تقنية «سينما لايترو» الثورية تعيد تعريف التصوير السينمائي

كاميرات مطورة تقيس بعد العناصر وترسمها رقميًا أثناء التصوير وتسهل عملية إضافة الرسومات الكومبيوترية

المسح الرقمي يقدم حلولا تقنية حديثة في صناعة السينما («الشرق الأوسط»)
المسح الرقمي يقدم حلولا تقنية حديثة في صناعة السينما («الشرق الأوسط»)
TT

تقنية «سينما لايترو» الثورية تعيد تعريف التصوير السينمائي

المسح الرقمي يقدم حلولا تقنية حديثة في صناعة السينما («الشرق الأوسط»)
المسح الرقمي يقدم حلولا تقنية حديثة في صناعة السينما («الشرق الأوسط»)

تقدم عروض الأفلام الحديثة تكاملا رائعا بين الرسومات الكومبيوترية، والواقع؛ وذلك بهدف زيادة مستوى الانغماس ومتعة المشاهدة لإيصال القصة بأفضل شكل إلى المشاهد. ويتم هذا الأمر حاليا باستخدام خلفيات خضراء يتم استبدالها بالرسومات الكومبيوترية والمؤثرات البصرية الرقمية بعد إتمام عملية التصوير. ولكن هذا الأمر من شأنه تشتيت تركيز الممثلين أثناء التصوير؛ ذلك أنهم مضطرون إلى تخيل ما يدور حولهم والتفاعل مع شخصيات وبيئة خيالية لا يرونها إلا بعد إكمال التصوير، والأمر نفسه ينطبق على المخرج وباقي طاقم التصوير. إلا أن تقنية حديثة من شأنها إحداث ثورة في عالم تصوير العروض الترفيهية والتخلص من الشاشات الخضراء بضربة واحدة، وهي كاميرات بدقة غير مسبوقة إلى الآن تمسح بيئة التصوير رقميا وتسمح بإزالة العناصر والبيئة فورا واستبدالها بأخرى كومبيوترية ومؤثرات بصرية خاصة بسهولة كبيرة. وليس من البعيد أن تدخل هذه التقنية في الكاميرات الشخصية المستخدمة يوميا بعد بضع سنوات فقط.

آلية العمل

اسم التقنية «سينما لايترو» Lytro Cinema، وهي تسجل عروض الفيديو بدقة 755 ميغابيكسل (تصل الدقة إلى 40K، أي نحو 40 ضعف الدقة العالية الحالية) وبسرعة 300 صورة في الثانية Frames per Second FPS، وتقوم بمسح البيئة التي يتم تصويرها رقميا وتحتسب عمق كل عنصر عن الكاميرا وتسجل جميع هذه البيانات في خريطة رقمية مجسمة تسمح للمخرج وطاقم الإنتاج تحريرها بكل سهولة، وإضافة وحذف ما يلزم من البيئة والعناصر بضغطة زر واحدة.
وتقدم هذه التقنية الحرية المطلقة للمخرج لتعديل الفلم بالطريقة التي تعجبه بعد الضغط على زر التسجيل، ومن دون إعادة تسجيل اللقطات لإضافة أو حذف العناصر لتحقيق رؤيته. ويمكن تصوير الممثلين أثناء السير على جبل ما، لحذف الجبل آليا واستبداله بسطح القمر، وبالتضاريس نفسها للجبل؛ الأمر الذي يسهل العملية على الممثل وطاقم الفنيين بشكل كبير.
ويقدم هذا النظام حلا رائعا لمعضلة طالما واجهت المخرجين، وهي أن العروض المسجلة ثنائية الأبعاد، بينما الرسومات الكومبيوترية والمؤثرات البصرية ثلاثية الأبعاد؛ الأمر الذي يعني أن مزجهما مع بعضهما بعضا سيؤدي إلى انخفاض في مستوى الواقعية المرغوبة؛ وهذا ما يجعل طاقم العمل يستخدم حيلا كثيرة لضمان عدم ملاحظة المشاهدين لهذا الأمر، مثل التصوير في ظروف الإضاءة المنخفضة، أو في العواصف المطرية، أو بوجود الضباب والمياه سريعة الحركة؛ وذلك لإخفاء العيوب التي لم يستطيعوا حذفها بعد مزج الرسومات الكومبيوترية والمؤثرات الخاصة مع العروض المسجلة. ونظرا لأن هذا النظام يلتقط كل صورة بشكل مجسم ثلاثي الأبعاد (من خلال تحليل عمق جميع العناصر وبعدها عن الكاميرا)، فإن المقام أصبح مشتركا، وهو البيئة المجسمة ثلاثية الأبعاد.

