يقع «كازا باتيو» (منزل باتيو Casa Batlló) في وسط مدينة برشلونة الإسبانية، ويعد أحد روائع الفنان والمعماري الإسباني أنتوني غاودي، صاحب أشهر مبنى في برشلونة وإسبانيا على الإطلاق وهو كنيسة العائلة المقدسة (ساغرادا فاميليا Sagrada Família).
بنى غاودي المنزل في الأساس عام 1877 كمبنى كلاسيكي تقليدي بتكليف من لويس سالا سانشيز، مكونا من طابق سفلي وآخر أرضي، وأربعة طوابق عليا مع حديقة خلفية. وفي عام 1904، بدأ غاودي العمل في إعادة تصميم المبنى مع عدد من مساعديه، بتكليف من مشتريه الجديد آنذاك غوسيب باتيو، الذي ينتمي إلى أسرة عريقة في مجال النسيج، والذي لم يحب شكل المبنى لكنه اشتراه نظرا لموقعه الراقي المميز، طالبًا من غاودي أن يكون المبنى مختلفًا عن أي شيء آخر في برشلونة، ومعطيًا إياه الحرية الكاملة لفعل ما يريد.
ومتأثرًا بالفن الحديث الذي برع فيه، شرع غاودي في إعادة تصميم المبنى بدلا من هدمه وإعادة بنائه من جديد، واضعًا فيه لمساته المعهودة من فنون النحت، والزخرفة الفائقة في كل أركانه وجوانبه، والتزيين بالفسيفساء الملونة، ومتجنبا الخطوط المستقيمة قدر الإمكان.. ليخرج في النهاية بتحفته المعمارية التي تشبه التنين الخرافي عام 1906.
وقام غاودي بتوسعة البئر المركزية للمبنى حتى يزود كامل المبنى بالإضاءة الطبيعية، كما زاد من عدد الأدوار. وفي العام ذاته، اختار مجلس مدينة برشلونة المنزل كمرشح لجائزة أفضل بناء في تلك السنة، إلا أن الجائزة منحت في النهاية لمصمم معماري آخر.
وعقب وفاة باتيو عام 1934، آلت ملكية المنزل إلى زوجته التي توفيت بدورها عام 1940، ثم إلى أبنائه لاحقا. وفي عام 1954، حصلت شركة للتأمين تدعى سيغوروس إيبيريا على المبنى وحولته إلى مبنى إداري لها.
وجرى تجديد المبنى للمرة الأولى في عام 1970، وذلك في التصميمات الداخلية بالأساس، ثم مرة أخرى عام 1983، حيث تمت إعادة صيانة الشرفات وإعادتها إلى ألوانها الأساسية. وفي عام 1984، تم تزويد واجهة المبنى الخارجية بإضاءة ملونة في حفل كبير.
وفي عام 1993، اشترى المبنى ملاكه الحاليين، واستمروا في أعمال الترميمات في كل جوانبه. وفي عام 1995، بدأت إدارة المبنى في تأجير مرافقة لمختلف المناسبات، حيث جرى تأجير مساحات تبلغ أكثر من 2500 متر مربع في عدد من المناسبات المختلفة، واستضافت عددًا كبيرًا من الأحداث والفعاليات الهامة في مدينة برشلونة الإسبانية.
«عقار له تاريخ»: «كازا باتيو».. غاودي يستعرض عبقريته
«عقار له تاريخ»: «كازا باتيو».. غاودي يستعرض عبقريته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة