رغم أن القصة انتهت بشكل صادم، خرج المنتخب الآيسلندي الأول لكرة القدم من بطولة كأس أمم أوروبا «يورو 2016» تملؤه مشاعر الرضا، بعد أن أذهل العالم أجمع بوصوله إلى دور الثمانية في المشاركة التاريخية الأولى له.
وكان الوصول لدور الثمانية بالبطولة الأوروبية يفوق بكثير أحلام أكثر المتفائلين من جماهير آيسلندا التي يزيد تعداد سكانها على 300 ألف نسمة. وقال لارس لاغرباك، المدير الفني لمنتخب آيسلندا، بعد سقوط فريقه 2 / 5 أمام المنتخب الفرنسي: «لقد شاركنا في أول بطولة كأس أمم أوروبية لنا، ووصلنا إلى دور الثمانية.. اللاعبون قاموا بعمل رائع».
وأضاف المدرب السويدي: «رغم الشعور الحالي بالإحباط، أعتقد أنه إذا نظرنا إلى الأمر برمته فسنكتشف أن الرحلة كانت رائعة».
وكانت آيسلندا هي أكبر مفاجآت «يورو 2016»، المقامة في فرنسا، بعد أن عبرت دور المجموعات متفوقة على النمسا والبرتغال، ثم أطاحت بإنجلترا من دور الستة عشر، قبل أن ينتهي حلمها بالسقوط أمام المنتخب الفرنسي.
وتحدث لاغرباك عن الشوط الأول الذي تلقت فيه شباك فريقه 4 أهداف، قائلاً: «لقد كنا مشلولين وسلبيين وارتكبنا أخطاء تافهة، قبل أن نلتقط أنفاسنا في الشوط الثاني. يتعين علينا أن نتعلم من الدروس».
وتابع: «عندما تكون قريبًا من الحصول على شيء كبير فإن كل شيء يكون له تأثير عليك، وتكون هناك مواقف يصعب عليك التعامل معها، ولكن في الشوط الثاني أثبتنا أننا نجيد لعب كرة القدم».
وأعلن لاغرباك بعد خروج آيسلندا استقالته من منصبه، ليتولى المدرب الثاني هيمير هالغريمسون المسؤولية الفنية الكاملة للفريق. واستطرد المدرب السويدي، قائلاً: «لقد كان أمرًا مميزًا، تلك السنوات الأربع كانت رائعة، لقد شعرت بالتميز، من السهل أن تكون مدربًا لفريق مثل هذا ومع هؤلاء اللاعبين».
وحاز لاعبو آيسلندا على مساندة ثمانية آلاف مشجع في ملعب «دو فرانس»، الذي استضاف مباراة ربع النهائي، حيث لم يتوقف هؤلاء المشجعون عن دعم الفريق، كما ظلوا جالسين على مقاعدهم عقب انتهاء المباراة لتحية أبطالهم بموجة حارة من التصفيق.
وقال أرون غونارسون، قائد منتخب آيسلندا: «لا أعرف ماذا أقول، قدمنا أداء بشعًا في الشوط الأول، ولكن في الشوط الثاني أظهرنا أننا نرغب في أن ننهي البطولة بأفضل صورة ممكنة».
ورغم الهزيمة الثقيلة أمام المنتخب الفرنسي، لم تتأثر مشاعر الفخر لدى الجماهير الآيسلندية، واحتفلوا لفترة طويلة عقب المباراة، كما التقط الفريق بأكمله صورة أمام مشجعيه.
وقال لاعب الوسط جيلفي سيغوردسون: «ليس لدي كلمات تصف مشجعينا، لقد هتفوا لنا حتى في وقت هزيمتنا».
وتردد صدى المباراة بقوة في العاصمة الآيسلندية ريكيافيك، حيث شاهد الآلاف من المشجعين - الكثير منهم كانوا يرتدون ملابس تحمل علم آيسلندا - المباراة على شاشة ضخمة في منطقة آرنارهول بوسط المدينة.
وذكرت قناة «آر يو في» التلفزيونية العامة عقب المباراة: «على مضض، انتهت مغامرة آيسلندا» بعد أداء رائع في البطولة. وكتب داجور بي إيغرتسون، عمدة العاصمة ريكيافيك، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أنا مقتنع بأنها مجرد بداية لمغامرة كرة القدم (الآيسلندية). كنتم عظماء، أيها الشباب، وأعطيتمونا كل الأمل. فخورون بكم لأقصى درجة».
وكانت الهزيمة في مباراة أمس هي الوحيدة لآيسلندا في يورو 2016، حيث تعادلت مع البرتغال والمجر، وحققت الفوز على النمسا وإنجلترا. وإلى جانب التألق، سيتذكر الكثيرون المشاركة المميزة للمنتخب الآيسلندي من خلال حسن سلوك لاعبيه وروحه المرحة.
آيسلندا أنهت مغامرتها في «يورو 2016» باحترام الجميع
رغم أن القصة انتهت بشكل صادم وخسارة كبيرة
آيسلندا أنهت مغامرتها في «يورو 2016» باحترام الجميع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة