النظام يصعّد حول العاصمة.. و«النصرة» تسابقه إلى معركة جنوب دمشق

حديث عن تخطيطه لنقل معركة الغوطة الشرقية إلى مدخل بلدة دوما

شاب يقود دراجته النارية عابرًا الأبنية المدمرة بفعل الغارات الجوية على بلدة دوما التي تسيطر عليها المعارضة (رويترز)
شاب يقود دراجته النارية عابرًا الأبنية المدمرة بفعل الغارات الجوية على بلدة دوما التي تسيطر عليها المعارضة (رويترز)
TT

النظام يصعّد حول العاصمة.. و«النصرة» تسابقه إلى معركة جنوب دمشق

شاب يقود دراجته النارية عابرًا الأبنية المدمرة بفعل الغارات الجوية على بلدة دوما التي تسيطر عليها المعارضة (رويترز)
شاب يقود دراجته النارية عابرًا الأبنية المدمرة بفعل الغارات الجوية على بلدة دوما التي تسيطر عليها المعارضة (رويترز)

كثف النظام السوري حملاته العسكرية في محيط دمشق، محاولا تأمين عاصمته وإبعاد قوات المعارضة التي حققت قفزة نوعية خلال الأسبوع الماضي، بعد تبنيها إسقاط طائرتين عسكريتين من أصل أربعة سقطوا في ريف دمشق.
وفتح النظام السوري جبهاته المحيطة بالعاصمة، على ثلاثة محاور، اثنان منها في الغوطة الشرقية لدمشق، حيث فشل في إحراز تقدم استراتيجي، رغم هجمات متكررة يحاول العبور منها إلى نقاط التماس مع مدينة دوما بغرض نقل الاشتباكات إليها، في حين يسابق «جبهة النصرة» إلى معركة ثالثة في جنوب العاصمة السورية.
ويتبع النظام سياسة القضم البطيء في القرى والمزارع المحيطة في مدينة دوما في الجهة الشمالية من الغوطة الشرقية، باستهداف مناطق، بينها البحارية وميدعا المطلة على مطار دمشق الدولي من الجهة الشمالية. وتمكنت قوات النظام، خلال شهرين، من تحقيق تقدم في المنطقة، كان آخره أول من أمس، الاثنين، حيث أفاد المرصد السوري باندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى في بلدة ميدعا ومحيط بلدة الميدعاني وحوش الفارة بالغوطة الشرقية، وسط قصف مكثف من قبل قوات النظام وقصف طائرات حربية على مناطق الاشتباك، حيث تمكنت قوات النظام من السيطرة على أجزاء واسعة من بلدة ميدعا.
لكن المعارضة، تقلل من أهمية هذا التقدم، بحسب ما أكد عضو مجلس الثورة في ريف دمشق إسماعيل الداراني، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن البحارية وميدعا وغيرها من المناطق المحيطة «عبارة عن قرى صغيرة ومزارع لا تضم كتلا سكانية كبيرة، وهي مهمة وغير مؤثرة»، فضلاً عن أنها منطقة مكشوفة «تجري خلالها معارك كر وفر ولا يمكن لأي من الطرفين، النظام والمعارضة، السيطرة المطلقة عليها، لغياب أي قدرة على الاحتماء».
وتحولت هذه المنطقة إلى منطقة اشتباكات دائمة، منذ العام 2013 حين استعاد النظام السيطرة على العتيبة، مما مكّنه من قطع خطوط الإمداد بين الغوطة الشرقية والقلمون. ودفع النظام بتعزيزاته إلى تلك المنطقة الشمالية الشرقية من الغوطة، وأوقفتها قوات المعارضة شرق البحارية، حيث فشلت في اختراق خطوط الدفاع لدى المعارضة.
ويبدو أن النظام اليوم، يعد خطة من خلال خطة التقدم البطيء، للتقدم إلى المنطقة. إذ أكد الداراني أن النظام «يسعى للسيطرة عليها كي يتمكن من فرض سيطرته على التلال والمرتفعات المطلة على مدينة دوما وبينها تل كردي، تمثل خط الدفاع الأخير عن دوما، وذلك بهدف نقل المعركة من محيط دوما إلى قلب المدينة نفسها».
وفي مقابل تقدم النظام وتعزيزاته العسكرية، استطاعت قوات المعارضة صد الهجمات. وأعلن جيش الإسلام عن تدمير وإعطاب ثلاث دبابات لقوات النظام أثناء محاولتها التقدم على جبهات الغوطة الشرقية، بينها جبهة ميدعا وجبهة مستشفى حرستا العسكري وأوتوستراد دمشق حمص الدولي في الغوطة الشرقي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض - أرض أطلقته قوات النظام على مناطق في بلدة حزرما بالغوطة الشرقية، فيما استهدفت قوات النظام مناطق في حي جوبر بأطراف العاصمة الشرقية بعدة قذائف.
وعلى غرار الدفع إلى الغوطة المحاصرة من الجهة الشمالية، فإن النظام يحاول التقدم أيضًا من الجهة الجنوبية المحاذية لأحياء العاصمة السورية، حيث يحاول النظام والميليشيات التي تقاتل إلى جانبه، قضم مزيد من المناطق في محيط مرج السلطان ودير العصافير وغيرها، مستغلاً المساحات المفتوحة التي تمنع مقاتلي المعارضة من الاحتماء في وجه القصف في تلك المنطقة، لكونها «تعتبر خاصرة رخوة للغوطة الشرقية»، بحسب ما يقول الداراني، مؤكدًا أن «انكشافها من أطراف المليحة وحتى قنطرة حرستا مرورًا بدير العصافير ومحيط المرج، يمثل نقطة ضعفها».
بالموازاة، صعّد النظام قذفه لغوطة دمشق الجنوبية، وتحديدًا في خان الشيح، بالتزامن مع تحضيرات «جبهة النصرة» لإطلاق معارك في تلك المنطقة ضد قوات النظام.
وقال مصدر معارض في جنوب دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن «النصرة» تتحضر لإطلاق معركة واسعة في جنوب العاصمة، بالتزامن مع معارك تشارك فيها بريف اللاذقية وبريف حمص الشمالي وفي حلب. وكشف عن أن النصرة «تواصلت مع قيادات الجيش السوري الحر وأحرار الشام في جنوب دمشق، بهدف إطلاق معركة في دير خبية في غوطة دمشق الغربية القريبة من خان الشيح» ضمن استراتيجية تعدد الجبهات وتحريكها دفعة واحدة. وقالت المصادر إن قيادات الجيش الحر «أبدت ترددًا بسبب النقص في كثير من العتاد في تلك المنطقة».
في هذا الوقت، أعلن النظام عن قيامه بعمليات عسكرية في جنوب العاصمة، حيث فجّر أنفاقًا يستخدمها مقاتلو المعارضة في منطقة الحجر الأسود.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.