إيران تستفيد من وجودها أفريقيًا وتمد جسرًا عائمًا لتهريب السلاح للحوثيين

الجيش يعثر على وثائق للانقلابيين تشير الى استهداف وحدات عسكرية إماراتية

صورة إرشيفية لأكداس من الأسلحة على ظهر المدمرة الاميركية غريفلي والتي كانت في طريقها للحوثيين وتمت مصادرتها من المراكب الشراعية
صورة إرشيفية لأكداس من الأسلحة على ظهر المدمرة الاميركية غريفلي والتي كانت في طريقها للحوثيين وتمت مصادرتها من المراكب الشراعية
TT

إيران تستفيد من وجودها أفريقيًا وتمد جسرًا عائمًا لتهريب السلاح للحوثيين

صورة إرشيفية لأكداس من الأسلحة على ظهر المدمرة الاميركية غريفلي والتي كانت في طريقها للحوثيين وتمت مصادرتها من المراكب الشراعية
صورة إرشيفية لأكداس من الأسلحة على ظهر المدمرة الاميركية غريفلي والتي كانت في طريقها للحوثيين وتمت مصادرتها من المراكب الشراعية

غيرت العاصمة الإيرانية طهران استراتيجيها في إرسال شحنات الأسلحة المهربة عبر زوارق لدعم ميليشيا الحوثيين، بمدّ جسر عائم مشابه لما استخدم في معارك عسكرية كبرى، يصل إلى شواطئ باب المندب، مستفيدة من الجزيرتين اللتين استأجرتهما طهران من إحدى الدول الأفريقية القريبة من اليمن.
وقال اللواء أحمد سيف، قائد المنطقة العسكرية الرابعة، لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش الوطني تمكن خلال الأيام القليلة الماضية من ضبط كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وملايين من الذخائر الحية لمختلف الأسلحة، بالقرب من شواطئ باب المندب محملة في مركبات ومعدة للانتقال إلى مواقع مختلفة.
ووفقا للتحقيقات وعملية الرصد الذي نفذها الجيش، اتضح، بحسب اللواء سيف، أن هذه الأسلحة نقلت من جزيرتين تابعتين لدولة أفريقية استأجرتهما إيران لتدريب قيادات في ميليشيا الحوثي، ودعمهم بالسلاح خلال هذه الفترة التي يعاني منها الحوثيون من نقص الموارد الأساسية، موضحا أن هذه العملية نفذت بعد أن مدت إيران «جسرا عائما» يصل إلى شواطئ باب المندب، لعبور الشاحنات التي كانت محملة بالأسلحة، وذلك بهدف نقلها بسرعة إلى الجبهات المشتعلة دون توقف، خصوصا أن هذه الأسلحة تكفي لقرابة 20 يوما من المعارك المباشرة.
وأشار قائد المنطقة العسكرية الرابعة، وفقا للخطة التي نسق الحوثيون فيها مع القيادات العسكرية في طهران، إلى أن الأسلحة والذخائر تنقل بشكل سريع لتنفيذ هجوم عنيف ينطلق من منطقة المحاولة ويصل إلى منطقة كهبوب، ومن ثم السوقية، في محاولة عزل جزيرة منيون، وباب المندب، وذباب، ويصبح بعد ذلك الجيش معزولا، ويكمن تدمير ما تبقى من وحدات في تلك المناطق، بعد أن تنجح الميليشيات في عزل القيادات العسكرية بعدن.
وتعد الأسلحة التي ضبطت من قبل الجيش أسلحة حديثة وتستخدمها جيوش فعلية ومنظمة، وليست حركات أو ميليشيات، خصوصا أن هذه الأسلحة معقدة في الاستخدام، وقد نجح الجيش في السيطرة عليها قبل وصولها إلى الانقلابيين لتنفيذ المهام العسكرية بشكل كبير وموسع.
وأرجع اللواء السيف استخدام إيران هذه الطريقة في تهريب السلاح لعدة عوامل؛ في مقدمتها حاجة الميليشيا للسلاح في المناطق البعيدة من صنعاء، وبعد الأخيرة عن إيصال الإمدادات بسبب ضربات طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، كذلك عدم قدرة نقل المعدات من الحديدة إلى المواقع التي يرغبون في السيطرة عليها، لذا كان الخيار أن تصل الأسلحة من الجزيرتين التي تتبع إيران في إحدى الدول الأفريقية.
وسترفع قيادات في الجيش اليمني تقريرا مفصلا خلال الأيام القليلة المقبلة للرئيس عبد ربه منصور هادي، يتمحور حول تواطؤ دول أفريقية قامت بتأجير جزرها القريبة من باب المندب إلى طهران، الذي حولته الأخيرة منطلقا لتهريب السلاح والمعدات الثقيلة لميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
في سياق متصل، عثر الجيش الوطني خلال المواجهات الماضية على كثير من الوثائق السرية والمهمة التي كانت بحوزة قيادات عسكرية موالية للحوثيين، وفقا للواء سيف، الذي أشار إلى أن من أبرز هذه الوثائق مخطط الميليشيا لاستهداف وحدات عسكرية إماراتية في مواقع مختلفة. وبعضها يشير إلى مخطط نقل أسلحة كبيرة ومتنوعة تستفيد منها الميليشيا في مرحلة مقبلة بالقرب من المنطقة العسكرية الثالثة.
ودفع نقص العتاد الحوثيين لشن هجوم مكثف على باب المندب، كما قال اللواء سيف إن ميليشيا الحوثيين بدعم من الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، شرعت في الهجوم على باب المندب طيلة الأيام العشرة الماضية، وتمكن الجيش من ردع هذا التوغل باتجاه «كعبوب»، امتدادا إلى جبال «المحاولة»، وصولا إلى جبهة «كرش»، لافتا إلى أن الجيش تحول بعد عملية الدفاع عن هذه المواقع، إلى الهجوم وتحرير كثير من المواقع الرئيسية التي كانت تسيطر عليها الميليشيا.
وأشار اللواء سيف إلى أن المناطق العسكرية الواقعة في الشق الجنوبي تنتظر تنسيق العملية القتالية للهجوم العام، من القيادة العليا، التي ستكون متزامنة مع الهجوم الذي ستنفذه المنطقتان العسكريتان «الثالثة، والسادسة» باتجاه الجوف ومأرب، وذلك بعد سيطرة الجيش على هذه المواقع وتمشيطها، وسيطرته على المرتفعات الرئيسية المطلة على الطرق الرئيسية والوديان التي تساعد على تنفيذ المهام الهجومية في المرحلة الأخيرة من تحرير باقي المناطق.
ويعيش الجيش الوطني أفضل حالاته، كما وصفه قائد المنطقة العسكرية الرابعة، الذي أكد أن جميع الإمكانات متوفرة لدى قطاعات الجيش وفي جميع الجبهات، إضافة إلى توفر القدرة القتالية لدى الأفراد المدعومة بأحدث الأسلحة والمعدات الثقيلة والمتوسطة، والتي تكفي لتنفيذ الاستراتيجية ونوعية العملية المقبلة للتحرير التي ستحددها القيادة العسكرية، موضحا أن الجيش لا يعاني أي ضغوط أو مشكلات في تحديد الوقت لبدء المرحلة النهائية من تحرير البلاد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.