روحاني يستبعد مرشحا إصلاحيا لحكومته لتخفيف التوتر مع متشددي البرلمان

نواب يصعدون ضد المفاوضات النووية

روحاني يستبعد مرشحا إصلاحيا لحكومته لتخفيف التوتر مع متشددي البرلمان
TT

روحاني يستبعد مرشحا إصلاحيا لحكومته لتخفيف التوتر مع متشددي البرلمان

روحاني يستبعد مرشحا إصلاحيا لحكومته لتخفيف التوتر مع متشددي البرلمان

زيارة وفد من البرلمان الأوروبي للبرلمان الإيراني أمس، من اليسار البرتغالية انا غوميز والنمساوي هانز سوبودا والنائبة من الحزب الاشتراكي البلجيكي فيرونيك دي كيسر (أ. ب)

قدم الرئيس الإيراني حسن روحاني قائمة تضم ثلاثة مرشحين جددا لتولي حقائب وزارية عوضا عن المرشحين الذين رفضهم البرلمان الخاضع لهيمنة المتشددين.
وكان من اللافت غياب اسم الإصلاحي محمد جعفر توفيقي، وزير العلوم والبحث العلمي والتكنولوجيا في حكومة تصريف الأعمال عن القائمة، حيث أعلنت وسائل الإعلام أمس اختيار روحاني لرضا فرجي دانا وزيرا للعلوم والبحث العلمي والتكنولوجيا، ورضا صالحي أميري لشغل منصب وزير الشباب والرياضة، وعلي أصغر فاني وزيرا للتعليم.
ولا يحتل المرشحون الذين سيصوت عليهم البرلمان بالثقة الأسبوع المقبل، مكانة بارزة في أي فصيل سياسي إيراني وهو ما قد يسهل من مهمة التصديق عليهم.
وقد شغل محمد جعفر توفيقي منصب وزير العلوم خلال الفترة الرئاسية الثانية لمحمد خاتمي. وأعلن في وقت سابق عن برنامج للتطوير وانفتاح سياسي أمام الجامعات، مشيرا إلى إتاحة الفرصة أمام من استبعدوا من التعليم في السنوات الأخيرة والذين يشعرون بانتهاك حقوقهم لنقل قضيتهم إلى وزارة العلوم. كما عارض توفيقي أيضا خطط المتشددين في الفصل بين الطلبة والطالبات في الجامعات الإيرانية.
وكانت تصريحات ومواقف توفيقي أثناء الانتخابات المثيرة للجدل عام 2009 قد أثارت غضب المتشددين في إيران عندما انتقد ممارسات رجال الأمن ضد الطلاب أثناء الاحتجاجات.
وقد أعرب العديد من المتشددين الإيرانيين بمن فيهم أعضاء البرلمان أخيرا عن معارضتهم لإعادة تعيينه وزيرا للعلوم. فصرح روح الله حسينيان، النائب المتشدد البارز، أخيرا، أن البرلمان يشعر بشيء من «الحساسية» ضد «حركة الفتنة»، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى الذين زعموا وجود تزوير في الانتخابات الرئاسية لعام 2009. وقال: «نتيجة لكلمة توفيقي التي ألقاها دعما لحركة الفتنة، سيكون رد فعل البرلمان سلبيا على تعيينه، من دون شك».
ويحاول روحاني برفعه اسم جعفر توفيقي من قائمة المرشحين لمجلس الوزراء، تهدئة التوتر بين حكومته والبرلمان المحافظ في المقام الأول والحصول على دعم البرلمان لقرارات أكثر حساسية خلال الأشهر القليلة المقبلة، خاصة ما يتعلق بالقضية النووية.
من ناحية أخرى، نقلت وكالة أنباء «الطلبة» الإيرانية شبه الرسمية، عن المفاوض النووي عباس عراقجي قوله الأسبوع الماضي إن المناقشات بشأن تنفيذ «البروتوكول الإضافي» جزء من اقتراح بلاده النووي إلى القوى العالمية الست للتوصل إلى تسوية نووية.
ويسمح البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي بقيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمليات تفتيش غير متوقعة للمنشآت النووية الإيرانية. غير أن تصريحات عراقجي لقيت ردود فعل سريعة من أعضاء في البرلمان الإيراني الذين أكدوا على أن أي قرار يتعلق بتنفيذ البروتوكول الإضافي ينبغي أن يوافق عليه البرلمان.
وصرح رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بأنه لا يمكن السماح بإجراءات تحرم إيران من حقوقها النووية، بناء على معاهدة حظر نشر الأسلحة النووية. ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية عن لاريجاني قوله: «على المفاوضين الإيرانيين أن يعوا ذلك كليا». وأضاف: «إذا شعر البرلمان بأن طرفا قويا آخر لديه ازدواجية معايير، أو موقف لا يمكن تبريره، حينها سيوافق البرلمان على إجراءات ضرورية حول النشاطات النووية»، من دون توضيح تلك الإجراءات.
فأشار نائب إيراني بارز أمس إلى أن البرلمان الإيراني لن يوافق على البروتوكول الإضافي لمعاهدة عدم الانتشار إلا في حال ألغت الدول الغربية كافة العقوبات ضد بلاده.
وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، أحمد بخشايش، لوكالة أنباء «فارس»: «ينبغي أن ننتبه إلى أن قبول البروتوكول الإضافي أثير في المرحلة النهائية من المفاوضات النووية (في جنيف) وينبغي أن نرى المزايا التي يمكن أن يمنحوها (القوى العالمية) لإيران في مقابل ذلك».
وأوضح بخشايش أنه في حال اعترفت الدول الغربية بحقوق إيران، فإن بلاده مستعدة لقبول البروتوكول الإضافي، ولكن بعد بعض الشروط المسبقة.
كما نقلت وكالة أنباء «فارس» عن محمد حسن أصفاري، عضو آخر في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية التابعة للمجلس، قوله إن «قبول البروتوكول الإضافي يعتمد على الاعتراف بجميع الحقوق النووية للأمة الإيرانية، بما في ذلك تخصيب (اليورانيوم)».
وكانت إيران قد أجرت مباحثات مع القوى الست في جنيف الأسبوع الماضي، وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها الجانبان منذ انتخاب الرئيس روحاني الصيف الماضي.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.