بدأ العراق أمس حدادًا وطنيًا يستمر 3 أيام على أرواح ضحايا التفجير الانتحاري الذي نفذه تنظيم داعش في حي الكرادة المكتظ ببغداد فجر الأحد. وتواصلت عمليات البحث عن مفقودين في موقع التفجير الذي أجهز على 3 مراكز تسوق في وسط الكرادة قبل أيام قليلة من عطلة العيد.
وهذا التفجير من الاعتداءات الأكثر دموية في العراق، وجاء بعد أسبوع على استعادة القوات العراقية السيطرة على كامل مدينة الفلوجة، معقل المتطرفين الواقع على بعد 50 كيلومترًا غرب بغداد. واستهدف التفجير بسيارة مفخخة حي الكرادة الذي كان يعج بالمتسوقين قبيل عيد الفطر، وأثار غضبًا لدى العراقيين إزاء عدم تمكن الحكومة من الحفاظ على الأمن، مما دفع برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الإعلان عن تعديلات في الإجراءات الأمنية. وأعلن العبادي الحداد الوطني لـ3 أيام، وتوعد بعد تفقده موقع التفجير الأحد بـ«القصاص من الزمر الإرهابية التي قامت بالتفجير إذ إنها بعد أن تم سحقها في ساحة المعركة تقوم بالتفجيرات كمحاولة يائسة».
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي لقطات تظهر الشبان الغاضبين يهاجمون موكب رئيس الوزراء العراقي أثناء تفقده موقع التفجير بالحجارة، تعبيرًا عن غضبهم من عدم تمكن الحكومة من ضبط الأمن. وردًا على الحادثة قال العبادي في بيان: «أتفهم مشاعر الانفعال والتصرف التي صدرت في لحظة حزن وغضب من بعض أبنائي الأعزاء، والتي رافقت زيارتي لمنطقة الكرادة». وأضاف أن الزيارة تهدف إلى الوقوف ميدانيًا على «الجريمة الإرهابية والتحقيق فيها ومواساة أبنائها ومشاطرتهم أحزانهم في هذه الفاجعة الأليمة التي جاءت لتسلب فرحة العراقيين بانتصارات أبنائهم بهزيمة (داعش) المنكرة في الفلوجة». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن الشارع في بغداد لا يزال غاضبًا على تقصير الحكومة في حماية المدنيين، حتى مع تحقيق القوات العراقية انتصارات كبيرة ضد المتطرفين في المعارك. وقالت أم علاء التي فقدت شقتها بالتفجير: «أقسم بالله أن الحكومة فاشلة». من جانبه، قال رجل يقف في موقع التفجير: «تكتيك (داعش) متغير، فلماذا تكتيك الحكومة ثابت»؟ وأضاف منتقدًا الإجراءات الأمنية للحكومة قائلاً: «الحواجز الأمنية الغبية» لا تزال تستخدم أجهزة كشف المتفجرات المزيفة.
وأدى التفجير إلى أضرار مادية كبيرة. واحترق على الأقل 3 مراكز تسوق، إلى جانب عشرات المحلات التجارية الأخرى والمساكن المجاورة. كما حاصرت النيران عشرات الشبان داخل المحال التجارية ونجا قسم منهم في حين قتل آخرون بحسب مصادر أمنية، بسبب صعوبة الوصول إلى الضحايا. وقال أحد عناصر الدفاع المدني إن انتشال جثث الضحايا «سيستغرق عدة أيام».
وقال حسين، وهو جندي سابق إن 6 موظفين في مخزن تملكه عائلته، قتلوا وتفحمت جثثهم، مضيفًا: «سألتحق مجددًا بالمعركة، على الأقل هناك أعرف من العدو وأستطيع قتاله. لكنني هنا لا أعرف من ينبغي قتالهم».
عراقيون في موقع التفجيرات: حواجزنا الأمنية غبية.. وحكومتنا فاشلة
عنصر في الدفاع المدني قال إن انتشال الجثث سيستغرق أيامًا
عراقيون في موقع التفجيرات: حواجزنا الأمنية غبية.. وحكومتنا فاشلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة