انتخب المؤتمر الاستثنائي لجبهة البوليساريو، الداعية إلى انفصال الصحراء عن المغرب، أمس، إبراهيم غالي أمينا عاما للجبهة، ورئيسا لـ«الجمهورية الصحراوية»، التي أعلنتها الجبهة من جانب واحد عام 1976 بدعم من الجزائر.
وجاء انتخاب غالي، وهو من مواليد مدينة السمارة عام 1947، بعد أسابيع قليلة من وفاة محمد عبد العزيز، الذي ظل على رأس الجبهة لأكثر من ثلاثة عقود ونصف العقد، بعد معاناة طويلة مع مرض عضال.
وحصل غالي على 1766 صوتا من مجموع 1895 من الأصوات المعبر عنها، حسبما أعلنت عنه لجنة الانتخابات بعد فرز النتائج النهائية. ويعد غالي من مؤسسي جبهة البوليساريو، إذ عين وزيرا للدفاع في أول حكومة لـ«الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية» في مارس (آذار) 1976، وظل في المنصب ذاته إلى غاية 1989، وانتخب غالي في اللجنة التنفيذية للمؤتمر الثالث للجبهة، ثم عضوا في الأمانة الوطنية للجبهة من المؤتمر التاسع 1999 إلى غاية المؤتمر الرابع عشر (2015). كما جرى تعيينه قائدا للناحية العسكرية الثانية من 1989 إلى 1993، ثم وزيرا للدفاع من 1993 إلى 1998. وشارك غالي ضمن وفد جبهة البوليساريو المفاوض مع العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني سنة 1989، ثم مع الملك محمد السادس عام 1996 أيام كان وليًا للعهد. وما بين عامي 1998 و1999 عين غالي وزيرا لما يسمى «المناطق المحتلة»، ثم أصبح ممثلا للجبهة في إسبانيا من 1999 إلى 2008، وفي 2008 عين سفيرا مفوضا فوق العادة في الجزائر.
وفي يناير (كانون الثاني) 2015 أصبح مسؤولا عن التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى غاية انتخابه أمينا عاما لجبهة البوليساريو.
وإذا كان الولي مصطفى السيد هو مؤسس جبهة البوليساريو، فإن إبراهيم غالي كان أول أمين عام لها.
وقالت مصادر مطلعة على ملف نزاع الصحراء إنه في سنة 1973، حينما اجتمع الولي ورفاقه في الزويرات (شمال موريتانيا) لتأسيس الجبهة، انتبه إلى أن قائد التنظيم لا بد أن يكون متحدرا من الأقاليم التي كانت تخضع للاستعمار الإسباني، وذلك لأن الولي كان يريد أن تكون قيادة التنظيم معروفة لدى السكان الذين يعيشون في المناطق نفسها، لذا وقع الاختيار من دون تصويت أو انتخاب على غالي الذي يتحدر من السمارة، وينتمي إلى قبيلة «الرقيبات»، في الوقت الذي يتحدر الولي مصطفى السيد من طانطان الواقعة في المنطقة غير المتنازع عليها. لكن الولي سرعان ما تكلف بقيادة الجبهة في المؤتمر الوطني الثاني، لكنه سرعان ما لقي حتفه في شمال موريتانيا، فيما سار غالي في مسار مختلف للأهداف التي رسمها مؤسس الجبهة. يذكر أن غالي كان من أهم المرشحين لخلافة الولي مصطفى السيد بعد مقتله، لكن الجزائر التي دخلت على الخط اختارت محمد عبد العزيز، ليكون خليفة الولي على رأس الجبهة الانفصالية.
وقد ظل غالي بعد وفاة عبد العزيز من بين أكبر المرشحين لخلافته لأسباب كثيرة، أولها كونه أحد الأطر المؤسسة للجبهة، وأحد قدمائها، إذ تدرج في عدد من المهام الحساسة في تنظيم الجبهة بما فيها وزير الدفاع، بالإضافة إلى علاقته الوطيدة بجنرالات الجزائر، حيث قضى سنوات سفيرا للبوليساريو في الجزائر العاصمة، كما سبق الإشارة إلى ذلك.
إبراهيم غالي الأمين العام الجديد لجبهة البوليساريو
«بوليساريو» الانفصالية تختار أمينًا عامًا لها خلفًا لعبد العزيز
شارك في المفاوضات مع الملك الراحل الحسن الثاني وولي عهده
«بوليساريو» الانفصالية تختار أمينًا عامًا لها خلفًا لعبد العزيز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة