بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* سمنة الأطفال
* تعتبر البدانة في مرحلة الطفولة مشكلة صحية عامة وخطيرة، وقد أصبحت مشكلة متزايدة في الأطفال دون سن الخامسة على المستوى العالمي. وبالإضافة إلى الآثار الصحية الناجمة عن البدانة في مرحلة الطفولة، فهناك آثار اقتصادية كبيرة تلحق بمقدمي الخدمات الصحية.
وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن 6.9 في المائة من أطفال العالم دون سن الخامسة يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ولكن في بلدان مثل أستراليا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، فإن هذا الرقم قد يصل إلى 23 في المائة. وهذا يعني أن نحو واحد من كل أربعة أطفال في أستراليا لديه زيادة في الوزن أو السمنة قبل بدء الدراسة.
ومن المعروف أن الأطفال الذين يعانون من البدانة في مرحلة الطفولة المبكرة هم أكثر عرضة للسمنة في وقت لاحق من مراحل العمر التالية، كالمراهقة والبلوغ، والتي يمكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة ومزمنة يكون لها تأثير كبير على نظام الرعاية الصحية. ووفقا لدراسة جديدة قام بها مجموعة من الأطباء من جامعة سيدني للصحة العامة Sydney’s School of Public Health، ونشرت نتائجها في 6 يوليو (تموز) 2016 في مجلة السمنة the journal Obesity، فقد وجد أن تكلفة الرعاية الصحية للأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة أعلى بنحو 60 في المائة من تكلفة الأطفال الذين يتمتعون بأوزان طبيعية.
وكجزء من هذه الدراسة، قام الباحثون من الرعاية الصحية بفحص 350 طفلا تتراوح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات، وذلك خلال زياراتهم للأطباء والاختصاصيين، وفي أثناء الحضور لعمل الفحوصات الطبية، أو لاستلام الأدوية، أو دخول المستشفيات للتنويم، وكذلك خلال وجودهم في أقسام الطوارئ، تم قياس وزن كل طفل من متوسط مؤشر كتلة الجسم BMI في 2، 3.5، و5 سنوات.
وجد الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة كانوا معرضين للتنويم في المستشفيات بمعدل ثلاث مرات أكثر من ذوي الأوزان الطبيعية، وخصوصا للعلاج من أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الأذن والأنف والفم والحلق، وأن مجموع قيمة تكاليف الرعاية الصحية لهم أعلى بنحو 60 في المائة، بالمقارنة مع الأطفال الذين يتمتعون بوزن صحي.
وعلقت على هذه الدراسة رئيسة فريق البحث الدكتورة أليسون هايز Alison Hayes، الأستاذة المشاركة في اقتصادات الصحة في جامعة سيدني، بأن هذه النتائج مهمة لأصحاب القرار وصانعي السياسات والإجراءات الوقائية من أجل مكافحة البدانة بين الأطفال في مراحل الطفولة المبكرة، وأنها تعتبر وسيلة فعالة لتحسين الصحة العامة بين الأطفال وخفض العبء الاقتصادي جراء السمنة ومضاعفاتها التي تعرض الأطفال المصابين للتنويم عدة مرات في السنة الواحدة.
وأكدت على أهمية الوقاية المبكرة من السمنة في تحسين صحة الأطفال، وكذلك للتوفير في تكاليف الرعاية الصحية أيضا، وإنقاذ فقدان الإنتاجية للآباء والأمهات جراء أخذهم إجازات من العمل لرعاية أطفالهم. لذا، فإن التدخل المبكر للحد من السمنة في الأطفال يمكن أن يفيد الموازنة الأسترالية بمقدار 17.5 مليون دولار في السنة.
* تصلب الشرايين وألزهايمر
* من الخطأ أن يحصر الناس أسباب أو عوامل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر في تقدم العمر فقط، فهناك ما لا يقل عن نصف السكان الذين عاشوا في الماضي لأكثر من 95 سنة من العمر لم يكن لديهم مرض ألزهايمر. نعم، إن معظم الأشخاص المصابين بالمرض هم في سن الخامسة والستين أو أكبر، وتتضاعف احتمالية حدوث المرض كل خمس سنوات بعد سن الخامسة والستين، لتبلغ نحو خمسين في المائة فيمن تعدوا سن الخامسة والثمانين.
إلا أن هناك عوامل أخرى لا تقل أهمية، كالتاريخ العائلي المرضي والعوامل الوراثية (الجينات) والعوامل البيئية أو كلاهما، فهي تلعب دورا أساسيا حين يميل المرض للانتقال من جيل إلى آخر في العائلة الواحدة.
إضاقة إلى ذلك، هناك عوامل أخرى يمكن التحكم فيها للوقاية من المرض كإصابات الرأس وأمراض القلب والجلطات ومرض سكر الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
وها هي الأبحاث تستمر من أجل التوصل إلى عوامل خطر أخرى لتقليل احتمالات الإصابة بمرض ألزهايمر. لقد حددت البحوث الجديدة وجود علاقة بين تصلب الشرايين بشكل عام وتصلب الشرايين الدماغية بشكل خاص مع الخرف ومرض ألزهايمر Alzheimer›s disease dementia. ومنها دراسة حديثة نشرت في يوم 13 يونيو (حزيران)، في دورية لانسيت الأعصاب The Lancet Neurology.
أجرى هذه الدراسة (المقطعية) باحثون من مركز مرض ألزهايمر في شيكاغو، وقاموا بتحليل البيانات الطبية والمرضية المتعلقة بعدد 1143 شخصا، من الرجال والنساء، من الذين تتراوح أعمارهم بين 65 سنة وما فوق، وقد وافقوا على تشريح أدمغتهم في وقت وفاتهم. وقد كان من بين المشاركين عدد 478 (أي 42 في المائة) مشاركا من الذين يعانون من مرض ألزهايمر.
وكان لدى ما يقرب من 40 في المائة من المشاركين مرض تصلب الشرايين من المستوى المعتدل إلى الشديد. ووجد الباحثون أن كل زيادة في مستوى شدة تصلب الشرايين في مجموعة المرضى كان مرتبطا مع احتمالات أعلى بكثير للإصابة بمرض الخرف (ألزهايمر)، كما ارتبط تصلب الشرايين أيضًا مع انخفاض في درجة الإدراك العام.
وخلص الباحثون إلى أن تصلب الشرايين وتصلب الشرايين الدماغية مرتبط بمرض ألزهايمر وانخفاض الإدراك. وصرحت رئيسة فريق البحث البروفسور زوي أرفانيتاكيس Prof Zoe Arvanitakis، ضمن تقريرها لنتائج الدراسة في دورية لانسيت الأعصاب، بأن أمراض الأوعية الدماغية قد تكون «عامل خطر خفي غير معروف» لمرض ألزهايمر.
ومن أجل شيخوخة صحية طبيعية ننصح بالمحافظة على الوزن ضمن المعدلات الموصى بها طبيا، والامتناع عن التدخين واستهلاك الكحول، والمحافظة على العلاقات والنشاطات الاجتماعية، والمداومة على ممارسة الرياضة البدنية والعقلية.

