تبدأ اعتبارا من غد الجمعة ظاهرة «البحر حار بارد» الموسمية في المكلا عندما تختلط تيارات الماء الباردة بالتيارات الدافئة، وذلك بالتزامن مع استحداث برامج ترفيهية تتزامن مع دحر تنظيم القاعدة في حضرموت، وظهور «نجم البلدة السياحي».
وينتظر أبناء مدينة المكلا الساحلية في حضرموت شرق اليمن، عبق الماضي وآمال المستقبل، مع بدء فعاليات مهرجان «نجم البلدة» السنوي، الذي يستمر حتى 30 من الشهري الحالي. وعندما ينتصف يوليو (تموز) من كل عام، تصر المكلا على الفرح حتى لو كانت تحت نيران الإرهاب أو قصف الانقلاب، مما يعني أنها ستكون إلى الفرح أقرب وهي حرة لا يحكمها مغتصب حوثي، شامخة لا يهددها إرهاب أنصار «القاعدة» الذين تم طردهم منها.
وأوضح اللواء أحمد سعيد بن بريك، محافظ حضرموت، لـ«الشرق الأوسط» أن المهرجان سيبدأ في موعده السنوي، وخصصت برامج فيه لإشاعة الفرح والسرور في المكلا بعد أن تم دحر تنظيم القاعدة الإرهابي. وأضاف أن مهرجان هذا العام تتجلى فيه معان تحمل عبق الماضي وذكريات الطفولة البريئة التي ارتبطت دومًا بالبحر، فضلاً عن أنه يتجلى بوضوح في موسم البلدة هذا العام تجديد الإحساس الجميل الذي الموجود في الجمع بين النقيضين من برد ودفء.
وتابع: «الوضع مختلف جدًا في بحر المكلا خلال موسم البلدة الذي تنقلب فيه البرودة إلى دفء، فما أن تتقدم بخطواتك الأولى قبل شروق الشمس على رمال الشاطئ حتى تشعر برعدة تسري في بدنك وقشعريرة من شدة برودة الماء، حتى إذا ارتميت في أحضان البحر واستسلمت لأمواجه ينقلب عليك البحر فجأة من بارد إلى دافئ يبعث فيك الشعور بالانتعاش ويبدد عن وجهك آثار النوم ويوجد فيك طاقة عجيبة».
وبحسب المحافظ، بدأت حضرموت الاستعدادات والتحضيرات لمهرجان «نجم البلدة السياحي» مبكرًا، و«السلطة المحلية تسعى إلى الاحتفال بمهرجان البلدة السياحي هذا العام، واستخدام هذه المناسبة لإعادة الفرح والبهجة والأمل لهذه المدينة الوادعة التي تحررت من قبضة تنظيم القاعدة في أبريل (نيسان) الماضي».
وأكد وجود رغبة جامحة لدى السلطة المحلية لترسيخ مبدأ أن حضرموت وعاصمتها المكلا ستبقى دائمًا وأبدًا مدينة للسلام والتسامح والمحبة والتآخي والسياحة والأمل المشرق لقادم جميل.
وأشار المحافظ أحمد سعيد بن بريك إلى الأهمية التي يكتسبها مهرجان البلدة السياحي لدى أبناء المحافظة، بوصفه «حدثا سنويا مهما يعكس الوجه السياحي والتراثي والثقافي الذي تتسم به مدينة المكلا وحضرموت، وما تمتلكه من مقومات ومزايا وفرص سياحية وحضارية وإمكانات استثمارية من الممكن تسويقها داخليا وخارجيا بما يسهم في تنشيط العمل السياحي والتجاري والاقتصادي وبما يمهد لفتح نوافذ لجذب مزيد من السياح والزوار».
وشدد على ضرورة الاهتمام بخصوصية «مهرجان نجم البلدة» والترويج له عبر تسليط الضوء على ما يمتلكه من نقاط قوة تميزه عن غيره من المهرجانات التي تقام في محافظات يمنية أو في دول الجوار، لافتا إلى «أهمية المهرجان لأبناء حضرموت في ظل تحوله لظاهرة اجتماعية واقتصادية اعتادها أبناء المحافظة مع مرور الزمن، حيث يقصده الزوار والسياح من مختلف الدول، الأمر الذي شجع السلطة المحلية على إيجاد رؤية لتحويل المهرجان من مهرجان محلي إلى إقليمي بعد السمعة والصيت الكبير الذي اكتسبه منذ السنوات الأولى لتنظيمه».
وتطرق إلى أن مهرجان البلدة سيقدّم ضمن فعالياته ما يتصل بعادات وتقاليد محافظة حضرموت وموروثها الحضاري والشعبي، مشيرا إلى التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي من الممكن أن يحدثها مهرجان البلدة على الصعيد المحلي في حضرموت.
ويتزامن هذا الموسم فلكيًا مع ظهور أحد أنواع الفصول الفرعية، وهو فصل يسمى فصل الخريف الزراعي، وهي المنزلة الثانية، وتحل هذه المنزلة يوم 15 من شهر يوليو من كل سنة، ويتسم فيها البحر في سواحل محافظة حضرموت بانخفاض درجة حرارة مياهه وشدة برودته طيلة الشهر.
وتتميز الفترة من منتصف الشهر الحالي حتى نهايته، بظاهرة اختلاط الدفء بالبرودة، وهي ظاهرة سنوية يصفها الفلكي سالم الجعيدي بأنها «نتيجة طبيعية لدفع الرياح الموسمية الجنوبية والموسمية (رياح الدبور) لكتل المياه السطحية وبصورة متعاقبة لتحل محلها المياه القاعية الباردة، وترتفع بذلك التيارات الغائصة ذات الحرارة المنخفضة للأعلى فيبرد بذلك سطح البحر على سواحل حضرموت، ليصل متوسط درجات الحرارة إلى نحو 15 درجة مئوية».
«البحر» في المكلا «حار بارد».. و«القاعدة» مدحورة والأهالي يستعدون للمهرجان الترفيهي
«نجم البلدة السياحي» يبدأ غدًا ويستمر أسبوعين
«البحر» في المكلا «حار بارد».. و«القاعدة» مدحورة والأهالي يستعدون للمهرجان الترفيهي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة