أبو مازن يدعو إلى رفض تقرير «الرباعية» ويتطلع إلى شجب أقوى من واشنطن للاستيطان

أبو مازن يدعو إلى رفض تقرير «الرباعية» ويتطلع إلى شجب أقوى من واشنطن للاستيطان
TT

أبو مازن يدعو إلى رفض تقرير «الرباعية» ويتطلع إلى شجب أقوى من واشنطن للاستيطان

أبو مازن يدعو إلى رفض تقرير «الرباعية» ويتطلع إلى شجب أقوى من واشنطن للاستيطان

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) مجلس الأمن الدولي إلى رفض تقرير اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، واصفا إياه بأنه لا يخدم السلام.
وقال عباس، في تصريح مقتضب بمناسبة عيد الفطر: «نحن أصدرنا موقفا عن اللجنة الرباعية، وقلنا إنه لا يصلح لأن يكون تقريرا يؤدي مهمة السلام المطلوبة، ولذلك نأسف جدا أن يكون هذا هو الموقف، ونتمنى على مجلس الأمن أن لا يؤيد هذا التقرير». وجاء موقف عباس بعد يومين من تهديد القيادة الفلسطينية بمقاطعة اللجنة الرباعية عقب صدور تقرير عده الفلسطينيون بغير المتوازن.
وكانت «الرباعية» أصدرت الجمعة الماضي تقريرا في 10 صفحات، وبدأ بانتقاد «العنف والتحريض على الكراهية وبناء المستوطنات وفقدان السلطة الفلسطينية للسيطرة على قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس»، واعتبرت ذلك بأنه «يقوض آمال التوصل إلى سلام دائم».
وأوضح التقرير أن «ازدياد وجود السلاح والنشاط العسكري في غزة مع تضاؤل وجود السلطة الفلسطينية، إضافة إلى تدهور الأوضاع الإنسانية، يغذيان حالة عدم الاستقرار في القطاع ويعرقلان جهود تحقيق حل عن طريق التفاوض».
وانتقل التقرير إلى الاستيطان، وقال: «إنه منذ بدء عملية السلام في أوسلو عام 1993 تضاعف عدد المستوطنين اليهود حتى وصل إلى أكثر من 570 ألف إسرائيلي يعيشون في مستوطنات تعتبرها الأمم المتحدة ومعظم دول العالم غير قانونية».
وأضاف التقرير أن إسرائيل استأثرت لنفسها بحق استخدام نحو 70 في المائة من المنطقة «C»، وهو ما يمثل 60 في المائة من الضفة الغربية المحتلة، وتوجد بها معظم الأراضي الزراعية والموارد الطبيعية. ولم يخف المسؤولون الفلسطينيون استياءهم الشديد من بيان الرباعية. وقال نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، إن التقرير لا يتضمن انسحابا كاملا من حدود عام 1967، بما يشمل مدينة القدس المحتلة، مضيفا: «التقرير لم يتضمن إقرارا بعدم شرعية الاستيطان، مما يعني أنه لن يؤدي إلى سلام حقيقي، بل سيزيد من حدة التوتر القائمة بالأساس». كما قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، أمس، إن تقرير الرباعية لم يرق إلى مستوى التوقعات.
وعمليا تتعامل السلطة الفلسطينية كأن «الرباعية» غير موجودة. واختار عريقات أمس الإعلان عن تواصل السلطة مع أطراف بـ«الرباعية» من دون أن يسمي «الرباعية»، قائلا: إن القيادة الفلسطينية ستستمر بالتعاون مع روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإحياء عملية السلام.
ومن جهة ثانية، رحب عباس ببيان الخارجية الأميركي الذي انتقد الاستيطان، لكنه قال إنه يريد منها إعلان أن الاستيطان غير شرعي. وقال عباس: «نحن نريد أن يقال على الاستيطان إنه غير شرعي وغير قانوني، ويجب أن ينتهي، وهذا ما نطالب به، وإذا حصل هذا من أي دولة، فأهلا وسهلا به».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية اتهمت أول من أمس (الثلاثاء) إسرائيل بالاستيلاء الممنهج على الأراضي الفلسطينية بعد إعلان إسرائيل بناء 800 وحدة سكنية في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقال الناطق باسم الوزارة جون كيربي إن التقارير عن تصاريح البناء الجديدة، تثير تساؤلات حول التزام إسرائيل بحل الدولتين.
وأضاف: «في حال كان صحيحا، سيكون هذا التقرير الخطوة الأحدث في إطار ما يبدو أنه عملية ممنهجة لمصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني وتشريع البؤر الاستيطانية». وتابع: «إن من شأن هذه العملية أن تضعف فرص تنفيذ حل الدولتين. نحن نعارض مثل هذه الخطوات التي نعتقد أنها تؤتي بنتائج عكسية لقضية السلام بشكل عام»، وأردف «أن واشنطن قلقة جدا من الخطوة». ومضى يقول: «هذه الخطوة تهدد بترسيخ واقع الدولة الواحدة وتثير تساؤلات جدية حول نيات إسرائيل».
وقال كيربي إن الولايات المتحدة تجري «نقاشات صعبة» مع القادة الإسرائيليين حول عملية السلام المنهارة مع الفلسطينيين.
وجاء الموقف الأميركي في وقت شجب فيه الاتحاد الأوروبي نية إسرائيل إقامة المئات من الوحدات السكنية في المستوطنات بالضفة الغربية وفي القدس، معتبرا أن أعمال بناء مثل هذه تضر بفرص تحقيق حل الدولتين.
وفورا، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الانتقادات الأميركية والأوروبية لنية إسرائيل إقامة المئات من الوحدات السكنية في المستوطنات بالضفة الغربية وفي القدس. وقال نتنياهو إن ما يُبعد السلام ليس البناء في أورشليم القدس و«معاليه أدوميم»، وإنما التحريض المستمر ضد دولة إسرائيل، ورفض جيراننا خوض مفاوضات سلمية معنا.
أما وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان فأعلن أنه يعتزم مواصلة البناء في المستوطنات والحفاظ على أمن المستوطنين. وأضاف «أنه لا يكفي اتخاذ إجراءات دفاعية في التعامل مع الإرهاب، بل يجب قطع رأس الأفعى». وكان كل من نتنياهو وليبرمان قد صادقا قبل يومين على خطط بناء لمئات الوحدات الاستيطانية في مستوطنة «معاليه أدوميم» بين رام الله والقدس. وبحسب الخطة، سيتم بناء 560 وحدة سكنية في مستوطنة «معاليه أدوميم»، و140 في مستوطنة «راموت» اليهودية في القدس، و100 في مستوطنة «هار حوما»، (جبل أبو غنيم) جنوب القدس. وأعلن نتنياهو وليبرمان القرارات الجديدة ردا على مقتل اثنين من المستوطنين في عمليتين منفصلتين في الخليل الأسبوع الماضي.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.