د. عبد الحفيظ خوجة
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
TT

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

أحياناً، لا يستطيع بعضنا النوم، رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد؛ وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا، وفقاً لما توصلت إليه دراسة جديدة.

وكل ليلة، ومع غروب الشمس، تبدأ بعض ميكروبات الأمعاء، المعروفة بميكروبات الليل، التكاثر والازدهار، بينما تموت ميكروبات أخرى، وتتغير المواد الكيميائية التي تفرزها هذه الميكروبات أيضاً، مما يسهم في النعاس، وفق ما نقله موقع «سايكولوجي توداي» عن مؤلفي الدراسة الجديدة.

ويصل بعض هذه المواد الكيميائية إلى منطقة تحت المهاد، وهي جزء من دماغك يساعدك على البقاء هادئاً في أوقات التوتر.

وقال الباحثون في الدراسة الجديدة: «من المدهش أن الميكروبات التي تحكم أمعاءك لها إيقاعات يومية، فهي تنتظر الإفطار بفارغ الصبر في الصباح، وفي الليل تحب أن تأخذ قسطاً من الراحة، لذا فإن تناول وجبة خفيفة، في وقت متأخر من الليل، يؤثر إيجاباً بشكل عميق على ميكروبات الأمعاء لديك، ومن ثم على نومك ومدى شعورك بالتوتر».

وأضافوا أن عدم التفات الشخص لما يأكله في نهاية يومه ربما يؤثر بالسلب على نومه، حتى وإن كان يشعر بالتعب الشديد.

كما أن هذا الأمر يزيد من شعوره بالتوتر، وهذا الشعور يؤثر سلباً أيضاً على النوم.

ولفت الفريق، التابع لجامعة كوليدج كورك، إلى أنه توصّل لهذه النتائج بعد إجراء اختبارات على عدد من الفئران لدراسة تأثير الميكروبيوم على الإجهاد والإيقاعات اليومية لديهم.

وقد حددوا بكتيريا واحدة على وجه الخصوص؛ وهي «L. reuteri»، والتي يبدو أنها تهدئ الأمعاء وتؤثر إيجاباً على الإيقاعات اليومية والنوم.

ويقول الباحثون إن دراستهم تقدم «دليلاً دامغاً على أن ميكروبات الأمعاء لها تأثير عميق على التوتر وجودة النوم».

ونصح الباحثون بعدم تناول الأطعمة والمشروبات السكرية ليلاً، أو الوجبات السريعة، وتلك المليئة بالدهون، واستبدال الأطعمة الخفيفة والمليئة بالألياف، بها.