منظمات وجمعيات مدنية: الانقلابيون يجندون 4 آلاف طفل لزجهم في معركة تعز

إحباط تهريب صواريخ كانت تستهدف مطار عدن

منظمات وجمعيات مدنية: الانقلابيون يجندون 4 آلاف طفل لزجهم في معركة تعز
TT

منظمات وجمعيات مدنية: الانقلابيون يجندون 4 آلاف طفل لزجهم في معركة تعز

منظمات وجمعيات مدنية: الانقلابيون يجندون 4 آلاف طفل لزجهم في معركة تعز

قالت ‏منظمات وجمعيات غير حكومية إن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح زجت بالأطفال دون سن الثامنة عشرة لتشارك في حربها على محافظة تعز.
وذكرت منظمة تعنى برعاية الطفل والمطالبة والدفاع عن حقوقه، أن «الحوثي زج بقرابة 4 آلاف طفل دون سن الثامنة عشرة في حربه على تعز، وخلال عام ونصف من الحرب على تعز قتل الحوثيون قرابة 530 طفلا من أطفال تعز، وإصابة أكثر من 1480 طفلا في تعز وحدها فقط».
ميدانيا، كبدت قوات الشرعية في محافظة تعز، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وبمساندة طيران التحالف التي تقودها السعودية، ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد.
وشهدت جبهات القتال في تعز الشرقية والشمالية والغربية مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، وميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح، من جهة أخرى.
واشتدت المواجهات في منطقة عصيفرة ووادي الزنوج ومحيط معسكر الدفاع الجوي، شمال المدينة، إضافة إلى جبهات شهدته ثعبات والجحملية، شرقا، والضباب ومحيط السجن المركزي واللواء 35 مدرع، غرب المدينة.
ورافق المواجهات القصف العنيف من قبل ميليشيات الحوثي والموالين لهم من قوات المخلوع صالح، بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها صواريخ الكاتيوشا ومضادات الطيران على عدد من الأحياء السكنية في مدينة تعز وقرى وأرياف المحافظة ومنطقة ظبي الأعبوس في جبهة حيفان، جنوب تعز، ما تسببت في خسائر مادية وبشرية لدى الأهالي.
كما قصفت الميليشيات الانقلابية مستشفى وحي الثورة في مدينة تعز بقذائف الهاون، وذلك بحسب شهود محليين لـ«الشرق الأوسط».
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري بمحافظة تعز، العقيد الركن منصور الحساني، إن «طيران التحالف شن خلال الثمانية والأربعين ساعة الماضية أكثر من أربعين غارة على مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مناطق كهبوب والجبال التي تقع شرق معسكر العمري في ذباب، ما كبدهم الخسائر الكبيرة في العتاد والأرواح، حيث دمرت الغارات عددا من الآليات العسكرية والدبابات والمدفعية والعربات، إضافة إلى استهداف تجمعات للقوات البشرية للميليشيات الانقلابية، وإيقاع عشرات القتلى والجرحى وخسائر كبيرة وفادحة».
وأضاف الحساني لـ«الشرق الأوسط» أن «رجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، قاموا بعملية التفاف ناجحة على قوات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في كهبوب، وتمكنوا من قطع خطوط الإمداد القادمة من ذباب ومعسكر العمري إلى كهبوب، وأصبحت الميليشيات الانقلابية في كهبوب محاصرة وعلى وشك الاستسلام للجيش الوطني والمقاومة الشعبية».
ومن جهته، قال وزير حقوق الإنسان، عز الدين الأصبحي، إن «مدينة تعز تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة خلال الأسبوع الماضي، واستهدف مناطق الشماسي، الكمب، الدائرة، حوث، الإشراف، الأسواق الشعبية، وإن القصف الإجرامي أدى إلى مقتل عشرة مدنيين على الأقل معظمهم من الأطفال وجرح ثلاثين وتدمير عشرات المساكن والمحلات التجارية، كما استهدف المدنيين بالقنص المباشر في منطقة الحوبان».
وذكر الوزير، في رسالة بعثها سلمت رسميا عبر البعثة الدائمة اليمنية لدى مكتب الأمم المتحدة إلى المفوض السامي لحقوقي الإنسان، زيد رعد الحسين، تضمنت مستجدات الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية التي استهدفت المدنيين والأطفال في محافظتي تعز ومأرب، بحسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن «الميليشيات ارتكبت جرائم حرب بعد إعدامها أسيرين من المقاومة الشعبية يوم السادس من الشهر الحالي وهما: عمار حسان عبد الله جسان الحميري، ونادر أحمد غالب سعيد الحميري، من منطقة حمير في مديرية مقبنة محافظة تعز، بعد أن أسروهما أثناء المعارك»، مشددا على أن هذه جريمة حرب واضحة تحتاج إلى وقفة دولية جادة وسريعة.
وتواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز صمودها والتصدي لهجمات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية المستمرة في محاولتها السيطرة على معسكر اللواء 35 مدرع، رغم الحشد والدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة من عناصر مسلحة وآليات عسكرية كبيرة.
وتمكنت مدفعية الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من استهداف تجمعات للميليشيات الانقلابية في مبان يتمركزون بها في منطقة حسنات، شرق المدينة، وفيها قناصة الميليشيات التي تستهدف المواطنين العُزل، وسقط من الميليشيات قتلى وجرحى.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح الحشد والدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة من عناصر مسلحة وآليات عسكرية كبيرة إلى مواقع تمركزها المحيطة بالمدينة خصوصا محيط اللواء 35 مدرع وإلى شرق مديرية صبر وشوارع الستين والخميس، شمال المدينة.
إلى ذلك، ضبطت وحدة أمنية تابعة لإدارة أمن عدن أمس الخميس ثلاثة صواريخ من نوع غراد في منطقة المحافر الواقعة بين محافظتي عدن ولحج شمال عدن، كانت معدة للإطلاق باتجاه مطار عدن الدولي ومعسكر قيادة قوات التحالف العربي.
وقال الناطق باسم شرطة عدن، عبد الرحمن النقيب، لـ«الشرق الأوسط» إن وحدة خاصة تابعة لإدارة أمن عدن تمكنت من العثور على الصواريخ المجهزة للإطلاق وكذا ثلاثة من العناصر المتورطة عقب تلقيها معلومات بهذا الشأن.
وكشف النقيب أن ضبط ثلاثة مسلحين بينما كانوا يتولون حراسة منصات الصواريخ، في حين جرى التحفظ أيضا في الموقع على جرار حفر «شيول» يقوم بتجهيز وإعداد مرابض منصات إطلاق الصواريخ الثلاثة.
وأضاف أن العملية تمت بإشراف مباشر من قبل مدير أمن عدن اللواء شلال شائع، منوها بهذا السياق إلى أن مجاميع إرهابية تنشط في مناطق زراعية وصحراوية واقعة بين محافظتي لحج وعدن وكانت استهدفت في وقت سابق مطار عدن الدولي بصاروخين لم يسفرا عن وقوع خسائر. وكانت المقاومة الجنوبية اتهمت في وقت سابق قيام ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع بدعم تلك العناصر الإرهابية في المحافظات المحررة، موضحة أن هدف العمليات الإرهابية هو زعزعة الأمن والاستقرار في عدن وبقية المحافظات المحررة خدمة لأهداف ميليشيات الحوثي وحليفهم المخلوع صالح التي تحرك هذه الخلايا.
وكان رئيس الحكومة اليمنية، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، التقى في مقر إقامته بقصر المعاشيق، جنوب عدن، قائد كتيبة سلمان الحزم قاسم الجوهري وعددا من أفراد وضباط الكتيبة.
وأشاد رئيس الوزراء بالدور الذي تقوم به كتيبة سلمان الحزم وأفراد وضباط الكتيبة، في الدفاع عن الوطن وتطهيره من ميليشيات الانقلاب الحوثي وصالح، مترحمًا على أرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن والذين ستبقى أسماؤهم محفورة في قلوب كل اليمنيين.
ودعا بن دغر جنود وضباط الكتيبة إلى اللحمة الوطنية والوقوف صفًا واحدًا في وجه الميليشيات الانقلابية التي ما زال خطرها موجودا ويتربص بأمن الوطن والمواطن.
واستمع الدكتور بن دغر إلى قائد وأفراد الكتيبة الذين تلخصت مطالبهم في رعاية أسر الشهداء، والاهتمام بمعالجة الجرحى. وأشار قائد الكتيبة لطبيعة المهام الأمنية التي تتولاها الكتيبة في هذه المرحلة، ما يستدعي الإشراف على الكتيبة من قبل وزارة الداخلية.
وأكد رئيس الحكومة لقيادات وضباط وجنود كتيبة الحزم أن الرئاسة والحكومة ستولي عنايتها واهتمامها بمشكلاتهم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.