محافظ عدن: إلغاء قرار منع القات في أسواق المدينة بعد تحسن الحالة الأمنية

الزبيدي أكد لـ «الشرق الأوسط» وجود تنسيق أمني عالٍ بين محافظات لحج وأبين والضالع وعدن

محافظ عدن: إلغاء قرار منع القات في أسواق المدينة بعد تحسن الحالة الأمنية
TT

محافظ عدن: إلغاء قرار منع القات في أسواق المدينة بعد تحسن الحالة الأمنية

محافظ عدن: إلغاء قرار منع القات في أسواق المدينة بعد تحسن الحالة الأمنية

أقر محافظو عدن ولحج وأبين والضالع، جنوب البلاد، بإلغاء قرار المنع لبيع القات في أسواق مدينة عدن وبضرورة تنظيم الأسواق، بعيدا عن الازدحام وبالتنسيق مع قيادة التحالف. وأكد محافظ عدن، اللواء عيدروس الزبيدي، لـ«الشرق الأوسط»، أن قرار الإلغاء جاء على أثر اجتماع عقد مساء أول من أمس الاثنين في العاصمة المؤقتة للبلاد عدن وضم محافظي المحافظات الأربع وهي عدن ولحج وأبين والضالع.
وأوضح الزبيدي أن الاجتماع وقف أمام جملة من القضايا الأمنية والخدمية والمعيشية والحياتية، لافتا إلى أن المحافظين الأربعة وبعيد نقاشهم اتفقوا على أهمية التنسيق بين محافظاتهم في النواحي الأمنية والخدمية. وأشار إلى وقوفهم إزاء قرار المنع لبيع القات الذي سبق اتخاذه يوم 20 مايو (أيار) الماضي وبشكل مؤقت ولدواع أمنية له صلة بتنفيذ الخطة الأمنية حينها.
وذكر الزبيدي أنه وبعد التقييم والتدارس بين محافظي المحافظات وبالتنسيق مع قيادة التحالف العربي، تم رفع الحظر عن دخول القات إلى أسواق عدن بدءا من أول من أمس الاثنين، مرجعا رفع الحظر إلى تحسن الحالة الأمنية في العاصمة المؤقتة والمحافظات المجاورة، وقال إنه ومنذ اللحظة ستعود الوضعية إلى ما كانت عليه في أسواق المديريات الثماني سابقا، لافتا إلى أن اجتماع المحافظين كلف مديري مديريات محافظة عدن وبإشراف المحافظ في وقت لاحق بالقيام بتنظيم أسواق القات، بحيث تكون هذه الأسواق بعيدة عن الأماكن المزدحمة بالبشر أو بحركة السير.
وكان قرار منع دخول القات إلى أسواق مدينة عدن أحدث لغطا واسعا مجتمعيا ورسميا ونظاميا، وذلك لكونه اتخذ في ظروف استثنائية، ومن جهة لا تملك أي صفة اعتبارية تمنحها الحق بإصدار مثل هذه القرارات السيادية التي هي من اختصاص الحكومة والرئاسة. وقال الناشط السياسي، عبد السلام قاسم، لـ«الشرق الأوسط»، إن قرار المنع كان متسرعا وغير مدروس وفي وقت غير مناسب، مما أدى إلى حالة من ردة الفعل الشعبية والرسمية.
وأضاف أن قرار منع القات من دخول العاصمة المؤقتة عدن باستثناء يومي الخميس والجمعة كانت له آثار سلبية كبيرة على مدخولات الناس اليومية وعلى شريحة واسعة من المجتمع تقتات من بيع القات، خصوصا في ظل الأوضاع الراهنة التي تخلت فيها الدولة عن جميع التزاماتها الخدمية والتشغيلية لآلاف الشباب الذين يعتمدون على مصدر تجارة القات.
ولفت إلى أن الحكومات الجنوبية السابقة عجزت عن إصدار قرار منع القات وفي ظروف مواتية أفضل، أقل ما يقال عنها إن أجهزة الدولة المختلفة الأمنية والعسكرية والسياسية والتشريعية بمقدورها التنفيذ لقرار مثل هذا الذي تم اتخاذه وفي ظرفية حرجة. وأشار إلى أن هناك شريحة واسعة من المجتمع اليمني تعتمد اعتمادا رئيسيا في دخلها وقوتها اليومي للأسر على هذه الشجرة، وقرار الإلغاء سيكون له فائدة مجتمعية، إضافة إلى الاستفادة من القوة الأمنية المتمثلة في قوات الحزام الأمني في متابعة الجوانب الأمنية التي تزعزع السلام والأمن في عدن بدلا من إقحامها وشغلها في مكافحة تهريب القات والتصادم مع متعاطيه وبائعيه.
ويعتبر القات نباتا من فصيلة المنشطات الطبيعية، وهو من أقدم النباتات المخدرة.. ينتشر في نطاق أوسع في دول القرن الأفريقي واليمن مطلع الستينات من القرن السابع عشر. وينفق اليمنيون مبالغ مالية طائلة على شراء نبتة القات ومضغها ويهدرون ساعات طويلة في اليوم على هذه العادة التي يعتقد البعض أنها اجتماعية.
وكانت منظمة الصحة العالمية أدرجت القات عام 1973 ضمن قائمة المواد المخدرة، بعد ما أثبتت أبحاث المنظمة التي استمرت 6 سنوات احتواء نبتة القات على مادتي «نوربسيدو فيديرين» و«الكاثين» المشابهتين في تأثيرهما لـ«الأمفيتامينات».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.