«قوات سوريا الديمقراطية» تتقدم باتجاه مركز منبج بدعم جوي دولي كثيف

«داعش» يختطف مدنيين لاستخدامهم دروعًا بشرية في جبهات القتال

«قوات سوريا الديمقراطية» تتقدم باتجاه مركز منبج بدعم جوي دولي كثيف
TT

«قوات سوريا الديمقراطية» تتقدم باتجاه مركز منبج بدعم جوي دولي كثيف

«قوات سوريا الديمقراطية» تتقدم باتجاه مركز منبج بدعم جوي دولي كثيف

واصلت «قوات سوريا الديمقراطية»، ومعظمهما من المقاتلين الأكراد، تقدمها نحو مركز مدينة منبج التي يسيطر عليها تنظيم داعش بدعم جوي دولي كثيف، وأصبحت تبعد عنه ما يقل عن 1 كلم. ويحاول التنظيم المتطرف الحد من تقدم هذه القوات من خلال استخدام السيارات المفخخة كما يُقدم على اختطاف مدنيين لاستخدامهم دروعا بشرية في جبهات القتال.
وأفاد ناشطون موجودون في المنطقة الواقعة في محافظة حلب شمال سوريا، بأن «الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها عناصر التنظيم في محيط المدينة، تعيق تقدم قوات سوريا الديمقراطية نحو مركز المدينة من الجهات الأربعة»، وأشاروا إلى أن القوات المهاجمة تمكنت في الساعات القليلة الماضية من الوصول إلى دوار حي «الحزاونة» في المدينة.
وقال ناصر الحاج منصور، مستشار «قوات سوريا الديمقراطية» لـ«الشرق الأوسط» إن هذه القوات «حققت تقدما ملحوظا في اليومين الماضيين داخل منبج بعد الانتهاء من التصدي للهجمات الخارجية من كل أطراف المدينة»، لافتا إلى أن «الألغام والمفخخات والأنفاق والقناصين يعيقون التقدم السريع خاصة أن التنظيم لن يستسلم وهو لا يزال يقاتل بقوة وعدد قواته لا داخل المدينة لا يزال كبيرا». وشدّد منصور على وجوب إدراك أن معركة منبج «معركة استراتيجية بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية كما مقاتلي منبج العسكري وتنظيم داعش بشكل خاص باعتبار أن خسارته المدينة ستعني بداية تفتته وتحطمه بعد قطع تواصله بريف حلب». وأضاف: «المعارك صعبة، والتقدم باتجاه مركز المدينة صعب لكن ما يمكن تأكيده أن العملية العسكرية على منبج دخلت مرحلة جديدة».
وأشار إلى «وجود عدد كبير من المدنيين المحاصرين من قبل التنظيم يشكل العائق الأكبر في تحقيق التقدم المطلوب، باعتبار أننا نتعاطى بحذر هائل مع الموضوع، فلا نستخدم الأسلحة الثقيلة كما أن الطيران لا يقصف المناطق التي يتحصن فيها عناصر التنظيم بين هؤلاء المدنيين».
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية من طرف، وتنظيم داعش من طرف آخر، حيث تتركز المعارك في حي الحزاونة الذي تمكنت القوات المهاجمة من تحقيق تقدم كبير فيه خلال اليومين الفائتين، في محاولة منها التقدم نحو مركز المدينة الذي يفصلها عنه نحو 1 كلم»، وأشار إلى أن «الاشتباكات تترافق مع قصف لهذه القوات على مناطق في المدينة، وقصف لطائرات التحالف على تمركزات ومواقع داعش فيها».
وأوضح المرصد أن الاشتباكات بين الطرفين تركزت أيضا في محيط قرية عون دادات بريف مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، وقد ترافقت مع سماع دوي انفجارات في المنطقة ناجمة عن تفجير التنظيم لـ3 عربات مفخخة، لافتا إلى ورود «معلومات مؤكدة من مصادر أهلية أن تنظيم داعش اختطف 13 فردا من عائلة واحدة بالإضافة لثلاث مواطنات من أهالي قرية السكرية بريف مدينة منبج، لاستخدامهن كدروع بشرية في جبهات القتال».
ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن أنس الخليل المقاتل في صفوف قوات سوريا الديمقراطية أن المواجهات بينهم وبين «داعش» أدت في الساعات الماضية إلى مقتل 13 عنصرا في صفوف القوات المهاجمة وإصابة أكثر من 20 آخرين في حين عثر على 15 جثة تعود لمقاتلين من تنظيم داعش. وبحسب وكالة «قاسيون» فقد تمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» من بسط سيطرتها الكاملة على تلة «الياسطي» الاستراتيجية، لافتة إلى القوات المهاجمة عبرت التلة وباتت المعارك في مدينة منبج من الجهة الشمالية.
أما وكالة «آرا نيوز» التي تُعنى بالشأن الكردي فتحدثت عن «اشتباكات اندلعت بين «داعش» وقوات سوريا الديمقراطية قرب مدرسة عقيل في الجهة الشرقية لمدينة منبج، مع استمرار الاشتباكات في الجهة الشمالية للمدينة، أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف تنظيم داعش، فيما لم ترد معلومات عن حجم خسائر قوات سوريا الديمقراطية ومجلس منبج العسكري». وأشارت الوكالة إلى أن «مقاتلي مجلس العسكري أحبطوا هجومًا لداعش من المحور الشمالي على طريق منبج - جرابلس على مواقع قواتهم وقتل خلال المعارك اثنا عشر عنصرًا من التنظيم».



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.