حمّل رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حاكم الزاملي الإدارة السياسية الخاطئة لملف ديالى بالتسبب في عودة تنظيم «داعش» المتطرف للمدينة المحررة. وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على خلفية التفجير الذي وقع أمس عند نقطة تفتيش فيما يعرف ببوابة بغداد على الحدود بين محافظتي ديالى وبغداد وراح ضحيته العشرات إن وضع ديالى لا يزال يمثل بيئة مناسبة لتنظيم داعش المتطرف، رغم أن هذه المحافظة التي كان احتلها التنظيم 2014 قد تم تحريرها، ولكن المشكلة أن الخلافات السياسية التي كانت موجودة قبله لا تزال مستمرة حتى بعد خروج «داعش» منها، وتسليم ملفها إلى إدارتها هناك، والقائم على المحاصصة الحزبية والطائفية والعرقية.
وأضاف أن «تنظيم داعش استغل هذه البيئة السياسية الخاطئة لصالحه، لأن الخلافات السياسية بين الفرقاء هناك لا بد أن تخلف أحقادا وضغائن الجميع يعرف أنها سوف تستغل مما يفترض أنه عدو للجميع» مشيرًا إلى أن «أجهزة وزارة الداخلية في ديالى تكاد كلها تعود إلى جهة حزبية واحدة وهو أمر غير صحيح، مما يولد خلافات مع الشركاء السياسيين داخل المحافظة، وهو ما ينعكس بالضرورة على الوضع الأمني فيها». وأوضح الزاملي أن «ديالى هي خاصرة بغداد وما لم يستقر وضعها السياسي وبالتالي الأمني، فإنه لا يمكن أن يستقر وضع بغداد». وكان ثالث تفجير كبير يستهدف العاصمة بغداد في غضون أقل من عشرة أيام من خلال السيارات المفخخة مصدره محافظة ديالى. فبالإضافة إلى تفجير أمس الأربعاء عند نقطة تفتيش بوابة بغداد عند منطقة الحسينية، والذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى عبر سيارة يقودها انتحاري، فإن تفجير الكرادة الضخم الذي وقع في الثالث من شهر يوليو (تموز) الحالي، والذي أدى إلى مقتل وجرح أكثر من خمسمائة شخص، والذي تلاه تفجير علوة الخضار في منطقة الحسينية على الطريق الرابط بين بغداد وديالى في الثاني عشر من يوليو «تموز» مصدره محافظة ديالى (60 كم شمال شرق بغداد).
إلى ذلك أكد مجلس محافظة بغداد أنه «لا يوجد تنسيق من الناحية العملية بين مجلس المحافظة وبين الأجهزة الأمنية، من منطلق أن لكل جهة عملها الذي يختلف عن عمل الأخرى، لكننا بالطبع نقدم لهم المقترحات فيما يتصل وبما يتعلق برؤيتنا في كيفية الحفاظ على أمن العاصمة التي يقطنها نحو ثلث سكان العراق». وقال سعد المطلبي، عضو اللجنة الأمنية بمجلس المحافظة، إن عدم تحرير محافظة ديالى بشكل كامل سبب انتكاسة أمنية لاحقة، مضيفًا: «المشكلة أن ديالى تم تحريرها شكليًا من تنظيم داعش، وبسبب استمرار الخلافات السياسية هناك فقد تمكن تنظيم داعش بعد خسارته الأرض على يد القوات العسكرية من أن يتحول إلى منظمة تعمل تحت الأرض، وذلك من خلال تفعيل ولاية ديالى العائدة إلى التنظيم للتعويض عن فقدانهم الأرض». وأشار المطلبي إلى أن «تنظيم داعش ابتكر أساليب جديدة يخفي من خلالها المتفجرات التي تستهدف بغداد، وذلك بإضافة مادة زيت الكاز، بحيث يمكن أن لا تكتشفها حتى الكلاب البوليسية». وكشف المطلبي عن أن «الأجهزة المعنية تمكنت من الاستيلاء على ملف مهم يتضمن بريدا كاملا تستخدمه خلايا بعثية يتضمن معلومات مهمة، في المقدمة منها أن للبعثيين الدور الأكبر في التظاهرات، وطريقة توجيهها بما فيها الشعارات والهتافات المناوئة لأطراف وجهات سياسية معينة»، مشيرًا إلى أن «هذا الملف سوف يجيب عن أسئلة كثيرة في المستقبل».
من جهته، أكد الخبير العسكري المتخصص سعيد الجياشي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «خسارة (داعش) للفلوجة كانت بمثابة خسارة باهظة الثمن، لأن الفلوجة لم تكن ولاية واحدة لـ(داعش) بل كانت أربع ولايات في مكان واحد، لكل ولاية واليها وأنظمتها وسياقات عملها، وهي بالإضافة إلى ولاية الفلوجة نفسها هناك أيضا ولاية الكرمة، والفرات، والجنوب، والغربية، حيث كانت كل ولاية من هذه الولايات تقوم بالتفخيخ والنقل من الفلوجة، وإلى الجهة التي تخصصت فيها تلك الولاية». وأضاف الجياشي أن «(داعش) بعد خسارته الفلوجة انتهت عمليًا هذه الولاية بعد أن فقد القدرة على التفخيخ والنقل، الأمر الذي أدى إلى أن تنتقل العملية كلها إلى الموصل، بحيث إن عمليات التفخيخ تتم هناك وتأتي بطرق مختلفة عبر ديالى، التي هي مجرد ناقل للسيارات المفخخة التي يستثمرها داعش بسبب هشاشة وضعها الأمني». وأوضح الجياشي أن «تنظيم داعش قام بتفعيل ولايتين بهدف استهداف بغداد، هما ولاية شمال بغداد والتي تمتد إلى ديالى، وولاية نصرة شمال ديالى والتي تستهدف بغداد حصرا»، مشيرا إلى أن «هناك العشرات من السيارات المفخخة التي يجري اكتشافها إلى الحد الذي يجعل الأجهزة الأمنية تكتشف أن هذه السيارة مفخخة ومقبلة من الفلوجة عبر النخيب أو ديالى إلى بغداد، لكن يستقلها ناقل وليس شخصا مفخخا، وإن دور هذا الناقل إيصالها إلى خلية إرهابية هي من تتولى قيادتها عبر شخص انتحاري نحو هدفها، وهو ما يجعلنا نحقق هدفين وهو الإمساك بالناقل، والكشف عن الخلية التي هي داخل بغداد».
مسؤول عراقي يعزو استغلال «داعش» لملف ديالى إلى السياسات الخاطئة للتيارات السياسية
الزاملي لـ«الشرق الأوسط»: صراعات التيارات والخلافات مكنت التنظيم من العودة للمحافظة المحررة
مسؤول عراقي يعزو استغلال «داعش» لملف ديالى إلى السياسات الخاطئة للتيارات السياسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة