية روسية أسقطها التنظيم يوم 8 يوليو الحالي في ريف حمص الشرقي، وأخيرًا المقاتلة التي سقطت في دير الزور أمس. وتابع عبد الرحمن أن تلك الحوادث «تضاعف الشكوك حول امتلاك التنظيم صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف».
المعلومة نفسها، أكدها الدكتور هشام جابر، رئيس «مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية» في بيروت، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنه اطلع على تقارير سرية «تؤكد امتلاك التنظيم صواريخ حرارية تطلق من على الكتف ويُرجح أنها من نوع (ستينغر) ونوع (سام 6)»، لكن «لا أحد يستطيع تأكيد المعلومة أو نفيها حتى الآن». وأردف جابر أنه «لم يوثق استخدام التنظيم لها في سوريا بعد»، وأن تلك الصواريخ «حصل عليها التنظيم من أسواق متعددة، ومن مزودين داعمين له، ويسهل إخفائها بسبب صغر حجمها»، نافيًا في الوقت نفسه أن يكون التنظيم يمتلك منصات صواريخ مضادة للطائرات بعيدة المدى.
النفي القاطع بأن يكون التنظيم قد استخدم تلك الصواريخ بعد، يقود بشكل مؤكد إلى أن التنظيم يمتلك منظومة دفاع جوي ساعدته على إسقاط الطائرات. وحسب الدكتور جابر، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني، فإنه «بات عندي أخبار مؤكدة بأن التنظيم المتطرف يمتلك مدافع مضادة للطائرات وليس صواريخ، ساعدته على إسقاط الطائرات، بينها المدفع (130 مللم)، ومدافع مضادة للطائرات أخرى مثل مدفع (57 مللم)، و(23 مللم)، و(14.5)، وهي تصدر طلقات وليس صواريخ، ويُرجح أن يكون التنظيم حصل عليها من مواقع سيطر عليها في سوريا والعراق، مثل مطار الطبقة العسكري الذي تضمن منظومات مشابهة، وقواعد عسكرية عائدة للجيش العراقي في الرمادي والموصل العراقيتين».
وتابع جابر أن الطائرات السورية التي تشارك في الأعمال العسكرية «طائرات قديمة الطراز ويمكن إسقاطها بأسلحة بدائية»، مرجحًا أن الطائرات الخمس التي سقطت «كانت تحلق على ارتفاع منخفض، خصوصًا أن النظام السوري لا يزال يستخدم طائرات من أجيال قديمة، مثل (ميغ21) وما سبقها، وهي ليست طائرات متطورة، وتحتاج لأن تنخفض أثناء قصف أهدافها، مما يجعل إمكانية إسقاطها متاحة بالمدافع الرشاشة المضادة للطائرات». ثم أشار إلى أن الهليكوبتر الروسية «يمكن إسقاطها بواسطة أسلحة أرضية بسبب تحليقها المنخفض إلى الأرض، أو بصاروخ (تاو)، كما أعلن الروس، إذا كانت المسافة لا تتعدى الـ1500 متر». وينطبق الأمر، كما يقول، على «الدرون»، «التي يمكن أن تنخفض أكثر، فيسهل إسقاطها بالرشاشات إذا حلقت على ارتفاعات منخفضة تقل عن ألف متر».
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الروسي نفذ منذ الثلاثاء الماضي أكثر من 50 ضربة جوية على مواقع لتنظيم «داعش» قرب مدينة تدمر الأثرية بوسط سوريا. ونفذت الغارات بعد مقتل طيارين روسيين الجمعة الماضي قرب تدمر إثر إسقاط هليكوبتر سورية كانا يستقلانها. ولم توضح موسكو لماذا كان طياراها يقودان هليكوبتر سورية. وجاء في بيان نشرته وزارة الدفاع في صفحتها على موقع «فيسبوك» أن «الطيران الروسي كثف ضرباته على أهداف للوحدات المسلحة التابعة لمنظمات إرهابية دولية قرب مدينة تدمر». وتابع البيان: «منذ 12 يوليو، نفذت طائرات القوات الجوية الروسية أكثر من 50 ضربة على عناصر وتجهيزات لتنظيم داعش في هذه المنطقة». كذلك جاء في البيان أن 6 قاذفات من طراز «توبوليف22 إم3» أقلعت من قاعدة جوية في روسيا صباح الخميس ونفذت غارات شرق تدمر، في منطقتي آراك (35 كلم إلى الشرق من تدمر) والسخنة (70 كلم شمال شرقي تدمر)، كما استهدفت محطة لضخ النفط في منطقة حمص (وسط). وقالت الوزارة إن الغارات أدت إلى تدمير «مركز قيادي، وقاعدة لمقاتلي تنظيم داعش، ومنشأتين نفطيتين، وعدد كبير من العناصر والتجهيزات العسكرية للعدو».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.