فوائد تصويرية جمة

وتقدم هذه التقنية الأدوات اللازمة لتعديل تركيز الصورة Focus على أي عنصر في الشاشة من دون استخدام عدسات مختلفة، وتعديل سرعة إغلاق فتحة العدسة بعد التسجيل لتعديل الألوان الفنية Shutter Speed، وتقريب الكاميرا من العناصر والابتعاد عنها Zooming كما لو أن الكاميرا هي التي تقترب أو تبتعد عن العناصر المختلفة أثناء التصوير الحقيقي، وغيرها من القدرات الأخرى. وتسمح هذه التقنية أيضا بمزج الرسومات الكومبيوترية والمؤثرات البصرية الرقمية مع التسجيلات الحقيقية بشكل أكثر واقعية من قبل، وأكثر سلاسة وسرعة بالنسبة للمخرج. ومن شأن هذه التقنية كذلك تطوير عروض الفيديو للواقع الافتراضي التي تعتبر النقلة الجديدة في عالم الترفيه.
ويمكن للمخرج، مثلا، تصوير عائلة تتناول وجبة الغداء في المنزل، ووضع العائلة في حفل عشاء فاخر في قلعة تاريخية، مع استبدال المنضدة والديكورات بكل سهولة ومن دون أن يسافر الممثلون إلى تلك القلعة. ويمكن للنظام أيضا التعامل مع عناصر صغيرة كثيرة، مثل مشاركة الممثل بلعبة بلياردو أثناء التصوير، وتغيير اتجاه الكرات التي يضربها لتدخل أو تخرج أو تتفاعل مع بعضها بعضا، وكأنها كرات رقمية وليست حقيقية. ويمكن كذلك استبدال أوقات الليل والنهار بعد انتهاء التصوير، وتغيير حالة الجو من الممطر إلى المشمس أو المثلج، مع تفاعل كل قطرة مطر أو رقاقة ثلج مع البيئة التي تسقط فوقها، ومن دون أن يبتل أي ممثل.
وستخفض هذه التقنية من تكاليف إعادة التصوير لتغيير بعض الإعدادات التقنية للكاميرات التقليدية، أو لتلافي أخطاء التمثيل جراء عدم مشاهدة ما يحدث من حول الممثلين أمام الشاشة الخضراء، إضافة إلى خفض تكاليف سفر طاقم العمل الكامل حول العالم، وخفض تكاليف التحرير بعد انتهاء التصوير، وبشكل كبير.

تحديات وعقبات

ونظرا للمواصفات التقنية العالية جدا لهذا النظام، فإنه ليس متوافرا للشراء بالكامل، بل يمكن استئجاره بتكلفة تبلغ 125 ألف دولار؛ الأمر الذي يجعله أداة مبهرة للمحترفين الذين يرغبون في التصوير بسلاسة ومن دون انقطاع، وجعل الممثلين يشعرون بالبيئة الخيالية من حولهم، ويتفاعلون معها أثناء التصوير عوضا عن تخيلها أمام شاشة خضراء في استوديو التصوير.
ومن التحديات التي تواجه هذه التقنية هي السعة التخزينية المطلوبة لتسجيل بيانات عروض الفيديو الكاملة، حيث إن الدقة الفائقة لكل صورة بمعدل 300 صورة في الثانية تعني أن الثانية الواحدة ستكلف نحو 400 غيغابايت، أي أن الفيلم الذي تصل مدته إلى ساعة ونصف سيحتاج إلى أكثر 2 مليون غيغابايت. ولكن هذه السعة ليست عبئا على المستخدم النهائي، بل على المخرج وطاقم التحرير نفسه الذي يجب عليه التعامل مع هذا الكم الهائل من البيانات واختيار ما يلزمه منها لتسجيل الفيلم النهائي بالصيغة التقليدية التي يعرفها المستخدم (أقراص «دي في دي» أو «بلو - راي» الليزرية). لكن الشركة المطورة تقدم خدمات التخزين الخاص أو السحابي، والفلاتر (المرشحات) التصويرية الرقمية مع الكاميرات على شكل نظام تقني متكامل؛ وذلك لخفض العبء التقني على طاقم العمل. يمكن الحصول على المزيد من المعلومات بزيارة موقع الشركة المطورة: https:--www.lytro.com-cinema



«أبل» تطلق تحديثات على نظامها «أبل إنتلدجنس»... ماذا تتضمن؟

عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)
عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)
TT

«أبل» تطلق تحديثات على نظامها «أبل إنتلدجنس»... ماذا تتضمن؟

عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)
عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)

أطلقت شركة «أبل» الأربعاء تحديثات لنظام الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بها، «أبل إنتلدجنس»، الذي يدمج وظائف من «تشات جي بي تي» في تطبيقاتها، بما في ذلك المساعد الصوتي «سيري»، في هواتف «آيفون».

وستُتاح لمستخدمي هواتف «أبل» الذكية وأجهزتها اللوحية الحديثة، أدوات جديدة لإنشاء رموز تعبيرية مشابهة لصورهم أو تحسين طريقة كتابتهم للرسائل مثلاً.

أما مَن يملكون هواتف «آيفون 16»، فسيتمكنون من توجيه كاميرا أجهزتهم نحو الأماكن المحيطة بهم، وطرح أسئلة على الهاتف مرتبطة بها.

وكانت «أبل» كشفت عن «أبل إنتلدجنس» في يونيو (حزيران)، وبدأت راهناً نشره بعد عامين من إطلاق شركة «أوبن إيه آي» برنامجها القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، «تشات جي بي تي».

وفي تغيير ملحوظ لـ«أبل» الملتزمة جداً خصوصية البيانات، تعاونت الشركة الأميركية مع «أوبن إيه آي» لدمج «تشات جي بي تي» في وظائف معينة، وفي مساعدها «سيري».

وبات بإمكان مستخدمي الأجهزة الوصول إلى نموذج الذكاء الاصطناعي من دون مغادرة نظام «أبل».

وترغب المجموعة الأميركية في تدارك تأخرها عن جيرانها في «سيليكون فالي» بمجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وعن شركات أخرى مصنّعة للهواتف الذكية مثل «سامسونغ» و«غوغل» اللتين سبق لهما أن دمجا وظائف ذكاء اصطناعي مماثلة في هواتفهما الجوالة التي تعمل بنظام «أندرويد».

وتطرح «أبل» في مرحلة أولى تحديثاتها في 6 دول ناطقة باللغة الإنجليزية، بينها الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والمملكة المتحدة.

وتعتزم الشركة إضافة التحديثات بـ11 لغة أخرى على مدار العام المقبل.