تفاهم أميركي ـ كردستاني عسكري لدعم أربيل في حربها ضد «داعش»

مستشار في مكتب رئيس الإقليم لـ«الشرق الأوسط»: تنسيق دقيق بيننا وبين بغداد والأميركيين

وزير الداخلية والبيشمركة بالوكالة في حكومة الإقليم كريم سنجاري أثناء توقيع مذكرة التفاهم العسكرية مع مساعدة وزير الدفاع الأميركي أليسا سلوتكين بحضور رئيس الإقليم مسعود بارزاني («الشرق الأوسط»)
وزير الداخلية والبيشمركة بالوكالة في حكومة الإقليم كريم سنجاري أثناء توقيع مذكرة التفاهم العسكرية مع مساعدة وزير الدفاع الأميركي أليسا سلوتكين بحضور رئيس الإقليم مسعود بارزاني («الشرق الأوسط»)
TT

تفاهم أميركي ـ كردستاني عسكري لدعم أربيل في حربها ضد «داعش»

وزير الداخلية والبيشمركة بالوكالة في حكومة الإقليم كريم سنجاري أثناء توقيع مذكرة التفاهم العسكرية مع مساعدة وزير الدفاع الأميركي أليسا سلوتكين بحضور رئيس الإقليم مسعود بارزاني («الشرق الأوسط»)
وزير الداخلية والبيشمركة بالوكالة في حكومة الإقليم كريم سنجاري أثناء توقيع مذكرة التفاهم العسكرية مع مساعدة وزير الدفاع الأميركي أليسا سلوتكين بحضور رئيس الإقليم مسعود بارزاني («الشرق الأوسط»)

وقعت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان أمس مذكرة تفاهم عسكرية مع وزارة الدفاع الأميركية، وستُقدم بموجبها واشنطن الدعم المادي والعسكري لقوات البيشمركة في الحرب ضد الإرهاب. بينما وصفت وزارة البيشمركة المذكرة بالخطوة المهمة التي تفتح آفاق مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق بين الإقليم والولايات المتحدة الأميركية. وقال المستشار الإعلامي في مكتب رئيس الإقليم كفاح محمود لـ«الشرق الأوسط» إن المذكرة تتضمن دعما أميركيا لقوات البيشمركة من الناحية المادية ومن الناحية العسكرية بمعنى التجهيزات العسكرية من الأسلحة والذخيرة وما تحتاجه قوات البيشمركة في الحرب ضد «داعش».
وأضاف محمود بقوله: «توقيع هذه المذكرة بين الولايات المتحدة الأميركية وإقليم كردستان يؤكد على النجاح الكبير الذي حققه الرئيس مسعود بارزاني وقوات البيشمركة في إدارة الصراع مع أعتى قوة إرهابية في العالم. وتحقيق انتصارات كبيرة أهلتها لنيل احترام وإعجاب المجتمع الدولي والرأي العام العالمي، وجاءت هذه المذكرة ثمرة لتلك الانتصارات، خاصة أنها أدارت الصراع باحترام كبير لحقوق الإنسان وحقوق المدنين الذين كانوا في مناطق الصراع، مع احترامها لقوانين الحرب في العالم».
وعن وجود تنسيق مع الحكومة العراقية في بغداد قال مستشار الإعلام في مكتب رئيس الإقليم: «هناك تنسيق دقيق جدا ما بين الولايات المتحدة الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد الإرهاب، وإقليم كردستان والجانب العراقي، لتحرير مدينة الموصل ووضع خريطة طريق تكون فيها قوات البيشمركة جنبا إلى جنب مع القوات الاتحادية العراقية ومع التحالف الدولي».
هذا التصريح أكده بدوره محمد الكربولي، عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية في بغداد، الذي أكد في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن هناك تنسيقا «شفويا»، مشيرا إلى أن مذكرة التفاهم لم تناقش في اجتماع البرلمان العراقي أو في اجتماع رئيس الوزراء العراقي مع البرلمان، وإنما هناك معرفة وتنسيق شفوي.
ووقع وزير الداخلية والبيشمركة بالوكالة في حكومة الإقليم، كريم سنجاري، أمس في مراسم نظمت في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان وحضرها رئيس الإقليم مسعود بارزاني، مذكرة التفاهم العسكرية مع مساعدة وزير الدفاع الأميركي أليسا سلوتكين. وكان وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، قد جدد في اتصال هاتفي أجراه أول من أمس مع رئيس الإقليم تأكيد واستمرار والتزام بلاده بدعم قوات البيشمركة.
بدوره أوضح المدير العام للإعلام والتوعية في وزارة البيشمركة، العميد هلكورد حكمت أهمية الاتفاق أنه يعد دعمًا قويا لإقليم كردستان عسكريا واقتصاديا وسياسيا وقال: «توقيع هذه المذكرة يُعتبر دعما قويا لإقليم كردستان من النواحي العسكرية والاقتصادية والسياسية، كذلك ستوفر الولايات المتحدة وبحسب المذكرة رواتب قوات البيشمركة، فهذه المذكرة العسكرية تعتبر مذكرة شاملة تتضمن تجهيز قوات البيشمركة بكافة ما تحتاج إليه من أسلحة وأعتدة وتجهيزات عسكرية وتدريب وتُضمن استمرار هذا الدعم، وفي الوقت ذاته ومع توقيعها تخطو البيشمركة ودبلوماسية إقليم كردستان خطوة أخرى جديدة نحو الأمام في إطار التحالف الدولي ضد الإرهاب».
وتخوض قوات البيشمركة منذ أكثر من عامين الحرب ضد «داعش» والمجاميع الإرهابية الأخرى على طول جبهة تصل إلى أكثر من 1100 كيلومتر، وتمكنت البيشمركة وبإسناد من طيران التحالف الدولي من صد هجمات «داعش» وإيقاف تقدمه باتجاه الإقليم ومن ثم القضاء على قوته الهجومية. وخلال هذه المدة حققت البيشمركة انتصارات كبيرة على تنظيم داعش، واستطاعت خلال مدة قياسية أن تحرر أكثر من 95 في المائة من مساحة الأراضي الكردستانية التي سيطر عليها التنظيم إبان سيطرته على الموصل في صيف 2014.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».