في وقت دعا فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى ما أسماه مواجهة سياسية مع «داعش» تترافق مع ما بات يحرزه الجيش العراقي من تقدم في جبهات القتال، فقد أقر وزير الدفاع خالد العبيدي بوجود تداخل في الصلاحيات.
وقال العبادي في بيان له بعد يومين من قبول استقالة وزير الداخلية محمد سالم الغبان، وإقالة قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الأمير الشمري: إن «استهداف مرقد السيد محمد في بلد إنما يشكل حلقة في سلسلة الاستهداف الإرهابي الذي يتعرض له العراق». وأضاف أن «العدو الإرهابي المتمثل بـ(داعش) يحاول التعويض عن الهزيمة القاسية التي لحقت به في الفلوجة».
وعد العبادي الهجوم الذي وقع على مرقد السيد محمد في قضاء بلد «يهدف إلى خلق حالة من الاضطراب الداخلي والأمني، وتوفير مادة لبعض المؤيدين له في الداخل، خصوصا في الشارع السياسي للاستمرار في مخطط استهداف الدولة ومؤسساتها في إطار مخطط لا يخفى على أحد». ورأى العبادي أن «المعركة السياسية قد تكون أكثر تعقيدا من المعركة العسكرية؛ نظرا للجهود التي تبذلها بعض الأطراف المتضررة من عملية الإصلاح التي تعتبر الوجه الآخر للمعركة العسكرية».
من جهته، أكد وزير الدفاع خالد العبيدي، أن تنظيم داعش «بدأ يلعب على وتر الطائفية في العراق من جديد بعد الخسائر الكبيرة التي أصابته»، وأقر بوجود «تداخل في المسؤوليات الأمنية يربك العمل الأمني»، فيما توقع تنفيذ التنظيم «الكثير من العمليات خلال الأيام المقبلة», متوقعا وزير الدفاع: «تنفيذ تنظيم داعش هجمات كثيرة خلال الأيام المقبلة بسبب الضغط الذي يتعرض له والخسائر الكبيرة بالمقاتلين والأرض والتمويل»، مقرا بوجود «تداخل في المسؤوليات يربك العمل الأمني». وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حاكم الزاملي، أن «التخبط لا يزال هو سيد الموقف، سواء على صعيد تحديد الجهة المقصرة فيما حصل من كوارث خلال الفترة الماضية أو التداخل في الصلاحيات وعدم وجود آلية واضحة لمحاسبة من يثبت تقصيره فيما يجري». وقال الزاملي لـ«الشرق الأوسط»: إن «تنظيم داعش بدأ يعمل على تطوير آليات عمله، حيث إن المواد المتفجرة التي استخدمها في تفجير الكرادة هي نفسها التي استخدمها في تفجير بلد}.
من جانبه، عد محمد العكيلي القيادي في ائتلاف دولة القانون الذي ينتمي إليه العبادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة التي نواجهها في العراق ليست اقتصادية أو أمنية أو اجتماعية، بل سياسية في المقام الأول، وهو ما توصل إليه العبادي الذي بات يصعّد من خطابه وموقفه، وربما هو مقبل على تحولات كبيرة في المستقبل على كل المستويات، ولا سيما بعد ما حصل في الكرادة.
، الذي ستكشف الكثير من الأسرار والخفايا»، مؤكدا أن «هناك الكثير من القوى والكتل السياسية بمن في ذلك داخل التحالف الوطني الذي ينتمي إليه العبادي لا تريد له أن يتقدم». وأوضح العكيلي، أن «تفجير الكرادة ورغم كونه عملا نفذه تنظيم داعش، لكنه من جانب آخر ضربة سياسية للعبادي قامت بها جهات كثيرة في الداخل والخارج؛ لأنها جميعا اتفقت على ألا يستثمر العبادي لصالحه نشوة النصر الذي تحقق في الفلوجة والذي ينتظر تحقيقه في الموصل، حيث إن الأمر من وجهة نظر قوى كثيرة، من بينها قوى شيعية، يتعلق بالنفوذ السياسي ففي حال حقق العبادي النصر على «داعش» في جبهات القتال، فإنه سيخرج عن نطاق سيطرة هذه القوى وهو ما تفهمه هي تفرد في القرار، وهو ما بات يشكل عنصر تصادم بين هذه القوى وبين العبادي الذي بات يطلق عليهم دواعش السياسة».
العبادي يدعو إلى مواجهة سياسية مع «داعش».. والعبيدي يقر بتداخل الصلاحيات
قيادي في «دولة القانون»: قوى سياسية سهلت فاجعة الكرادة
العبادي يدعو إلى مواجهة سياسية مع «داعش».. والعبيدي يقر بتداخل الصلاحيات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة