غيرت العاصمة الإيرانية طهران استراتيجيها في إرسال شحنات الأسلحة المهربة عبر زوارق لدعم ميليشيا الحوثيين، بمدّ جسر عائم مشابه لما استخدم في معارك عسكرية كبرى، يصل إلى شواطئ باب المندب، مستفيدة من الجزيرتين اللتين استأجرتهما طهران من إحدى الدول الأفريقية القريبة من اليمن.
وقال اللواء أحمد سيف، قائد المنطقة العسكرية الرابعة، لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش الوطني تمكن خلال الأيام القليلة الماضية من ضبط كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وملايين من الذخائر الحية لمختلف الأسلحة، بالقرب من شواطئ باب المندب محملة في مركبات ومعدة للانتقال إلى مواقع مختلفة.
ووفقا للتحقيقات وعملية الرصد الذي نفذها الجيش، اتضح، بحسب اللواء سيف، أن هذه الأسلحة نقلت من جزيرتين تابعتين لدولة أفريقية استأجرتهما إيران لتدريب قيادات في ميليشيا الحوثي، ودعمهم بالسلاح خلال هذه الفترة التي يعاني منها الحوثيون من نقص الموارد الأساسية، موضحا أن هذه العملية نفذت بعد أن مدت إيران «جسرا عائما» يصل إلى شواطئ باب المندب، لعبور الشاحنات التي كانت محملة بالأسلحة، وذلك بهدف نقلها بسرعة إلى الجبهات المشتعلة دون توقف، خصوصا أن هذه الأسلحة تكفي لقرابة 20 يوما من المعارك المباشرة.
وأشار قائد المنطقة العسكرية الرابعة، وفقا للخطة التي نسق الحوثيون فيها مع القيادات العسكرية في طهران، إلى أن الأسلحة والذخائر تنقل بشكل سريع لتنفيذ هجوم عنيف ينطلق من منطقة المحاولة ويصل إلى منطقة كهبوب، ومن ثم السوقية، في محاولة عزل جزيرة منيون، وباب المندب، وذباب، ويصبح بعد ذلك الجيش معزولا، ويكمن تدمير ما تبقى من وحدات في تلك المناطق، بعد أن تنجح الميليشيات في عزل القيادات العسكرية بعدن.
وتعد الأسلحة التي ضبطت من قبل الجيش أسلحة حديثة وتستخدمها جيوش فعلية ومنظمة، وليست حركات أو ميليشيات، خصوصا أن هذه الأسلحة معقدة في الاستخدام، وقد نجح الجيش في السيطرة عليها قبل وصولها إلى الانقلابيين لتنفيذ المهام العسكرية بشكل كبير وموسع.
وأرجع اللواء السيف استخدام إيران هذه الطريقة في تهريب السلاح لعدة عوامل؛ في مقدمتها حاجة الميليشيا للسلاح في المناطق البعيدة من صنعاء، وبعد الأخيرة عن إيصال الإمدادات بسبب ضربات طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، كذلك عدم قدرة نقل المعدات من الحديدة إلى المواقع التي يرغبون في السيطرة عليها، لذا كان الخيار أن تصل الأسلحة من الجزيرتين التي تتبع إيران في إحدى الدول الأفريقية.
وسترفع قيادات في الجيش اليمني تقريرا مفصلا خلال الأيام القليلة المقبلة للرئيس عبد ربه منصور هادي، يتمحور حول تواطؤ دول أفريقية قامت بتأجير جزرها القريبة من باب المندب إلى طهران، الذي حولته الأخيرة منطلقا لتهريب السلاح والمعدات الثقيلة لميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
في سياق متصل، عثر الجيش الوطني خلال المواجهات الماضية على كثير من الوثائق السرية والمهمة التي كانت بحوزة قيادات عسكرية موالية للحوثيين، وفقا للواء سيف، الذي أشار إلى أن من أبرز هذه الوثائق مخطط الميليشيا لاستهداف وحدات عسكرية إماراتية في مواقع مختلفة. وبعضها يشير إلى مخطط نقل أسلحة كبيرة ومتنوعة تستفيد منها الميليشيا في مرحلة مقبلة بالقرب من المنطقة العسكرية الثالثة.
ودفع نقص العتاد الحوثيين لشن هجوم مكثف على باب المندب، كما قال اللواء سيف إن ميليشيا الحوثيين بدعم من الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، شرعت في الهجوم على باب المندب طيلة الأيام العشرة الماضية، وتمكن الجيش من ردع هذا التوغل باتجاه «كعبوب»، امتدادا إلى جبال «المحاولة»، وصولا إلى جبهة «كرش»، لافتا إلى أن الجيش تحول بعد عملية الدفاع عن هذه المواقع، إلى الهجوم وتحرير كثير من المواقع الرئيسية التي كانت تسيطر عليها الميليشيا.
وأشار اللواء سيف إلى أن المناطق العسكرية الواقعة في الشق الجنوبي تنتظر تنسيق العملية القتالية للهجوم العام، من القيادة العليا، التي ستكون متزامنة مع الهجوم الذي ستنفذه المنطقتان العسكريتان «الثالثة، والسادسة» باتجاه الجوف ومأرب، وذلك بعد سيطرة الجيش على هذه المواقع وتمشيطها، وسيطرته على المرتفعات الرئيسية المطلة على الطرق الرئيسية والوديان التي تساعد على تنفيذ المهام الهجومية في المرحلة الأخيرة من تحرير باقي المناطق.
ويعيش الجيش الوطني أفضل حالاته، كما وصفه قائد المنطقة العسكرية الرابعة، الذي أكد أن جميع الإمكانات متوفرة لدى قطاعات الجيش وفي جميع الجبهات، إضافة إلى توفر القدرة القتالية لدى الأفراد المدعومة بأحدث الأسلحة والمعدات الثقيلة والمتوسطة، والتي تكفي لتنفيذ الاستراتيجية ونوعية العملية المقبلة للتحرير التي ستحددها القيادة العسكرية، موضحا أن الجيش لا يعاني أي ضغوط أو مشكلات في تحديد الوقت لبدء المرحلة النهائية من تحرير البلاد.
إيران تستفيد من وجودها أفريقيًا وتمد جسرًا عائمًا لتهريب السلاح للحوثيين
الجيش يعثر على وثائق للانقلابيين تشير الى استهداف وحدات عسكرية إماراتية
إيران تستفيد من وجودها أفريقيًا وتمد جسرًا عائمًا لتهريب السلاح للحوثيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة