تحرير «كهبوب».. سقوط الأحلام الحوثية في باب المندب

تطهير آخر معقل للانقلابيين قرب خط الملاحة الدولية * قائد المنطقة الرابعة: المعركة استغرقت أسبوعًا

عناصر أمن يعاينون صواريخ بعد إحباط تهريبها في عدن أمس («الشرق الأوسط»)
عناصر أمن يعاينون صواريخ بعد إحباط تهريبها في عدن أمس («الشرق الأوسط»)
TT

تحرير «كهبوب».. سقوط الأحلام الحوثية في باب المندب

عناصر أمن يعاينون صواريخ بعد إحباط تهريبها في عدن أمس («الشرق الأوسط»)
عناصر أمن يعاينون صواريخ بعد إحباط تهريبها في عدن أمس («الشرق الأوسط»)

بدد الجيش اليمني أمس آخر طموحات ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في السيطرة على خط الملاحة الدولية بالاستيلاء على مضيق باب المندب، والذي كانت تسعى الميليشيا للوصول إليه خلال الفترة الماضية.
ودفع الحوثيون طيلة فترة الهدنة «من طرف واحد»، بتعزيزات كبيرة، وُصفت، بحسب قيادات عسكرية، بأنها الأكبر باتجاه منطقة «كهبوب» التي سيطروا عليها في محاولة للتقدم نحو مدينة باب المندب وتطويق القوة العسكرية المتواجدة في تلك المدينة، تمهيدا للسيطرة على خط الملاحة الدولية.
وقال المتحدث الرسمي للمقاومة الشعبية الجنوبية، علي شايف الحريري، إن المقاومة في الصبيحة استعادت منطقة كهبوب القريبة من باب المندب بعد معارك مع ميليشيات الحوثي، وسقوط عدد من القتلى في صفوف ميليشيات الحوثي والمخلوع وأسر 15 عنصر آخرين.
وأضاف الحريري لـ«الشرق الأوسط»، أن 4 من أفراد المقاومة الجنوبية جرحوا أثناء المعركة التي أجبروا فيها عناصر الميليشيات التابعة للحوثي وصالح على التراجع باتجاه منطقة الوازعية التابعة إداريا لمحافظة تعز.
وأوضح أن المقاومة الجنوبية من قبائل الصبيحة سيطرت أمس (الخميس) على جبل كهبوب بشكل كامل عقب معارك عنيفة سقط على أثرها قتلى وجرحى من الطرفين.
وخلال الأسبوع الماضي، دارت معارك عنيفة بين الجيش اليمني من جهة، والحرس الجمهوري الموالي لعلي عبد الله صالح الحليف الاستراتيجي للحوثيين من جهة أخرى، على أطراف منطقة «كهبوب»، تمكن الجيش خلالها من تضييق الخناق على الألوية العسكرية التابعة للميليشيا، إلى أن حانت ساعة التقدم لتحرير المنطقة من قبضة الحوثيين ودحرهم باتجاه المناطق الشمالية التي تنتشر فيها جيوب الميليشيا بالقرب من عمران وصنعاء، وبذلك يعلن الجيش اليمني عمليا أن المنطقة آمنة من أي ميليشيا، وأنه يسيطر على المواقع الرئيسية والهامة في البلاد.
ويعد تحرير منطقة كهبوب، آخر معاقل الحوثيين في المناطق الساحلية القريبة من باب المندب، ضربة قاسية، كما وصفها اللواء أحمد سيف، قائد المنطقة العسكرية الرابعة، قائلا: «إن تحرير منطقة كهبوب يعني عسكريا سقوط الطموح الحوثي في الوصول إلى منطقة السوقية القريبة من مضيق باب المندب، وأن ذلك كان سيمكنها من تطويق القوة العسكرية المرابطة في تلك المواقع وضربها بما تمتلك من هالة عسكرية، الأمر الذي سيفتح المجال أمام الحوثيين لاستعادة باب المندب وجزيرة ميون».
وأشار اللواء سيف إلى أن الحوثيين خلال الفترة الماضية دفعوا بتعزيزات عسكرية كبيرة لهذه المنطقة، في محاولة للسيطرة على باب المندب، والتقدم باتجاه مركز القوة الوطنية، والتي كانت أقل في التجهيزات العسكرية، الأمر الذي تعاملت معه القيادة العسكرية بشكل عاجل وأرسلت تعزيزات إلى المنطقة لوقف هذا الزحف باتجاه الساحل والميناء الرئيسي للمدينة.
واستطرد قائد المنطقة العسكرية الرابعة: «المعارك دارت منذ أسبوع، إلا أنها اشتدت اليوم (أمس) مع تقدم الجيش إلى عمق المنطقة، والذي ألزم الحوثيين وحلفاءهم بالتراجع، ما مكن الجيش من رصد قوتهم العسكرية وتدميرها بشكل كامل، وأتلف معها العشرات من الآليات».
ويرى مراقبون أن تأمين باب المندب والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك الممرات المائية سيبعث برسالة قوية تؤكد استقرار ممرات السفن التجارية وناقلات النفط، لعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين متباعدين، إذ يبلغ عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه بالاتجاهين، أكثر من 20 ألف قطعة بحرية سنويا (57 قطعة يوميا).
وبحسب مصادر عسكرية، فإن الحوثيين صدرت لهم الأوامر منذ اللحظات الأولى للعملية الانقلابية، من العاصمة الإيرانية طهران، بضرورة التحرك والاستيلاء على مضيق باب المندب لأهميته الاستراتيجية، حيث يربط بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، وتعبر من خلاله ناقلات النفط، الأمر الذي يمكن إيران من السيطرة على هذا المنفذ والتحكم فيه من خلال الحوثيين.
في سياق متصل، تقدم الجيش الوطني مسنودا بالمقاومة الشعبية باتجاه جبال حلبان، ونجح في تكبيد الحوثيين خسائر فادحة، فيما دارت اشتباكات عنيفة في جبال المجاوحة وبني فرج المطلة على مركز مديرية نهم «المديد»، سعت الميليشيا من خلالها إلى وقف التقدم العسكري للجيش باتجاه مركز العاصمة اليمنية «صنعاء».
وفي جبهة حرض، كبد الجيش الوطني مدعوما بطيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ميليشيا الحوثيين، خسائر كبيرة، شملت أكثر من 8 أطقم عسكرية، في حين قتل في المواجهات المباشرة أكثر من 30 شخصا من أفراد الميليشيا. وذكر مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين وأتباعهم في أسوأ حالاتهم المعنوية، وهو ما يرصد خلال المواجهات العسكرية المباشرة في كثير من الجبهات، من انهيار كامل لصفوفهم وفرار جماعي لمن تمكنوا من ذلك، تاركين خلفهم أسلحتهم بشكل ملحوظ ولافت في هذه الأيام، وهذه عوامل لا بد من استغلالها بشكل كامل في المرحلة النهائية من تحرير باقي المدن، والتي منها «صنعاء».
وأضاف المصدر، أن كل الظروف مهيأة للجيش الوطني، مع وصول الإمدادات العسكرية من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ورفض القيادات السياسية في الحكومة الشرعية الدخول في مشاورات مباشرة مع الحوثيين، مع نقص الموارد الأساسية عند الميليشيا والذي دفعها لفرض الجبايات على المدنيين، لانطلاق المرحلة الأخيرة من الأعمال العسكرية للجيش، والتي ينتظر الأفراد الأمر بها من القيادة العسكرية.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».